عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.




عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.







 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 6691 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ABOUTAHIR-1 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 51106 مساهمة في هذا المنتدى في 22352 موضوع
خاص بالأعضاء الجدد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المشرف العام - 7463
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
abdelilah elbouhlali - 2515
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
روح المنتدى - 2498
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
A.Lakdib - 2398
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
أميرالمنتدى - 2076
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
عبدالرحيم موسان - 1900
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
mousstafa boufim - 1663
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
Med amin - 1629
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
हमजा प्रेमियों - 1618
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
Said Benssi New - 1453
  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_rcap  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Voting_bar  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
ﯕـالـــوا زمـــــــان
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
تحدي:تعد من 1 الى 10 دون ان يقاطعك احد.
لعبة الاسئلة
لعبة اهديك اغنية
#..سأرحل قريباً //
عرف بنفسك
الى كل الاعضاء بدون استثناء
لعبة الالوان
المواضيع الأكثر شعبية
دراسة بيوغرافية لشخصية محمد الخامس
ﯕـالـــوا زمـــــــان
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
ملخصات-خطاطات-مصطلحات-مفاهيم خاصة بدروس الاجتماعيات السنة الثالثة إعدادي (الدورة الثانية)
ملخصات دروس الاجتماعيات خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي (الدورة الأولى)
ملخصات دروس التاريخ للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
ملخصات دروس التربية على المواطنة للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
مصطلحات ومفاهيم:التاريخ-التربية على المواطنة-الجغرافيا (الدورة الثانية)
ملخصات دروس الجغرافيا للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
امتحانات جهوية موحدة
امتحانات جهوية موحدة







الامتحان الجهوي
قوانين مغربية

شاطر
 

  الإسلام وحقوق الإنسان على سبيل التقديم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
assyade khadija
عضو فعال
عضو فعال
assyade khadija

الدولة : المغرب
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 102
نقاط : 5081
تاريخ التسجيل : 04/10/2011

  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام وحقوق الإنسان على سبيل التقديم     الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Emptyالإثنين 2 يناير - 15:28:39


الإسلام وحقوق الإنسان

على سبيل التقديم

فرائض وضرورات لا مجرد حقوق
أعظم ما امتازت به شريعة الإسلام فى تكريمها للإنسان ولم تشاركها فيه - لا تشريعات سماوية ولا قوانين وضعية هو ارتقاؤها بالإنسان إلى حد أن أسجدت له الملائكة على نحو ما ورد فى القرآن فى قوله تعالى :
] وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرًا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس ..[ (1) .
وموجبات هذا التمييز للإنسان أن الحق تبارك وتعالى ـ قد اصطفاه من بين جميع خلقه ليكون خليفة عنه فى الأرض يعمرها ويحميها من الفساد مستثمرا ما هيأه له الله فيها من المهاد والمعاش حتى يمكّن فيها لكلمات الله من الحق والعدل والإصلاح والخير ..
ولهذا لم يكن تمييز الله للإنسان ( آدم ) بالشكل أو اللون وإنما كان بالعلم على نحو ما جاء فى قوله تعالى : ] وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم .. [ (2) .

***
وهذا التمييز بالعلم الذى اعتمده الإسلام معيارًا للتفاضل بين آدم ( الإنسان ) وبين الملائكة هو فى المنظور الإسلامى هو المعيار الموضوعى الصحيح لنهضة الشعوب .. وأساس تقدمها . كما هو فى الوقت ذاته ميزان خيرية الأمة الإسلامية الذى يهيئ لها التمكين فى الأرض لكل ما هو حق وعدل ..
ارتقى الإسلام بحقوق الإنسان إلى مرتبة الضرورات التى لا يجوز أن تتخلف أو تنعدم لأنها أساس أهلية الإنسان للاستخلاف عن الله فى الأرض ، وبدونها يفقد الإنسان أهليته ..
وارتقاء الإسلام بحقوق الإنسان إلى مرتبة الضرورات والفروض يمنع الإنسان من التنازل عنها . فحقه فى الحياة لا يجوز إهداره بالانتحار مثلا .
وحقه فى الحرية لا يجوز للإنسان أن يفرط فيه فيقبل حاله الإذلال والمهانة فإن فعل كان آثما يستحق العقوبة من الله كما قالت الآية : ] إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم[ (3).
***
وهكذا كل حقوق الإنسان ارتقى بها الإسلام إلى مرتبة الضرورات والفروض التى لا يجوز التنازل عنها لكى يبقى الإنسان دائماً هو المؤهل للاستخلاف عن الله فى الأرض وليبقى كذلك قادراً على حماية الحق وردع الباطل وحماية الأرض من الفساد والإفساد والنهوض بالدور القدرى المنوط بأتباع الرسالة الخاتمة فى أن يأمروا بالمعروف وينهو عن المنكر ويعلنوا انتصارهم للإيمان بالله ..
***
رجال صدقوا ..
وقد نجحت رسالة الإسلام فى بناء وتكوين نوعية من الرجال الذين كانوا مثلاً عليا لكبرياء الإنسان وعزته وكرامته مع البساطة والتواضع واللين والرفق . وكانوا مثلاً عليا فى الانتصار للحق والدفاع عن المظاليم والمستضعفين فى الأرض إلى حد الاستشهاد دفاعاً عن حقوقهم .
وكانوا إلى هذا مُثلا عليا فى التسامح والصفح والعفو عند المقدرة فشهد لهم التاريخ وازدانت بهم صفحاته ..
ثم كانوا ـ ولعله أن يكون أبرز وأعظم ما كانوا عليه ـ كانوا على تمكنهم وسلطانهم مُثلا عليا فى الإعراض عن الدنيا وزخرفها . حتى لينام أميرهم ـ عمر بن الخطاب الذى كانت جيوشه قد هزمت الرومان والفرس وجاءت بين يديه بكنوز كسرى وقيصر ..
ينام أمير المؤمنين عمر على الأرض دون فراش أو وسادة تحت ظل شجرة فيمر به أعرابى كان عابرا للطريق فيؤخذ دهِشاً مما رأى من أمير بين يديه سلطان زمانه وكنوز الدنيا فما غيّر ذلك من نفسه ولا انسابت إلى خواطره مسحة من غرور أو استكبار. فقال هذا الأعرابى مخاطبا أمير المؤمنين النائم على الأرض بلا فراش ولا وسادة ولا حراس يحيطون به : حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ..
***
ولم يكن عمر بن الخطاب وحده البداية فى موكب عظماء النفوس والمواقف لا عظماء السلطة وأبهتها ..
بل كان قبله الخليفة الأول " أبو بكر الصديق " ـ رضى الله عنه ـ الذى قابله عمر غداة يوم أن بايعه المسلمون خليفة للرسول بعد موته e .. لقيه عمر صبيحة ذلك اليوم فسأله :
إلى أين يا خليفة رسول الله ؟
قال : إلى السوق أبيع وأشترى وأكسب رزقى ورزق عيالى كما كنت أفعل من قبل ـ هكذا تحدث أبو بكر بتلقائية جميلة ونبيلة ـ كونتها صنائع الإيمان وأخلاقيات رجال مدرسة النبوة ..
تحدث أبو بكر بتلقائية جميلة ونبيلة لم يغيّر منها إنه فى هذا اليوم أصبح ولىّ أمر المسلمين ورأس دولتهم وصاحب السلطان عليهم .
وهذه هى العظمة الحقة للعظماء الحقيقيين الذين تكون عظمتهم فى تكوين نفوسهم ومن داخلهم لا مما يحيط به المتعاظمون فى زماننا أنفسهم من الأتباع والحراس ووسائل العظمة الزائفة ..
***

