مقدمة :
يقوم الإنسان في سبيل تحقيق حاجاته ورغباته والقيام بمختلف أعماله في
عصرنا الحاضر باستخدام أجهزة وآلات متنوِّعة ، ومعقَّدة ، ومتطوِّرة ، وأحد
هذه الأجهزة هو ( العقل الإلكتروني ) الذي يقوم بحركات وفعاليات جبَّارة .
فمثلاً في مجال الطلب يقوم هذا الجهاز خلال دقائق بتقديم كشف كامل
لسوابق المريض - مخزونة في الجهاز - إلى طبيبه المعالج ، لمعرفة نوع المرض ،
ويستطيع هذا الجهاز المعقد ملاحظة جزئيات أي حالة مرضية ، كانت قد غُذِّي
بها مسبقاً ، ثمَّ يحدِّد أسلوب العلاج ونوع الدواء المطلوب لهذه الحالة أو
تلك .
وهذا العقل الإلكتروني يستخدم في مجالات الحياة المختلفة لتنظيم عمل سائر الأجهزة المعقَّدة الأخرى ومراقبة عملها .
هل من العقل أنَّ هذا الجهاز العجيب قد صنعته الصدفة ؟! أم أنَّ دقَّته
ونظامه وعمله المحيِّر يعتبر شاهداً قويّاً على ذكاء صانعه ومعرفته
الواسعة ؟ من هنا يبدو لنا دليل عام ومبدأ بديهي مسلم وهو : إن النظام
والتنسيق يجب أن ينبع من عليم قادر ، وإنَّ الصدفة لا يمكن أن تكون منشأ
لعجائب النظام والتنسيق ، ذلك لأن لكل شيء أثره المناسب والملائم .
فكما أنَّ توقٌّع الإحراق أن يكون من الماء البارد أمر لغو فإن الاعتقاد
بوجود نظام مرتَّب ودقيق قائم على أساس الصدفة ، فهو لغو وهراء أيضاً ،
والقرآن الكريم يشير إلى هذا المعنى بقوله عزَّ وجلَّ : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) الطور : 35 .
وللدين الإسلامي أصول أساسية خمسة ، على كل مسلم أن يعرفها و يعتقد بها دون تقليد ، وهي :
أولاً : التوحيد :
يتصور بعض الناس خطأ أنه عزَّ وجلَّ أوجد هذا العالم ثم تركه في شأنه ،
فإنَّ حركة الكون وفعالياته واستمرارها واستمرار الوجود إنَّما يتمُّ
بقدرته ومشيئته عزَّ وجلَّ ، فلا شيء يمكن وجوده ودوامه بدون إذنه وإرادته ،
فالموجد والمبقي والناظر والحاكم هو الله عزَّ وجلَّ .
إنَّ الإنسان الذي يعتقد بِعَظمة الخالق سبحانه وقدرته ، ويفوح الإيمان
من قلبه الذي يموج بحبِّ الله جلَّت قدرته ، لن يجد نفسه على الإطلاق
وحيداً مخذولاً يائساً ، بل إنَّ نور الله المستعان يشرق في حنايا قلبه ،
وتجاويفه وزواياه كافة ، ومن البديهي أن مثل هذا الإنسان المؤمن بالله عزَّ
وجلَّ سيعد نفسه بكل شوق للحياة الأمثل والأكثر شمولاً لمعاني الفضيلة
والكمال .
ومن العقل والصواب أنَّ الله تعالى واحد لا شريك له ، فقوله تعالى في محكم كتابه العزيز : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الأنبياء : 22 .
والتوحيد بمعناه الواقعي يربِّي الإنسان الحر الصحيح الفكر ، المطمئنِّ
البال ، ولا يدعه يتخبَّط في المسالك المعقَّدة ، والضلال والاختلاف
والاستعباد ، وهو يمنح الإنسان الحرية والعزة والكرامة ، ويأخذ بيده نحو
العدالة الاجتماعية والرقي والسؤدد .
ومن هنا تبين سِرُّ ومغزى قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله تُفلِحُوا ) .
