لا نعترض على تسمية الايمان المسيحي ب الدين المسيحي، إلا أن الأصح ان لا يُقال المبادئ الاساسية في الدين المسيحي بل في الإيمان المسيحي...فالرب يسوع المسيح لم يأت ليؤسس الدين المسيحي، إنما تجسد ليصنع الخلاص للإنسان إلى أي ديانة انتمى سواء ممن اتبعوا المسيح وصاروا مسيحيين أو من أتباع الديانات الموجودة قبل المسيح أو ظهرت بعده...أما المبادئ التي تأسس عليها الدين المسيحي أو الإيمان المسيحي فهي مبنية على الكتاب المقدس كلمة الله الحية...
أهم هذه المبادئ أو أساسات الإيمان المسيحي :
*الإيمان بأن الكتاب المقدّس هو كلمة الله بعهديه القديم والجديد (الانجيل) دون سواه من الكتب، أوحى الله بتدوينه لأنبيائه ورسله وهو المرجع الوحيد والمصدر الأكيد لعقائد الإيمان المسيحي ولسلوك المؤمن بالمسيح. يقول الوحي على فم بولس الرسول: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". (تيموثاوس3: 16-17).
* الإيمان بالله الواحد المثلث الأقانيم الآب والابن والروح القدس. (متى28: 19)
* الإيمان بأن يسوع المسيح هو كلمة الله أو الله الكلمة (يوحنا 1) وابن الله(يوحنا11: 27)، وصورة الله (2كورنثوس4: 4) ورسم جوهره. (عبرانيين1: 3).
* الإيمان بفداء المسيح للعالم: آلامه وموته مصلوباً وقيامته من الموت. (متى20: 28) (أفسس1: 7)
*الإيمان بأن الرب يسوع سيعود إلى أرضنا ثانية في آخر الأيام ليدين العالم. (أعمال الرسل1: 11) (رؤيا يوحنا22: 12)
* الإيمان أن الإنسان يتطهر من خطاياه ويتبرر أمام الله وينال الحياة الأبدية بالإيمان بالرب يسوع المسيح رباّ وفادياً ومخلصاً.(رومية5: 1)
-يبقى هناك تطبيقات عملية لهذه المبادىء المقدّسة ينبغي على المؤمن المسيحي الإلتزام بها والعيش على أساسها لكي ينمو في حياة الإيمان والقداسة وطاعة الله، نذكر منها:
* الإيمان المسيحي وتأثيره على السلوك:
كثيرة هي الفضائل المسيحية التي يحثنا الكتاب المقدس على الالتزام بها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
*دعوة الله لنا في الكتاب المقدس:
-لكي نعيش حياة البر والقداسة والتقوى. (1تسالونيكي4: 1-12)
- أن نحب بعضنا بعضاً ونحب حتى من يعادينا...(1بطرس1: 22) (متى5: 44)
-ان نسعى للخير ومساعدة الغير بالرحمة (لوقا6: 33) (رومية15: 2)
-مسامحة من يسيء إلينا. (متى6: 14)
المسيحي والصلاة:
يحثنا الإنجيل المقدس على الصلاة "في كل حين وبلا انقطاع" باعتبارها جزءً هاماً من إيماننا المسيحي فيها نعبّر عن شكرنا لله ونعلن ثقتنا به ونجدد ولاءنا له ومنه نطلب احتياجاتنا الروحية والزمنية...فالصلاة تعني اللقاء مع الرب والتحدث إليه عالمين ومتأكدين أنه يصغي إلى طلباتنا. ومن المهم جداً أن تكون كلمات صلواتنا صادرة من قلب تَطَهّر بدم يسوع المسيح باعترافنا له بها لأنه مكتوب في سفر المزامير: "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ. (مزمور66: 18).
المسيحي وقراءة كلمة الله الكتاب المقذس:
فكما نتحادث مع الله في الصلاة، فإن الله أيضاً يرغب في أن يتحادث معنا، وذلك من خلال الكلمة التي أرسلها لنا. وقد أمرنا الله بدراسة هذه الكلمة "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً..." (كو 16:3). لنا في كلمة الله غذاء لأرواحنا وهي نافعة لنا في نواحي حياتنا كلها كما سبق وذكرنا أعلاه في 2تيموثاوس3: 16-17.
الايمان المسيحي كشركة بين المؤمنين:
من المهم جداً في الحياة المسيحية أن يكون لي علاقة روحية مع جماعة من المؤمنين الحقيقيين، حيث نُشجع بعضنا البعض على النمو الروحي وأيضاً على الاستعداد لمجيء السيد المسيح مرة ثانية، لأنه من الصعب أن يعيش الإنسان وحيداً. اسمع ما يقوله سليمان الحكيم: "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ." (سفر الجامعة 4: 9و10).
المسيحي والشهادة والكرازة:
لقد أوصانا السيد المسيح قائلاً: "«ﭐذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ". (انجيل مرقس 16: 15 و16). لذلك ينبغي أن أُعلن السيد المسيح في حياتي ومن خلال أعمالي الصالحة، وأيضاً من خلال كلماتي، أي أُخبر الآخرين عن محبة الله وعمل المسيح الفدائي. إن للكرازة دورٌ مهمٌ في حياة النمو، فإنها مثل الحركة في حياة الإنسان. فإذا أكلنا دون أن نتحرك فسوف نصاب بأمراض كثيرة. فعلينا أن نذهب بإيمان ونكرز، ونثق أن الله سيكون معنا وأيضاً سيعطينا الحكمة اللازمة، وسوف يحمينا من الأخطار التي نخاف منها.
صديقي... إن الإيمان المسيحي هو مبادئ حياة، وهذه الحياة ينبغي أن تكون مطابقة تماماً لحياة واهبها ومحييها السيد المسيح. وبحسب قوّتنا الذاتية لا نستطيع ذلك، ولكن من خلال الإيمان به، وأيضاً من خلال الطعام الروحي الذي ذكرناه، وبقوة الروح القدس أستطيع أن أسلك كما سلك هو أيضاً أي السيد المسيح.