وأبو بكر رضى الله عنه هذا ـ هو نفسه ـ الذى لخص العقد الاجتماعى بينه وبين رعيته من المسلمين فى كلمات شديدة الإيجاز عظيمة التعبير عن فلسفة الإسلام فى أصول الحكم والعلاقة بين الحكام والمحكومين فقال : [ أيها الناس إنى وُلِّيت عليكم ـ ولست بخيركم فإن رأيتمونى على حق فأعينونى وإن رأيتمونى على باطل فقومونى .. أطيعونى ـ ما أطعت الله ورسوله فيكم فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم ] .
هذه الكلمات القليلة حولتها مدنيات زماننا إلى آليات ومؤسسات وأجهزة لا تكاد تحصى ومع هذا لم تبلغ ما بلغته الكلمات القليلة التى تحدث بها أبو بكر لأن أبا بكر جعل الفصل فى الأمر ـ إذا حدث خلاف بينه وبين الرعية ـ إلى الله ورسوله . أى إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ، وهما المرجعان اللذان تُجمع الرعية على قبول كل ما ينتهيان إليه ويقضيان به .
***
وأبو بكر رضى الله عنه هذا ـ الذى كان قاصدا السوق ليكسب رزقه ورزق عياله غداة أن بايعه المسلمون خليفة عليهم هو نفسه الذى نراه فى مواجهة من منعوا دفع الزكاة وأعلنوا ارتدادهم بحجة أنها كانت تدفع للرسول e . وما دام الرسول قد مات فلا يدفعونها بعده ..
لكن أبا بكر كان عظيم الإدراك وعظيم الفقه لرسالة الإسلام التى تعتبر الزكاة هى الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين وإقامة الصلاة ، وأدرك فوق هذا أنه لو تهاون مع هؤلاء فسيكونون قدوة لغيرهم فتكون الفتنة ويكون التهديد الخطير لدولة الخلافة فقال كلمته الخالدة : " والله لو منعونى عقال بعيّر كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه " .
وقاتل أبو بكر وانتصر .
ودخل بهذا وبغيره فى محيط قوله تعالى : ] الذين إن مكّنّاهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر[ (4) .
* * *
ــــــــ
(1) ص : 73 ـ 74 .
(2) البقرة : 30 ـ 33 .
(3) النساء : 97 - 99 .
(4) الحج : 11 .