ثانياً : العدل :
لما عرفنا أن الله عزَّ وجلَّ هو خالق مطلق قدير عزيز كريم ، يفضي على
عباده وسائر مخلوقاته بالنِّعَم الوفيرة والألطاف الكثيرة ، وله الوحدانية
المطلقة ، ولا إله سواه ، فبذا تتحقق عدالته لسائر البشر ، ولا حاجة له
بالظلم - معاذ الله - وإنَّما يحتاج إلى الظلم الضعيف .
والظلم هو حصيلة الجهل والضعف والمنافسة والخوف والحرمان والعجز ،
وتعالى الله سبحانه عن هذه علوّاً كبيراً ، وإن الله عزَّ وجلَّ هو العالم
المطلق والقادر المطلق ، ولا يحتاج إلى أيِّ أحد أو أيِّ شيء حتى يخاف
فقدانه .
وما هذا التفاوت الذي نلاحظه بين أبناء المجتمع الواحد ، أو المجتمعات
المختلفة ، إلا لتسيير الأمور وإدارة الأوضاع كي تجري طبيعية ، ملبِّية
لحاجات البشر ، فقال تعالى : ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) الأنعام : 165 .
فعلى الإنسان أن يعرف طريق الحق القويم الذي يؤدي إلى تكامله في مختلف
نواحي الحياة ، ليعيش كما أراد له الله عزَّ وجلَّ ، وكما فطره عليه ،
عزيزاً كريماً منعَّماً خيّراً ، شريفاً في تعامله مع سائر البشر بالصدق
والصراحة والاحترام ، والعدالة والمساواة ، والإخلاص والتسامح ، وما إلى
ذلك من صفات الخير .
فقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) النحل : 90 .
فهل من العقل والحكمة والصواب أن يأمر الله عزَّ وجلَّ عباده بالعدل
مؤكِّداً تكراراً ، وهو مجرَّد عنه ؟! سبحانه وتعالى عمَّا يصفون .
ثالثاً : النبوَّة :
إن الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) بشر تميَّزوا على سائر البشر
بقدراتهم الذاتيَّة وصفاتهم الشخصيَّة النبيلة ، من تربية طيِّبة صالحة ،
وأخلاق سامية ، وسريرة حسنة ، وانقياد للحقِّ والإنصاف والعدل ، لذا نجد
الأمانة والصدق وطيبة القلب وحبُّ الخير لكلِّ البشر هي من جملة صفاتهم
الحميدة .
وهم بذلك مؤهَّلون لتحمل مسؤولية قيادة البشر نحو الخير والصلاح ،
وهدايتهم إلى طريق الحقِّ وسبيل الرشاد ، والصدع لأوامر الله ونواهيه ،
ليقيهم من شرور الدنيا وعذاب الآخرة .
لذلك كان لزاماً اختيار الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) للقيام بهذه
المهمة الخطيرة ، وهي القيادة الحكيمة التي صمَّم الله سبحانه وتعالى
مخطَّطها ، وحدَّد جوانب مسؤوليَّاتها .
يقول هشام بن الحكم إن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال للزنديق الذي سأله : من أين أثبِتُ الأنبياء والرسل ؟ : (
إنَّا لمَّا أثبتنا أنَّ لنا خالقاً صانعاً مُتَعَالياً عنَّا وعن جميع ما
خَلَق ، وكان ذلك الصانعُ حكيماً مُتَعَالياً لم يجز أن يشاهده خَلْقُه ،
ولا يُلاقُوه ، فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجُّهُم ويحاجُّوه ، فيسألوه عن
واجباتهم .
ثبتَ أنَّ له سُفَراء في خلقه ، يعبرون عنه إلى خلقه وعِبَاده ،
ويدلُّونهم على مَصَالِحِهم ومنافعهم ، وما بِه بقاؤُهُم ، وفي تَركِهِ
فَناؤُهُم .
فثبت الآمِرونَ والنَّاهُونَ عن الحكيم العليم في خَلقِه ،
والمعبِّرون عنه جلَّ وعزَّ ، وهُمُ الأنبياء ( عليهم السلام ) وصفوته مِنْ
خَلقه ، حُكَمَاء مؤدَّبون بالحِكْمة ، مَبْعوثُونَ بها ، غير مُشاركين
للنَّاس - على مشاركتهم لهم في الخَلْقِ والتركيب - في شيء مِنْ أحوالِهِم ،
مؤدَّبون من عِنْدِ الحَكيم العليم بالحِكْمة .
