جزر الكناري هي مجموعة جزر اسبانية في المحيط الاطلسي، تقع شمال غرب الصحراء الغربية. وهي وحدة ذات سيادة ضمن التاج الاسباني.
تنقسم جزر الكناري مقاطعتين: لاس بالماس (الجزر الشرقية) وسانتا كروز دو تينيريف (الجزر الغربية). ويتألف الارخبيل (او مجموعة الجزر هذه) من سبع جزر رئيسية (بالاضافة الى بعض الجزر الصغيرة المهجورة): تينيريف، فيورتيفنتورا، كناري الكبرى، لانزاروت، لا بالما، غوميرا، وهييرو.
هذه الجزر ذات طبيعة بركانية، تحوطها الشواطئ الصخرية المنحدرة ذات التضاريس الوعرة المؤلفة من القمم البركانية والدستيات. واعلى قمة في الارخبيل، بل في اسبانيا، هي قمة تيد (3718م) في تينيريف.
مناخها لطيف، والفوارق الحرارية لا تذكر بسبب تأثير المحيط. كما ان الرطوبة غير مرتفعة الا في لانزاروت وفيورتيفنتورا. ويتساقط معظم الامطار في فصل الشتاء. وتتأثر الشواطئ الجنوبية للكناري الكبرى وتينيرف برياح افريقية جافة. حتى ان المناطق الواقعة على علو ادنى من 400 م تعيش فيها نباتات خاصة بمناطق افريقيا الشمالية. ومنها: النخيل والتين والصبار والغار والاوكاليبتوس. اما عاصمة هذه الجزر المستقلة، فهي، بالتعاقب، لاس بالماس في الكناري الكبرى، وسانتا كروز في تينيريف.
وتبلغ مساحة الجزر 7273 كلم مربع وعدد سكانها (1991) 1601812 نسمة.
اقتصادها
يرتكز اقتصاد الجزر على الزراعة والصيد والسياحة. فالارض البركانية خصبة جدا. وتضاف الى الزراعات المعيشية القديمة بفضل الري زراعات تجارية مخصصة للتصدير. واهم المصادر الزراعية هي الفواكه (موز، حمضيات، دراق، تين، عنب) والخضار (بندورة، بصل، بطاطا) وقصب السكر والحبوب ويصدر معظم الانتاج الى اسبانيا وبلدان الاتحاد الاوروبي.
وتشكل الاقشمة وصناعة المواد الغذائية اساس القطاع الصناعي. وتستفيد مرافئ لاس بالماس وسانتا كروز من دورها كمحطة توقف للسفن. وتشكل السياحة موردا مهما جدا، اذ تعتبر جزر الكناري مقاصد سياحية مميزة صيفا وشتاء. وكون الجزر مكانا مثاليا لمراقبة الفلك، اقيم مركز مراقبة على ارتفاع 2432 مترا في جزيرة لابالما، ويحتوي على اهم المراصد في العالم.
جزيرة كناري الكبرى
تقع جزيرة كناري الكبرى في مجموعة جزر الكناري، وتمتد على مساحة 1532 كلم2 من الارض البركانية. فهي ترتفع من العمق البحري الذي يصل الى 5 آلاف متر تحت الماء الى مستوى المياه، الى اعلى قمة، وهي قمة بيكو دو لاس نويفي، اي قمة الثلوج على ارتفاع 1949م.
تغيرت معالم جزر الكناري على مر السنين بفضل قوى الطبيعة وفعل الانسان، محولة الجزيرة الى صورة متنوعة من المناظر، مع قليل من التشابه بين مختلف نقاط التضاريس. من هنا، نجد انظمة بيئية عدة وتضاريس شديدة الانحدار اصلها منحدرات ووديان.
لم يبدأ شعب الطرق في جزيرة الكناري الكبرى الا في نهاية القرن التاسع عشر. قبل ذلك كانت تتوزع سلسلة من الدروب والطرق التي تصل بين الجهات والاماكن الاكثر اهمية في الجزيرة. حاليا، هناك 307 كلم من "الطرق الملكية" التي تلتقي عند تقاطع لاكروز دو تيجيدا (صليب تيجيدا) وهي النقطة التي تلتقي عندها معظم الطرق.
هذه الشبكة تم انشاؤها على هذا النحو كي يتمكن المسافر سيرا على قدميه من التمتع بجمال جزيرة الكناري الكبرى.
لاس بالماس
عاصمة الكناري الكبرى
مساحتها: 100.55 كلم2
سكانها: 373.772 نسمة.
لاس بالماس هي عاصمة جزيرة الكناري الكبرى، وواحدة من البلديات الـ 21 التي تكوّن الجزيرة.
اكتشف المدينة في 24 حزيران 1478 خوان ريون، الذي احتل في هذا التاريخ جزيرة الكناري الكبرى. وانهى بيدرو دو فيرا، خليفة خوان ريون المقاومة في منطقة انسيت في 29 نيسان ،1483 واوصل الاحتلال الى مراحله النهائية.
ولاس بالماس هي المدينة الاولى التي اكتشفها القشتاليون في منطقة المحيط الاطلسي، وفيها امضى كريستوف كولومبوس بعض الوقت قبل ان يبدأ اسفاره الاستكشافية من جزيرة لاغوميرا.
واول تمركز في المدينة كان مخيم خوان ريون العسكري على الجهة اليمنى بارانكو دو غينيغادا، حيث تقوم حاليا كنيسة القديس انطونيوس البدواني. وتشكل هذه الكنيسة وكازا دو كولون القريب منها، احد الاماكن الاكثر جمالا في منطقة فيغيتا.
وكازا دو كولون هو المقر الذي بنته السلطات مركزا رسميا لها، وفيه قدم كريستوف كولومبوس اوراقه عام 1492 حين توقف في الجزيرة لاصلاح عطل في احدى سفنه قبل الانطلاق الى "العالم الجديد". ويعتبر هذا المقر اليوم صرحا هندسيا مميزا، ويسمى "كازا دو كولون" اي مقر اقامة الحاكم او "كولومبوس هاوس" اي منزل كولومبوسك.
عام 1952 تحول هذا المكان الى متحف باشراف "كابيلدو انسولار" اي حكومة الكناري الكبرى المحلية.
ويضم هذا المتحف اربعة اقسام:
1- اميركا ما قبل كولومبوس: ويحتوي على لوحات تقدم معلومات عن الشعوب والثقافات في اميركا ما قبل كولومبوس.
2- كولومبوس واسفاره: الطموح الذي دفع بالشعوب الى التفتيش عن طرق جديدة للتجارة، وصولا الى كولومبوس وسفره الى ما وراء الاطلسي واتصاله بالعالم الجديد.
3- جزر الكناري كنقطة انطلاق وقاعدة اساسية نحو العالم الجديد:
لم يكن صدفة مجيء كريستوف كولومبوس الى جزر الكناري، اذ ان موقع الجزيرة في ذاته يشد المرء نحو الارتحال غربا.هذه الجزر لم تكن مجرد مرحلة توقف للاستراحة في طريق المسافرين الى الهند، انما سوقا للبضائع ومصدرا للهجرة. وبالفعل استقر الكثير من العائلات التي كانت تعيش في الجزر في العالم الجديد، مما دفع الى تسمية الجزر بـ"صانعة الشعوب". [/b]