رجل تفر الشياطين من طريقه :
أما ذلك المهيب الذى كانت تفرّ الشياطين إذا جمعتهم به الطريق فقد كان من أقدر الصحابة استلهامًا لروح القرآن ومن أكثرهم تعبيرًا عن عطاء رسالة الإسلام فى صناعة الرجال الذين تكتمل فيهم الأهلية للاستخلاف عن الله فى الأرض ؛ فكان من الملهمين الذين ينزل القرآن متفقا وما يرونه فى بعض الأحوال كما حدث فى الموقف الذى حُسم به التعامل مع أسرى المشركين فى غزوة " بدر " مما لا يتسع المقام هنا لبسط القول فيه .
* * *
هذا المهيب عمر رضى الله عنه خطب فى المسلمين غداة مبايعته بالخلافة فكان مما قال : " لو رأيتم فىّ اعوجاجا فقومونى " فقام إليه رجل من المسلمين ليقول له : " والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ".
فما غضب عمر ولا تغيّر .. وإنما كان قوله : الحمد لله الذى جعل فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه .
* * *
هذان النموذجان نموذج المهيب وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ونموذج رجل من عامة المسلمين هما شاهدا إثبات على طبيعة ونوعية الرجال الذين رباهم الإسلام أن يحفظوا حقوقهم فلا يتنازلون عنها ويؤدوا واجباتهم فلا يقصرون فيها لأن الإسلام قد صفّاهم من نقائص الإنسان فى عالمنا المعاصر ـ عالم الماديات والأنانيات التى أرستها الحضارة الغربية والتى همّشت القيم الروحية والإنسانية منذ اعتنقت العلمانية المادية وحوّلت الإنسان إلى عبد أسير لشهوتى البطن والفرج ، وحوّلته كذلك إلى ما هو أشبه بإنسان الغابة ووحوشها.
* * *
إخوتى فى الإنسانية مواطنى أمريكا وأوروبا :
وإليكم تفصيل ما قرره الإسلام من الحقوق للإنسان :
أولاً : حق الحياة :
وهو ـ فى منظور الإسلام ـ حق مصون ومقدس لا يجوز لأحد أبدًا أن يعتدى عليه ذلك لأن الإنسان خلق الله وبنيانه وملعون من هدم بنيان الله . فحرص الإسلام على حماية حياة الإنسان من أى عدوان عليها .
فاعتبر قتل إنسان من غير أن يكون قتله قصاصا منه أو بغير أن يكون هذا المقتول قد ارتكب فسادًا فى الأرض ..
الإسلام هنا يعتبر قتله كأنه قتل الناس جميعًا ، ويعتبر حماية حياته وصيانتها كأنه حماية وإحياء للناس جميعًا وفى هذا تقول الآية الكريمة : ] أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا * ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا[ (1) .
وفى الوقت نفسه حرّم الإسلام على الإنسان أن يتخلص من حياته فيدمّرها بالانتحار مثلا . واعتبر من يفعل ذلك يكون كالقاتل المتعمد يعاقب بالعذاب الأليم مخلدًا فى نار جهنم .
* * *
وهذا الحق ليس وقفًا على حفظ النفس البشرية ، بل إن له آثارًا اجتماعية وإنسانية حيث تحول بين الأفراد والجماعات أن يقتلوا أنفسهم أو يقتلوا غيرهم بأنواع الممارسات التى تضر بالصحة وتؤدى إلى تدميرها كتيسير إدمان الخمور والمخدرات وغيرهما مما يسقط الإنسان فى هاوية الإدمان الذى ينتهى فى حالات كثيرة إلى الجنون أو الانتحار والموت .
فالإسلام فى مثل هذه الحالات يعتبر من يتسببون فى إصابة الإنسان بما يؤدى إلى موته مشاركة فى القتل تستوجب العقاب الشديد .
كل هذا لصيانة حياة الإنسان وحماية حقه فى الحياة .
* * *
ومعروف أن هذا الحق حق الحياة للإنسان قد تقرر منذ فجر الإسلام فى مواجهة ما كان أهل الجاهلية يفعلونه بالنسبة للأنثى حيث كانوا يعتبرون ميلاد الأنثى عارا يجب التخلص منه وكانت طريقتهم فى ذلك هى أن توأد حية ( تدفن فى التراب حية ) فرفض الإسلام واستنكر ودافع عن حقها فى الحياة كما قالت الآيات الكريمة : ] وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت[ (2).
وفى إطار حماية الإسلام لحق الحياة قرر قبول فداء الأسرى بالمال بدل أن يقتلوا : كما أمر فى ميادين القتال ألا يقتل إلا من يقاتل دون غيره من الناس .
وأمر كذلك بعدم الإجهاز على الجريح ( فى الحرب ) وتركه يعيش مع أنه كان أحرص على قتال المسلمين .
وصان قطاعات كثيرة من الناس حتى لا يتعرضوا للقتل كالنساء والشيوخ المتقدمين فى السن ورجال الدين الذين يُتعبدون فى محاربهم وغيرهم بما يحمى حق هؤلاء جميعاً فى الحياة .
***
إخوتى فى الإنسانية مواطنى أمريكا وأوروبا :
أقول هذا عن حماية الإسلام لحق الإنسان فى الحياة وأنا أسمع وأقرأ عما تتسابق فيه الحضارة الغربية فى إنتاج وتخزين وتطوير أسلحة الدمار الشامل التى تبيد الألوف والملايين من البشر دون أدنى اهتمام بحقوقهم فى الحياة ..
أقول هذا لكم عسى أن نتعاون جميعاً على حماية الإنسان من الآلة الحربية التى تهلك الحرث والنسل ..
وأقول هذا لنتعاون جميعا على التمكين فى الأرض للسلام وللخير ، وبدل أن تنفق مليارات المليارات على وسائل الفتك بالإنسان وتدمير حقه فى الحياة ، فالأولى والأفضل أن نسعى معاً إلى التمكين فى الأرض للسلام .
***

