تاريخ عريق وآمال عريضة وتوافق كبير عند الحديث عن المدير الفني البلجيكي إريك جيريتس والمنتخب المغربي لكرة القدم، المرشح لجذب الأنظار إلى أبعد حد ممكن في بطولة أمم أفريقيا المقبلة التي تنطلق هذا الشهر في غينيا الاستوائية والجابون.
مدرب فاز ببطولة الدوري في دول بلجيكا وهولندا وتركيا والسعودية، ونجح بشكل متزامن مع منتخب وناد، ومنتخب صال وجال في المونديالات وتوج بطلا لقارته، لكنه يحلم الآن بإعادة أمجاده في ظل ظروف تكاد تنطق وتناديه: لقد حان الوقت.
بدأ جيريتس مشواره مع منتخب "أسود الأطلسي" عام 2010 حيث وجد نفسه أمام جيل يتحدث الجميع عن "ذهبيته"، لكنه لا يتأهل إلى المونديال ولم يحقق في أفريقيا أكثر من الوصافة في النسخ الأربع الأخيرة.
وعرف جيريتس منذ اليوم الأول أنه لا يحتاج سوى إلى شيء من إعادة الانضباط، وبعد صعوبات مبدئية تمكن الفريق من تصدر المجموعة الرابعة للتصفيات الأفريقية، على حساب أفريقيا الوسطى وتنزانيا والمنتخب الجزائري المونديالي.
تأهل المغرب إلى المونديال من قبل أعوام 1970 في المكسيك و1986 في نفس البلد، حيث حقق إنجازا مشرفا بالتأهل إلى دور الستة عشر، قبل أن يعود للخروج من الدور الأول عامي 1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا.
وفي كأس الأمم الأفريقية يبدو اللقب الوحيد المحقق عام 1976 غير كاف لأجيال عريقة تناوبت على الذود عن عرين أسود الأطلسي الذين لم يحتلوا المركز الثاني سوى بعد الهزيمة أمام تونس على أرضها في نهائي 2004.
لم يجر جيريتس الكثير من التعديلات على الفريق، إلا أنه فرض انضباطا تكتيكيا صارما ولم يعدل في صفوف الفريق سوى قدر الحاجة، ولم يخض مواجهات قوية استعدادا للبطولة، مفضلا هضم اللاعبين للخطط بشكل أفضل.
وأقام المدرب معسكر الفريق في إسبانيا، للابتعاد عن أجواء الشحن، وكما حذر من مجموعة هي الأقوى في البطولة حيث تضم أيضا تونس والجابون والنيجر، حذر تلك المنتخبات أيضا من أنه لا يخشاها، ولا حتى من "نسور قرطاج" الموضوعين على قائمة المرشحين للقب، وخصومه في المباراة الأولى.
وقال جيريتس "لا نرى في أنفسنا مرشحين للقب لكن آمالنا عريضة كجهاز فني وكلاعبين لبذل أقصى جهد للحصول عليه، وهو ما يمر عبر تخطي الدور الأول الذي وضعنا في مجموعة ليست سهلة وأنا لا أختار أبدا مواجهة منتخبات بعينها في الأدوار الأولى لأنك إن كنت تطمح للفوز باللقب فعليك هزيمة الكبار في أي دور".
ومنح التألق في بطولة دوري أبطال أفريقيا في الموسم الماضي مركز الحارس للمخضرم نادر المياغري (35 عاما)، فيما يبرز أمامه في خط الدفاع مهدي بن عطية لاعب أودينيزي (24 عاما) وبدر القدوري لاعب سلتيك الأسكتلندي (30 عاما) وميكائيل بصير (27 عاما).
ويقود خط الوسط والفريق كله نجم وسط فيورنتينا الإيطالي حسين خرجة (29 عاما) ومعه مبارك بوصوفة لاعب آنجي الروسي (27 عاما) والنجم القادم بقوة عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزي (22 عاما).
وكانت المفاجأة في خط الهجوم حيث وضع جيريتس منير الحمداوي نجم أياكس أمستردام على لائحة الانتظار، ولم يستدع سوى ثلاثة لاعبين فقط في مركز رأس الحربة، وهم مروان الشماخ نجم أرسنال الإنجليزي (28 عاما) والمخضرم يوسف حاجي لاعب رين الفرنسي (31 عاما) ويوسف العربي هداف الهلال السعودي (24 عاما).
وفي غياب الثلاثي الكبير مصر والكاميرون ونيجيريا، وإقامة البطولة على أرض منتخبين ضعيفي المستوى، تبدو المنافسة على اللقب بين تونس وغانا وكوت ديفوار والمغرب، لكن ربما ينادي العرس الأفريقي أسود الأطلسي بصوت عال "لقد حان الوقت".