ثمَّ ثبتَ ذلك في كلِّ دهرٍ وزمان ما أتَتْ به الرُّسل والأنبياء
( عليهم السلام ) من الدلائِلِ والبَراهِين ، لكي لا تَخْلو أرض الله من
حُجَّة يكون معه علم يدلُّ على صِدق مقالَتِه وجَوَاز عَدَالَته ) أصول الكافي : 168 .
وقد قرن الله عزَّ وجلَّ أنبياءه ورسله ( عليهم السلام ) بمعاجز تتناسب
وعقول أهل زمانهم ، وتفوق ما اشتهر في ذلك الزمان إلى حدِّ الإعجاز
والإفحام ، كمعجزة الطوفان على يد النبيِّ نوح ( عليه السلام ) .
والنجاة من النار عند إحراق النبيِّ إبراهيم ( عليه السلام ) ،
والتكلُّم في المهد وبرء وشفاء الإنسان الأبرص والأكمة وإحياء الموتى على
يد النبيِّ عيسى ( عليه السلام ) ، وعصا النبيِّ موسى ( عليه السلام ) ،
وانفلاق ماء البحر له ولقومه ، فيعبرون ويغرق فرعون وجنوده .
ومعجزه القرآن الكريم هي المعجزة الخالدة ما خلد الدهر ، وهي التي خصَّ
الله عزَّ وجلَّ نبيَّه الكريم محمَّد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله )
بها .
حيث نزلَتْ في عصر بلغ فيه المجتمع العربي ذروة بلاغة الكلام ، وفنون
الخطاب والنظم ، وتميُّز ذلك العصر بالأدب الرفيع ، وبلاغة المنطق .
فجاء الذكر الحكيم بتعابير وصياغات كلاميَّة سَلِسلة بديعة ، وتراكيب
جميلة وسامية ، ألجمت أفواه عظماء المتكلِّمين والخطباء ، والشعراء
والسجَّاعين ، وبلغاء ذوي المنطق والبيان ، وأذهلَتْ أفكارهم ، وحيَّرَتْ
عقولهم ، وعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله .
ولقد تحدَّاهم القرآن الكريم بقوله تعالى : ( وَإِن كُنتُمْ فِي
رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن
مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ ) البقرة : 23 .
وقوله تعالى : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ
عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) الإسراء : 88 .
هذا وقد كادَ بُلَغاؤهم وفصحاؤهم كيدهم على أن ينقضوه ويبطلوه ، إلاَّ
أنَّهم عجزوا وباتوا في حيرة من أمرهم هذا ، كل ذلك كان بمشيئة الله عزَّ
وجلَّ وإرادته ، وقوَّته وعظمته ، وحكمته وعدالته ، ولقد شاء جلَّ وعلا
بمقتضى رحمته وحكمته أن يختار الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) لهداية
البشريَّة إلى الصراط المستقيم ، بقيادتهم الرَّشيدة ، وهدايتهم الحميدة ،
وتحذيرها من سبيل الضلال والانحراف .
وليمكِّنوا الإنسان أن يخطو إلى قِمَم العلاء والكرامة والكمال
الإنسانيِّ والصفات الحسنة جميعاً ، من خلال سلوك هذا السبيل القويم ، لهذا
فإن الله سبحانه وتعالى نزَّهَ أنبياءه ورسله ( عليهم السلام ) عن أيِّ
ذنب أو معصية ، أو اشتباه أو خطأ أو نسيان .
وبكلمة أخرى فإنه جلَّ وعلا جعلهم معصومين منزَّهين ، لكي يتمكَّنوا من
قيادة الإنسانية نحو التكامل في جميع المجالات ، ونحو الطاعة المطلقة
والتسليم المطلق لأوامر الله ونواهيه .
كما أنَّ علم الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) ودرايتهم الكاملين
التامِّين بقدرة الله جلَّ وعلا وعظمته ، وأنهم على بيِّنة حقَّة بنعيم
الآخرة وعذابها ، ورؤية آثار الذنب في ذلك العالم كان يشكِّل أقوى عامل
يحفظهم من ارتكاب المعاصي والأوزار .
فيقول تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ
وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم
بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ
الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ) ص : 45 - 47 .