وقبل أن أعرض لبقية الحقوق التى قررها الإسلام للإنسان أود التنبيه إلى أن هذا الحق ( حق الحياة ) مضافاً إليه حق الإنسان فى نصيبه من رزق الله ، وقد استأثر الله تبارك وتعالى بهذا الحق وجعله بيده وحده لا سلطان فيه لمخلوق حيث قالت الآيات :
] إذ قال إبراهيم رب الذى يحيى ويميت [ (3) .
] والله يحيى ويميت والله بما تعملون بصير[ (4) .
] الله لا إله إلا هو يحيى ويميت [ (5) .
] إن الله له ملك السموات والأرض يحيى ويميت [ (6) .
] هو يحيى ويميت وإليه ترجعون [ (7) .
] وهو الذى يحيى ويميت [ (Cool .
***
وحين يستشعر الإنسان أن حياته بيد الله وحده وأن موته ونهاية عمره بيد الله وحده فإنه يستشعر فى الحياة قوة معنوية هائلة تجعله لا يخشى أحداً إلا الله فيجهر بكلمة الحق ، ويواجه السلطان الجائر ويساعد على تقويم مسيرة الحياة وتعديلها إذا انحرفت وبهذا تمضى الحياة دائماً على طريق الهدى والرشد ..
***
حق الإنسان فى الحرية
وهذا الحق فى المنظور الإسلامى لا يقل الاهتمام به عن الاهتمام بحق الحفاظ على الحياة لأنه ـ وحسب مبادئ الإسلام ـ إذا كانت الحياة هى المقوّم البشرى الذى تتعلق به وتقوم عليه كل القيم فإن حق الحرية هو الحق الذى يتعلق به تقرير بقية الحقوق والدفاع عنها وتوجيهها صوب ما هو حق وعدل . وهو ما عبّر عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى مقولته الشهيرة : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً " .
وأقرر فى هذا أن الإسلام فى تقريره الحق فى الحرية لم يجعلها شعاراً أو كلمات قابلة للتغيير والتبديل وكذلك لم يجعلها مرتبطة بظروف اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو غيرها .. وإنما جعلها حقا ملازما للحياة حتى ليصح أن يقال : أنت حى تعنى أنت حر كما تحدث عمر رضى الله عنه ..
***
ولكى يضمن الإسلام للإنسان حقه فى الحرية وليكون له الدوام والاستقرار فقد حرّر الإسلام الإنسان من الخوفين اللذين يلغيان الحرية ويقضيان عليها وهما : الخوف على العمر .. والخوف على الرزق .
فقد جعلهما الإسلام بيد الله تبارك وتعالى .. بيده وحده لا بيد أحد سواه فقال سبحانه عن الحياة والموت : ] هو الذى يحيى ويميت وإليه ترجعون [ (9)وقال : ] إن الله له ملك السماوات والأرض يحيى ويميت [ (10) وغيرها .
***
أما عن الرزق فقد قال سبحانه : : ] إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين [ (11) .
وقوله تعالى : ] وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها [ (12).
وقوله تعالى : ] هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض [ (13).
وقوله تعالى : ] أمّن هذا الذى يرزقكم إن أمسك رزقه [ (14) .
***
وفى محيط الحديث عن حق " الحرية " الذى قرره الإسلام للإنسان واعتبرناه ـ بمنظور الإسلام حقا ملازماً للحياة حتى ليصح أن نقول أنت حى تساوى أنت حر .
فى هذا المحيط ربما سأل سائل : إذا كان دينكم ـ الإسلام ـ يمجد ويقدس حق الإنسان فى الحرية فلماذا أباح الإسلام الرق ؟
فى البداية أقول إن تعبير أباح الإسلام الرق غير صحيح لأن الرق لم يكن قبل الإسلام محظورا فلما جاء الإسلام أباحه . وإنما جاء الإسلام والرق والاسترقاق فى الجاهلية أحد أهم عناصر المالية فى حركة اقتصاد المجتمع ، كانت تجارة الرقيق بيعاً وشراء من أهم وسائل تكوين الثروات عندهم ..
وإذا كان للرق هذا التأثير الكبير فى الأحوال الاقتصادية لعامة المجتمع عند ظهور الإسلام ، فقد كان من العسير إصلاح هذا الوضع بصورة مفاجئة تؤدى إلى انهيار اقتصاد المجتمع وزلزلة أحواله .
* * *
من هنا كان لابد من التدرج فى التعامل مع هذا البلاء الذى يرفضه الإسلام ولا يبيحه بحال من الأحوال .
وكما يقول أستاذنا الدكتور على عبد الواحد وافى ( رحمه الله ) (15) : إن الرق كان هو البخار الذى يحرك الآلة الاقتصادية فى تلك العصور . ولذلك أقر الإسلام الرّق ولكنه أقره بصورة تؤدى هى نفسها للقضاء عليه بالتدريج دون أن تحدث أثرا سيئا فى المجتمع بل ودون أن يشعر أحد بأثره .
وكانت وسيلة الإسلام فى القضاء على " الرّق " هى تضييق الروافد التى كانت تمد الرق وتغذيه وتضمن له البقاء . ويقابلها على الطريق ذاته توسيع المنافذ التى تؤدى إلى العتق وتحرير الرقيق ( ص /111ـ 112 ) .
وكانت الروافد التى تغذى نظام " الرق " سبعة وهى :
* الحرب وما تتركه من الأسرى .
* القرصنة والخطف .
* الحكم على مرتكبى بعض الجرائم بالرق .
* الحكم على المدين بالرق لصالح دائنه إذا عجز عن أدائه .
* سلطة الآباء على أبنائهم حيث يباح لهم أن يبيعوهم .
* سماح المجتمع لمن يكون فى ضائقة مالية شديدة أن يبيع نفسه للخلاص منها .
* والسابع والأخير هو تناسل الأرقاء . حيث كان ولد الأمة يعتبر رقيقاً ولو كان أبوه حراً . (112 ـ 113) .
كان هذا واقع المجتمع فى كثير من الأمم حتى زاد عدد الرقيق عن عدد الأحرار . فماذا فعل الإسلام ؟.
جاء الإسلام فحرم خمسة من هذه الروافد التى كانت تغذى نظام الرق وأبقى على اثنين منها فقط : هما : رقيق الحرب ( الأسير ) ورقيق الوراثة ( ابن الأمة ) . وبهذا أغلقت أغلب الروافد التى يتكون بها " الرق " .
تم تعامل الإسلام مع المصدرين الباقيين للرق بما يضيّق عليهما حتى يضمحلا ويقضى عليهما فى زمن غير طويل .
* فمثلا : فى موضوع رقيق الوراثة ( ابن الأمة من سيدها ) حكم الإسلام بالحرية متى اعترف سيدها بأنه ولده .
* وبالنسبة لرقيق الحرب فقد ضيّق الإسلام الطريق أمام استرقاق من يؤسرون فيها بشروط كثيرة لا مجال لتفصيلها . بحيث إذا لم تتوفر الشروط فى هذه الحرب لا يكون من يؤسر رقيقاً .
وحتى إذا توفرت شروط شرعية الحرب فقد فتح الإسلام أمام أسراها سبلا كثيرة لتحريرهم . مثل أن يمنّ عليهم رأس الدولة ( الإمام ) بالحرية كما فعل الرسول e يوم فتح مكة . وقال لأهلها : [ إذهبوا فأنتم الطلقاء ( الأحرار)] .
* أيضًا فتح الإسلام بابا آخر أمام الأسرى ليتحرروا كأن يقوموا بعمل ينتفع به المسلمون مقابل أن يتم تبادلهم بالأسرى المسلمين .
* أقر الإسلام مبدأ أن يحرر الرقيق نفسه مقابل مبلغ من المال يدفعه لسيده وليساعدهم الإسلام على ذلك :
أ ـ أقر نظام المكاتبة ( أن يكاتب الأسير سيده على مبلغ يدفعه له ) .
ب ـ وأباح للرقيق أن يعمل فى أى عمل يوفر له ما يفتدى به نفسه .
جـ ـ جعل الإسلام من بين مصارف الزكاة ( الركن الثالث للإسلام ) سهمًا لمساعدة الرقيق على التحرير وهو السهم الخامس بين مصارفها الثمانية التى حددها القرآن فى قوله تعالى : ] إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب [ (16) .
د ـ باب آخر فتحه الإسلام على مصراعيه لتحرير الرقيق وهو باب الكفارات ( ما يقوم به العاصى لتكفير ذنبه ) .
مثل كفارة القتل الخطأ ، وفيها يقول القرآن : ] ومن قتل مؤمنًا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة [ (17) .
ومثل : كفارة الحنث فى اليمين لقوله تعالى : ] لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة [ (18) .
ومثل كفارة الظهار ( أن يقول الرجل لامرأته أنت علىّ كظهر أمى ـ يعنى تحريمها على نفسه كأنها أمه ) . وذلك لقوله تعالى : ] والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا [ (19) .
* * *
وهكذا كان الإسلام فى قضية تحرير الأرقاء حكيمًا ومتوازنًا فى تشريعه ، فبقدر ما ضيّق منافذ الاسترقاق بقدر ما وسّع منافذ التحرير بأسلوب متدرج يناسب الواقع الذى ظهر فيه الإسلام .
ومع هذا ـ فقد ردّ الإسلام الاعتبار الإنسانى لهؤلاء الأرقاء ـ حتى وهم فى حالة الرق ، فلم يهدر إنسانيتهم ، ولم يشعرهم بالدونية وإنما أمر المسلمين أن يعاملوهم بوصفهم أخوة فى الله وفى الإنسانية لا يقلون عن سادتهم فيها ، فقال e فى أمره للمسلمين : [ اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ] (20) . وقال : [ لقد أوصانى جبريل بالرفق بالرقيق حتى ظننت أن الناس لا تستعبد ولا تستخدم ] . وقال e : [ إخوانكم خولكم ( أى خدمكم وعبيدكم ) جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ] (21) .

