بإحدى النوادي المصرية دعا رجل اعمال ثرى اصدقاءه الى حفلة بمناسبة
إفتتاحه مشروع إستثماري كبير ، تلقى الضيوف الدعوات قبل اسبوع من موعد
الحفل ،وفى اليوم الموعود ليلا، تجمع الضيوف على بركة المياه ، يشربون
المشروبات الباردة ، ،يتحدثون ويضحكون،ولكى يسري عنهم رجل الاعمال،وعدهم
بحضور ضيف مميز ،لا يوجد شيء غريب حتى هذه اللحظة،وبعد لحظات دخل عليهم
ذلك الرجل الغريب المظهر،كان يرتدي عباءة سوداء فضفاضة ،ويضع على راسه
عمامة ،ملامحه هادئة رصينة،يبعث على الناظر الثقه والارتياح،عينيه كحيلتين
حادتين كالصقر،لحيته طويلة مشذبه،ويمسك بيده سبحة حباتها من الخشب،وتمتلىء
اصابعه بالكثير من الخواتم المحجرة بالاحجار الكريمة .
كان الناس يتلفتون عليه لغرابة مظهره،خاصة وانه يرتدى العباءه فى هذا
الجو الحار،اعلن رجل الاعمال لضيوفه قدرة ضيفه المميز على قراءة الكف
،وبدافع الفضول تدافع ضيوف الحفل عليه،جلس على احدى الكراسى،وبدا يقرا
الكف كلا بدوره،
فيقول: انت سياتيك مال.... وانت ستسافر هذا الشهر....وانت ستتزوج مرتين....وانت ذو عمر مديد....وانت..... وانت.
حتى جاء دور شاب وسيم يدعى "عمرو"،رياضى الجسم،عينيه نجلاوين،وشعره
ناعم يغطى جبهته،كان كل رواد النادى يعرفونه،خاصة الفتيات،فقد كان فارس
أحلامهم ،وكان نجم النادي فى رياضة الملاكمة .
جلس "عمرو" قبالة الرجل وعينيه تنظران بشغف ولهفة،يريد ان يعرف أسرار
حياته التى أودعت فى كفه،و ما ان وقعت عيني الرجل على كف "عمرو" حتى
بهت،وبلع ريقه،فهو لا يرى اى شىء فى كفه،لا يرى المستقبل، ،اخذ يقلب فى
كفه،ويتفحصه بعناية،وهو لا يصدق نفسه،ان كفه ميت،اتخذ الرجل قرارا
سريعا،بان لا يخبره بان كفه ميت وقال:انت شخص محبوب من الجميع،وستظل ذكرى
جميلة تداعب ذاكرتهم،ومن الان ستذكر فى كل مجلس،وستشغل كل حديث.
ابتسم "عمرو" حتى ظهرت نغزاته الساحره،.إبتعد ،وعيني الرجل لا
تفارقه،واخبر صاحب الحفل والاشخاص الذين كانوا بجواره :غريب هذا الشاب كفه
ميت،لا مستقبل له.
استغرب الجميع من وقع كلمة "كفه ميت"،أيوجد احد كفه ميت؟كيف ذلك؟
كانت عيونهم معلقة " بعمرو" وهو يبتعد شيئا فشيئا بعد أن جاءه اتصال
هاتفي ،فخرج مسرعا متجها نحو بوابة النادي،و ما كاد ان يخرج من بوابة
النادي، حتى صدمته سيارة مسرعه ،وسقط جثة هامدة،تغطيها الدماء ،هرع فى
البدء رجال الأمن الذين يقفون عند البوابة ،ثم تبعهم الجمع الذى كان مع
الرجل قارىء الكف ،كان منظر عمرو يثير البكاء والذهول،وتعجب الناس انه
عمرو الذي كان يضحك ويبتسم فى الداخل منذ لحظات ، وها هو الان جثة
هامدة،كانت الفتيات تبكى عليه،من بشاعة المنظر، وكان الرواد يستغربون من
الرجل قارىء الكف ،كيف عرف ان كفه ميت؟ وكيف تنبأ بموته؟ ويضربون كفا بكف
من شدة الاستغراب.
وبالفعل كما قال الرجل قارىء الكف ،ظل "عمرو" يذكر فى كل مجلس،ويشغل كل حديث