هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. و يلقب
بهارون الرشيد ولد (حوالي 763م - 24 مارس 809م) وهو الخليفة العباسي الخامس، وهو أشهر
الخلفاء العباسيين. حكم بين 786 و 809 م. ووالدته الخيزران بنت عطاء . وهو
أكثر من تعرض تاريخه للتشويه والتزوير من خلفاء الإسلام، مع أنه من أكثر
خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا وأهتماما بالعلم والعلماء، و بالرغم من
هذا أشاعوا عنه الأكاذيب وأنه لاهم له سوى الجواري والخمر والسكر، ونسجوا
في ذلك القصص الخرافية ومن هنا كان إنصاف هذا الخليفة واجبا على كل مؤرخ
مسلم. وكتب التاريخ مليئة بمواقف رائعة للرشيد في نصرة الحق وحب النصيحة
وتقريب العلماء لا ينكرها إلا جاحد أو مزور، ويكفيه أنه عرف بالخليفة الذي
يحج عاما ويغزو عاما.
//
نشأتهولد
هارون في عام 148 هجري، وكان مولده في مدينة الري حين كان أبوه أميراً
عليها وعلى خراسان. ونشأ الرشيد في بيت ملك، وأُعد ليتولى المناصب القيادية
في الخلافة، وعهد به أبوه الخليفة أبو عبد الله محمد المهدي إلى من يقوم
على أمره تهذيبًا وتعليمًا وتثقيفًا، حتى إذا أشتد عودهُ وأستقام أمره،
ألقى به أبوه في ميادين الجهاد، وجعل حولهُ القادة الأكفاء، يتأسى بهم،
ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم، فخرج في عام 165هـ أي 781م، على رأس حملة
عسكرية ضد الروم، وعاد محملاً بأكاليل النصر، فكوفئ على ذلك بأن اختارهُ
أبوهُ ولياً ثانياً للعهد بعد أخيه أبو محمد موسى الهادي وكان طيب القلب
ومحافظاً على تكاليفه الشرعية و الادبية. كذلك نظم الرشيد طرق الوصول إلى
الحجاز فبنى المنازل والقصور على طول طريق مكة المكرمة طلباً لراحة الحجاج
وكذلك خلد التاريخ الخليفة هارون الرشيد عن طريق مقتنيات أكتشفت في عصرهِ
تبين التقدم الحضاري في فن الزخرفة الإسلامية كصندوق مكتشف للخليفة هارون
الرشيد وقد وثق أسم الخليفة وسنة الصنع ثلاث وثمانين ومائة بزخرفة إسلامية
مبهرة وآيات قرانية مذهبة وتجده معروض لدى متحف سعودي يخص الشيخ محمد آل
محمود.
توليه الخلافةتمت
البيعة للرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170هـ/14 سبتمبر 786م)، بعد
وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه
مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلنطي، معرضة
لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن
والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في
وقت كانت فيه وسائل الإتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.
أعمالهبتولي
الرشيد الحكم بدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي
دامت أكثر من خمسة قرون، أرتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ
الرخاء ربوع الدولة الإسلامية. ولقد أمسك هارون الرشيد بزمام هذه الدولة
وهو في نحو الخامسة والعشرين من عمرهِ، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من
مجدها وقوتها وأزدهار حضارتها.
كما استعمل الرشيد الرقة عاصمة لهُ بين عامي 796 و808.
وأنشأ
بمايعرف ببيت الحكمة في بغداد وزودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من
مختلف بقاع الأرض. وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة، وخُصصت
بعضها للكتب، وبعضها للمحاضرات، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين
والمجلدين. وغدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث
كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن
دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث
غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأى والمناقشة، وثراء الجدل والحوار.
كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع. وكان الرشيد نفسه يميل
إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت
بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده، وتطلب صداقته.
وفاة الرشيدكان
الرشيد على غير ما تصوره بعض كتب الأدب، دينا محافظًا على تكاليف الإسلام،
وصفه مؤرخوه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، وينفق
على الفقراء من ماله الخاص، ولا يتخلف عن الحج إلا إذا كان مشغولاً بالغزو
والجهاد، وكان إذا حج صحبه الفقهاء والمحدثون. وكان اذا دخل عليه الشاعر
أبا العتاهيه ونصحه بكى بكاءا شديدا وأغمي عليه.
وظل
عهده مزاوجة بين جهاد وحج، حتى إذا جاء عام 192 هـ، فخرج إلى خراسان
لإخماد بعض الفتن والثورات التي أشتعلت ضد الدولة، فلما بلغ مدينة طوس
أشتدت به العلة، وتُوفي في 3 من جمادى الآخر 193هـ،الموافق 4 من إبريل
809م، بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، وتعتبر هذه الفترة
العصر الذهبي للدولة العباسية. ويقال عنه أنه بنى قبره قبل موته بفترة وكان
يداوم على زيارة هذا القبر وكان يدعو الله ويبكى ويقول: ( يا من لا يزول
ملكه أرحم من زال ملكه).
من أقواله الشهيرةنظر إلى السحابة ذات يومٍ وقال
في
أي مكان شئتِ أمطرى فسيحمل إليّ خراجك إن شاء الله )،(أي بمعنى زكاتك
راجعة لبيت المال عندي). وهذا دلالة على سعة الدولة العباسية وبلوغها أوج
عظمتها في عصره. و بقى في خلافته اثر من ثلاث و عشرين سنة في الدولة
العباسية