وفى رواية أخرى بزيادة :[ ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فإن كلفتموهم فأعينوهم ](22) .
وكان لهذه التوجيهات النبوية أثرها الكبير فى سلوك الصحابة وأثرها كذلك على نظرة المجتمع إلى الأرقاء وحسن التعامل معهم .
* * *
وتحفظ كتب السيرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) لما سافر إلى بيت المقدس ليتفاوض مع البطريرك على تسليم المدينة بعدما حاصرها جيش أبى عبيدة ابن الجراح ...
لم يكن معهما ( هو وغلامه ) إلا ناقة واحدة يتناوبان ركوبها الواحد بعد الآخر إلى أن اقتربا من بيت المقدس ـ وكان دور الركوب للعبد فلم يستنكف أمير المؤمنين عمر من أن يدخلا المدينة والعبد يركب الناقة وخليفة المسلمين يمشى خلفه .
* * *
وموقف آخر جدير بالتسجيل لعمر له دلالته على جوهر الإسلام فى التعامل مع الأرقاء والخدم ..
رأى عمر أثناء سيره بمكة العبيد وقوفًا لا يأكلون مع سادتهم فغضب وقال يوبخ السادة : [ ما للقوم يستأثرون على خدامهم ؟! ] . ثم دعا العبيد فجلسوا يأكلون مع سادتهم من طعام واحد .
* * *
بل قرر الإسلام ـ فى مقام حسن معاملة الأرقاء ـ قرر على سادتهم ألا يؤذوهم بالضرب واللطم واعتبر الإسلام إيذاء الرقيق موجبًا لتحريره وفى هذا يقول e : [ من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه ] (23) .
هذا هو الإسلام فحاولوا أن تعرفوه حتى لا تظلموه .
ـــــــ
(1) المائدة : 32 .
(2) التكوير : 9 .
(3) البقرة : 258 .
(4) آل عمران : 156 .
(5) الأعراف : 158 .
(6) التوبة : 116 .
(7) يونس : 56 .
(Cool المؤمنون : 80 .
(9) يونس : 56 .
(10) التوبة : 116 .
(11) الذاريات : 58 .
(12) هود : 6 .
(13) فاطر : 3 .
(14) الملك : 21 .
(15) انظر كتابه "حقوق الإنسان فى الإسلام " عدد 13 سلسلة دراسات إسلامية ـ إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
(16) التوبة :60. (17) النساء : 97 .
(18) المائدة : 89 . (19) المجادلة : 1ـ 3 .
(20) رواه أبو داود باب كتاب الأدب باب 124 . (21) رواه البخارى ـ كتاب العتق ـ باب 15 .
(22) رواه البخارى ـ كتاب الإيمان ـ باب 22 .
(23) رواه مسلم ـ كتاب الإيمان ـ باب 8 .