رابعاً : الإمامة :
لا بُدَّ للأمة الإسلامية من قائدٍ حكيم نزيه كُفء ، يقوم مقام النبيِّ (
صلى الله عليه وآله ) بأزمَّة الأمور ، كي لا يتصدَّع أو يتهدَّم ذلك
الكيان العظيم ، وتذهب جهود النبي ( صلى الله عليه وآله ) أدراج الرياح .
والشيعة يعتقدون أنَّ رحمةَ الله الواسعة ، وحكمتَه البالغة ، ورأفتَه
بعباده ، أوجبت أن لا يبقى الناس تائهين مهمَلين بدون قائد حكيم معصوم عالم
، ممَّا يضمن عدم انحرافه مُطلقاً في قولٍ ولا عمل ، ويكون نموذجاً صادقاً
ومختاراً من قبل الله عزَّ وجلَّ ، ومثلاً سامياً للتكامل الإنساني ، كي
يستطيع قيادة هذه الأمَّة وهدايتها إلى شاطئ السلامة والأمان .
إنَّ الحكمة الإلهية تفرض أن يختار الله سبحانه وتعالى أشخاصاً
مثاليِّين قَيِّمين على دينه ، لِحِفظ رسالته المقدَّسة ، وقد تمَّ ذلك
بالتعيين والتنصيب والتنصيص الإلهي .
يقول الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضوان الله عليه ) لمَّا نزلت الآية الشريفة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء : 59 .
قلت يا رسول الله : قد عرفنا الله ورسوله ، فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( هُمْ خُلَفائي وأئمَّة
المُسلِمين بَعدي ، أوَّلُهُم عليُّ بن أبي طَالب ثمَّ الحَسَنُ والحُسَينُ
، ثمَّ عَليُّ بن الحسينِ ، وثمَّ مُحمَّدُ بن عليِّ المعروفُ في
التوْرَاةِ بالباقر ، وسَتُدرِكه يا جَابر ، فإذا لَقيتَهُ فأقْرِأه عَنِّي
السَّلامَ ، ثُمَّ الصَّادقُ جَعفَرُ بن مُحمَّدٍ ، ثمَّ مُوسَى بن
جَعفَرٍ ، ثمَّ عليُّ بن مُوسَى ، ثمَّ مُحمَّدٌ بْن عَليٍّ ، ثمَّ عَليُّ
بن مُحمَّدٍ ، ثمَّ الحَسنُ بن عليٍّ ، ثمَّ سَميِّي وكنيِّي حُجَّةُ اللهِ
في أرضِهِ ، وبقيَّتُه في عِبَادِه ، ابنُ الحَسَنِ بن عَليٍّ ) منتخب الأثر : 101 .
ولا يَزال المسلمون مشمولين بعناية الله ولطفه ولم يخلوا من قَائِد ،
بوجود الإمام الثاني عشر الإمام المهديِّ القائم المنتظر ( عليه السلام ) ،
وهو حيٌّ غائب عن أنظار الناس ، إلى حين يأذن الله له بالظهور وقيادة
الأمَّة ، وقد تواترت فيه الروايات من الشيعة وأهل السنَّة .
خامساً : المعاد :
لقد صرَّحت جميع الأديان السماوية بحقيقة ثابتة ، وهي أن الإنسان لا
يفنى بعد الموت ، بل ينتقل من هذا العالم إلى عالم آخر ، حيث يُثاب أو
يجازى على أعماله الحسنة أو السيِّئة .
وقد ذكَّر أنبياء الله ورسله ( عليهم السلام ) جميعاً أتباعهم بأن هذا
العالم بتشكيلاته ونظامه لم يوجد عبثاً ، وأن كلَّ ما يجري على هذه البسيطة
من أعمال ومُمَارسات سيعرض على طاولة الحساب ، بعد الانتقال من هذه العالم
.
ولذا فقد كانوا ( عليهم السلام ) يُعدُّون أنفسَهم وأتباعهم للمستقبل
المحتوم ، وقد صرَّحت آيات مباركة بالمعاد والحساب ، والثواب والعقاب ،
والجنَّة والنار ، منها قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ
أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة : 72 .
وقوله تعالى : ( فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) النحل : 29 .
وقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ
الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) محمد : 12 .