حق الإنسان فى المساواة
أساس هذه المساواة فى منظور الإسلام هو المساواة فى النشأة وفى أصل الخلقة . فالناس جميعاً أبناء آدم وحواء وأبناء زوج وزوجة وتحملهم أمهاتهم شهوراً تسعة ثم ينزلون إلى الدنيا من موضع واحد إلا فى حالات الضرورة المعروفة التى تفرض إخراج الجنين من بطن أمه بالجراحة ..
ثم إن المصير فى النهاية واحد فالجميع يغادرون الحياة الدنيا بالموت ولا يخلّد فيها أحد مهما طال عمره ، وكما يقول القرآن : ]كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [ (1).
وعن المساواة بين البشر جميعاً فى أصل النشأة والخلقة يقول القرآن : ] يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [ (2).
وهذه الآية تقرر أن الاختلاف فى الألوان والأجناس وبين الشعوب والقبائل ليس إلا للتعارف والتعاون ولا يراد به مطلقاً أى تمييز بين أسود وأبيض وعظيم ووضيع : فالكل أمام الله سواء والكل فى منظور الإسلام عباد الله وخلقه لا يتمايزون بأحسابهم وأنسابهم ولا بأوضاعهم الاجتماعية وإنما يتمايزون فى الدنيا بالعلم وفى الدنيا والآخرة بالتقوى .
***
وهذا المعنى نفسه هو ما قرره الرسول e فى حديثه المشهور : [ الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى ].
وتأكيده صلى الله عليه وسلم فى خطبة حجة الوداع التى كانت بمثابة تلخيص مركز ودقيق لمجمل رسالة الإسلام والتى ذكّر فيها بمبدأ المساواة بين الناس وذكّر فيها بضرورة مراعاة حقوق النساء وغيرها فى قوله e :[ أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربى ولا لأحمر على أبيض ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى ، ألا هل بلغت اللهم فاشهد . ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ] (3) ..
______
(1) الرحمن : 27. (2) الحجرات : 13 . (3) رواه أحمد فى مسنده .


المبدأ عند التطبيق
على أن هذا الإعلان التاريخى والإسلامى العظيم عن مبدأ المساواة لم يتحول كما تتحول كثير من المبادئ الطيبة فى مجتمعاتنا المعاصرة إلى مجرد شعارات جوفاء.
وإنما جرى تطبيقه بدقة على أرض الواقع على يد الرسول e وخلفائه الراشدين :
فقد جاء أسامة بن زيد إلى رسول الله e وكان من أحب الناس إليه ـ جاء يشفع فى فاطمة بنت الأسود المخزومية ( امرأة ذات مكانة من بنى مخزوم ) كانت قد سرقت قطيفة وحلية ووجب تطبيق حد السرقة عليها بقطع يدها ..
فجاء أسامة إلى النبى e يشفع فيها عسى أن يعفو النبى عنها ..
لكن الرسول e غضب غضباً شديداً وقال لأسامة : [ إنما أهلك الذين من قبلكم إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه . وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد . وأيم الله ( يمين للقسم ) : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] .
وأقيم الحدّ على المخزومية !!
وأشرنا من قبل إلى إنصاف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ للولد القبطى ( المصرى ) الذى ضربه ابن عمرو بن العاص الوالى على مصر آنذاك . وكيف استدعى عمر الضارب والمضروب ومعهما عمرو بن العاص والد الضارب ، ثم أعطى عمر بن الخطاب السوط للمصرى المعتدى عليه وأمره أن يقتص لنفسه من ابن حاكم مصر ويضربه ـ أمام أبيه ـ كما ضربه ..
***
وشكى أحد اليهود الإمام على بن أبى طالب أثناء خلافة عمر بن الخطاب .. شكاه إلى عمر ليقضى بينهما .
ولما وقفا بين يديه خاطب عمر اليهودى باسمه بينما خاطب عليًّا بكنيته ( فلم يقل له يا على وإنما قال يا أبا الحسن ، وهذه صيغة من صيغ التكريم فى الخطاب كانت متعارفة على أيامهم ) ..
فغضب على ـ رضى الله عنه ـ وظهرت على وجهه آثار الغضب ، فقال له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ: [ أغضبت لأنى سويت بينكما فى الوقوف أمامى ، فقال على : لا غضبت لأنك لم تسوّ بينى وبين اليهودى فخاطبته باسمه وخاطبتنى بكنيتى ] .
إلى هذا الحد كان أساس المجتمع المسلم كله وصحابة رسول الله e خاصة مستظلاً براية المساواة الذى قرره القرآن والسنة النبوية وأعمال الرسول e نفسه ، فعمت المساواة فى المجتمع كله ونشأت عليها أجيال وأجيال يحترم فيها كل إنسان حق غيره فيحافظ عليه ..
***
ولعل من أبرز الأمثلة وضوحاً فى هذا المقام موقف الصحابى الجليل أبى ذرّ الغفارى حين تقاول ذات يوم مع عبد أسود فطال الجدل فقال أبو ذرّ للعبد : أتجادلنى يا ابن السوداء ؟
واستمع الرسول e ما قاله أبو ذر فغضب حتى احمر وجهه وقال : [ طف الصاع يا أبا ذر .. طفّ الصاع ( يعنى جاوز الأمر حده ) ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى أو بعمل صالح ] . فوضع الصاحبى الجليل خدّه على الأرض وقال للعبد : قم فطأ على خدّى ..
هكذا كان تقرير الإسلام لمبدأ المساواة . وهكذا كان التزام المجتمع المسلم كله باحترام المبدأ والحفاظ عليه ..
* * *
والمساواة ـ فى الإسلام ـ هى المبدأ الأعظم الثانى بعد الحرية وهى مقررة على ذات الأسس التى قام عليها حق الحرية وهى المساواة فى أصل المنشأ والخلقة الذى قره القرآن فى قول الحق تبارك وتعالى : ] يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .. [ (1).
وقوله تعالى : ] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساء .. [ (2).
* * *
وأقيمت هذه المساواة كذلك على أساس العبودية للخالق الأعلى الذى أمر بتسبيحه وحده فى قوله : ] سبح اسم ربك الأعلى ) (3). الأعلى وحده ومَن دونه من الخلق فهم عبيده وعباده الذين ليس لأحد منهم أن يتعالى على الآخرين وهو ما حذر منه القرآن فى قوله تعالى : ] تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادًا [ (4) .

* * *

ويمتاز تطبيق حق المساواة فى الإسلام عن تطبيقاته فى التشريعات البشرية بأنه لا يسمح بأى استثناء أو تجاوز بسبب اختلاف أو تفاوت طبقى .
وحديث " المخزومية " التى سرقت وحاول أسامة بن زيد مولى الرسول e أن يشفع فيها فلا يقام عليها الحد فغضب الرسول وقال كلمته الباقية : [ أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] (5).
فى هذه الحادثة من الدلالة ما يكفى لبيان حرص الإسلام على دقة تطبيق المساواة بين الناس دون أى تفريق أو تمايز ..
* * *
ولهذا الحق ـ حق المساواة ـ الذى قرره الإسلام للإنسان أثره البالغ والإيجابى فى ضمان تطبيق بقية الحقوق للإنسان كحق الحياة وحق الحرية وحق إبداء الرأى وحق عدم الإكراه فى الدين وحق ضمان معيشة مناسبة لا تقل عن حدّ الكفاية وحق المساواة أمام القانون وغير ذلك من الحقوق التى يعتبر حق المساواة هو ميزانها جميعاً بحيث يتساوى فى تطبيقها جميع عباد الله دون تمييز .
__________
(1) الحجرات : 13 .
(2) النساء : 1 .
(3) الأعلى : 1 .
(4) القصص : 83 .
(5) رواه البخارى ـ كتاب أحاديث الأنبياء ـ باب 51 .


بم يكون التفاضل بين الناس ؟!
وليس معنى إقرار الإسلام لهذا الحق العظيم حق المساواة بين العباد أن تلغى بينهم الفروق الفردية والخِلقية ويصبحون كأجزاء الآلة الصماء لا يختلف جزء منها عن جزء .. ليس هذا هو معنى حق المساواة كما قرره الإسلام ، لأن المساواة المطلقة غير واردة بسبب ما فطر الله الخلق عليه من تفاوت فى القدرات الفردية والخِلقية والنفسية وغيرها ..
فلهذه الفروق اعتبارها وضرورة رعايتها فى الإسلام سواء فى الحقوق أو فى الواجبات..
وعلى سبيل المثال فإنه لا تقبل ولا تصح المساواة بين الأعمى والبصير فى أداء واجبات يحتاج أداؤها إلى سلامة البصر ، وأيضاً لا تصح المساواة بين صحيح وذى عاهة فى واجبات تحتاج إلى اكتمال سلامة الجسم ، وكذلك لا تصح المساواة بين الرجل والمرأة فى واجبات تحتاج إلى القوة العضلية التى لا تملكها المرأة أو إلى الواجبات العاطفية التى لا تتوفر للرجل..
وهكذا تستحيل المساواة المطلقة ويكون طبيعياً أن يقع التفاضل ، فكيف وبماذا يكون معيار هذا التفاضل ؟
* * *
المعيار الأول فى التفاضل هو العلم .. وهو الذى قرره الحق تبارك وتعالى لآدم ( الإنسان ) حين علمه الأسماء كلها ولم تكن الملائكة تعلمها فأسجدها لآدم .
ومعيار العلم فى التفاضل معيار حضارى وبنّاء وعادل حيث لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون . وحيث يفسح العلم لأهله مكان الصدارة فى المجتمع التى لا يمكن أن ينافسهم عليها الجهلاء .
والمعيار الثانى هو معيار التقوى وهو معيار شامل دنيوى وأخروى معاً .. وهو ما قرره الحق تبارك وتعالى : ] يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم [ (1) .
_______
(1) الحجرات 13 .


تساؤلات وإجابات
· هل التفاضل فى الرزق يناقض المساواة ؟
حق المساواة بين الناس حق مقرر على أساس التساوى فى أصل النشأة والخلقة حيث الكل لآدم وحواء والكل أبناء الشهور التسعة والكل من الميلاد إلى الممات فانون ولا يبقى غير وجه الله .
ومن ثم فلا الغنى يُكسب الغَنى ميزة تخرج به عن أصل المساواة ولا الفقر يحرم الفقير سببا من الأسباب الموجبة للمساواة فيما أشرنا إليه ..
والتفاضل بين الناس فى الأرزاق سنة من سنن الله فى الكون اقتضتها حكمته لتوازن سلم الحياة الاجتماعية درجة فوق درجة ، تستقيم به أمور الناس بين رعاة ورعية وبين حكام ومحكومين ثم بين من يأمر وبين من يطيع ، وهكذا لتستقيم أحوال الناس والحياة ..
* * *
لكن هذا التفاضل فى الأرزاق بما يؤدى إليه من تفاوت فى الأوضاع الاجتماعية للناس لا يناقض أبداً ولا يُلغى أصل المساواة التى قررها الإسلام بين جميع الناس .
ذلك أن هذا التفاوت " الاجتماعى " لا يصنع تفاوتا فى المنازل عند الله . فالمنازل عند الله لا تكون على أساس التفاوت فى الأرزاق وإنما تتفاوت بحسب منزلة كلٍّ ودرجته من خشية الله وتقواه ، وعلى هذا يأتى النص القرآنى الصريح : ] إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [ (1). ويؤكده الحديث النبوى الشريف [ ليس لعربى فضل على عجمى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ] (2).
والتقوى حالة بين العبد وربه لا دخل فيها للفقر أو للغنى ، بل ربما كان كثيرون من المفضولين فى الرزق أقرب درجة وأعظم منزلة عند الله من أغنياء يتمنى الناس أن يكونوا بمثل ما هم عليه .
وفى الحديث الشريف : [ رُب أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره] (3).
ورب غنى كان غناه بلاء عليه ونقمة ومفسدة يطالع أحوال فقير صالح فيرى ما عليه من نعمة السكينة والطمأنينة وصلاح الحال فيتمنى لو بادله بكل ثروته نظير ما يرى على الفقير من سكينة هو محروم منها .
وفى الحديث القدسى بما معناه :[ إن من عبادى من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لفسد حاله ، وإن من عبادى من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد حاله ] (4).
* * *
وهم المساواة فى الأرزاق ( الأجور) كما رأى الاشتراكيون :
الحق إنها ليست بمساواة ولكنها وهم أُقيم على فهم باطل هو أن التساوى فى الطعام والمسكن والملبس وغيرها هو غاية فى ذاته وأنه إذا تم توفيره للإنسان يكون قد ظفر بحقه فى المساواة الإنسانية ، وهذا منطق الوهم .
لأن الطعام والشراب وما يتصل بهما ليسا غاية إنسانية تُطلب لذاتها بل هما وسيلة لاستمرار الحياة التى يحتاج تحقيق المساواة فيها إلى توفير حقوق أخرى فى الحرية : حرية الفكر والاعتقاد والعمل والمشاركة فى الحياة العامة والمشاركة أيضاً فى إدارة الشئون العامة لمجتمعه وأمته .. إلخ .
وهذا ما حَرَم منه الاشتراكيون مواطنيهم رغم أنهم وفروا الطعام والشراب فخرج عليهم من يصرخون فى وجوههم ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .
* * *
والإسلام عندما قرر حق الإنسان فى معيشة لا تنزل أبداً عن حدّ ( الكفاية ) بالتفصيل الذى بسطه الإمام ابن حزم وعرضناه من قبل ..
الإسلام لم يقف عند هذا بل قرر للإنسان كافة الحقوق الأخرى كالحرية والعدل والتعليم وتكوين الأسرة والمشاركة بالرأى فى الشئون العامة وبهذا فعلاً حقق له المساواة .
* * *
والتساؤل الثانى : هل حق المساواة يتنافى مع الإبداع أو التميز ؟
أبداً لا منافاة فى الإسلام بين أن تكون المساواة حقاً لكل الناس وبين أن يتمايزوا أو يتنافسوا فى كل ما هو خير وما هو إبداع وتفوق .
وبداية نرى القرآن بعد أن يعرض وجوه الخير على الناس يدعوهم إلى التسابق فى الظفر بصريح قوله تعالى : ] وفى ذلك فليتنافس المتنافسون .. [ (5).
كما يأمرهم بالتسارع إلى كسب مغفرة الله والظفر بالجنة من خلال الأعمال الصالحة الموصلة إليها فيقول سبحانه وتعالى : ] وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين [ (6) .
وكان من بعض عمل النبى e فى تربية أصحابه على التنافس فى الخير أنه يدعو أصحابه فى بعض المعارك إلى التنافس على تسلم الراية قبل المعركة بل كان إذا تصاف الناس ( اصطف كل فريق بموقعه فى مواجهة الآخر ) دعا إلى المبارزة أو سمع من يدعو إليها من صفوف الأعداء فيلتفت إلى أصحابه يسألهم : ومن يخرج لهذا ؟ فيتسابقون فى ذلك وكلهم حريص على الظفر بهذا المجد الأدبى الذى يتوّج به كل منهم جبينه .
ولا يكون للفوز فى هذا التنافس أدنى تأثير على حقيقة ومعنى المساواة التى أرسى الإسلام حقيقتها بين المسلمين .
وتاريخ الدعوة وتاريخ الدولة المسلمة أيضاً حافل بالنماذج الرفيعة من الرجال الذين تربوا على هذه المساواة فى مدرسة النبوة فكانوا نِعم القدوة والأسوة فى كل ما هو نبيل وخير فأفسح التاريخ لهم فى صفحاته ( رجالا ونساء أعز مكان (7) ) . وتركت " المساواة " المتألقة والمحركة لمطامح العزة فيهم .. تركت أمام أسمائهم ألقابا نذكر منها الصدِّيق " لأبى بكر و " الفاروق " لعمر بن الخطاب ، و " سيف الله المسلول " لخالد بن الوليد و" أمين الأمة " لأبى عبيدة بن الجراح بل وتركت بين النساء لقب : " ذات النطاقين " لأسماء بنت أبى بكر ولقب " أم المساكين " أم سلمة " بنت أبى أمية المخزومى " وبين الشهداء " ذو الجناحين " جعفر بن أبى طالب ـ رضى الله عنهم أجمعين .
فكلهم لم يخرج به تميزه عن خط المساواة كأسنان المشط وعن الاستواء فى الصلاة أو فى القتال كأنهم بنيان مرصوص .
وتلك نماذج عظمى من الرجال كوّنتها قيم عظمى من المبادئ والأخلاق ..
__________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأسطورة
عضو مميز
عضو مميز
الأسطورة

الدولة : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 192
نقاط : 5112
تاريخ التسجيل : 07/09/2011

  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وحقوق الإنسان على سبيل التقديم     الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Emptyالأربعاء 4 يناير - 19:03:42

merci b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdelilah elbouhlali
مشرف على قسم
مشرف على قسم
abdelilah elbouhlali

الدولة : المغرب
المدينة : agadir
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2515
نقاط : 10422
تاريخ التسجيل : 06/10/2011
الموقع الموقع : temssia ___♥♥♥_____♥♥♥____

  الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وحقوق الإنسان على سبيل التقديم     الإسلام وحقوق الإنسان   على سبيل التقديم Emptyالأحد 8 يناير - 19:26:01

merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الإسلام وحقوق الإنسان على سبيل التقديم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات المواد الأدبية :: التربية الإسلامية EDUCATION ISLAMIQUE-