الأشعة فوق البنفســـجية تخترق الحياة على الأرض
تمثل طبقة الاوزون الدرع الواقي للحياة على كوكب الارض وتشكل نسبة قليلة من طبقات الجو حيث توجد في كل عشرة ملايين جزيئة من الهواء ثلاث منها فقط هي الاوزون و90% تقريبا من الاوزون نجده في طبقات الجو العليا في طبقة الستراتوسفير التي يتراوح ارتفاعها عن سطح الارض ما بين 10- 50 كم والمعروف ان هذه الطبقة تمتص الجزء الاعظم من الاشعة فوق البنفسجية uv-B المنبعثة من الشمس.
الطبقات العليا
بشأن هذا الموضوع قال د. منجد عبدالباقي رئيس الباحثين الكيميائيين في وزارة العلوم والتكنولوجياببغداد: امتصاص هذه الاشعة من قبل طبقة الاوزون هو الذي يحمي جميع الاحياء على سطح الكرة الارضية النباتات والحيوانات على حد سواء وتعتبر الاشعة فوق البنفسجية ذات تأثيرات سلبية ومؤذية اذا ما تعرضت لها الكائنات الحية بجرعات عالية وان امتصاص الاشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الاوزون ينتج عنه تكون مصدر حراري اذ يلعب دورا فعالا في قيمة درجة حرارة طبقة الجو العليا وان تفكك طبقة الاوزون الموجودة في الطبقة العليا (طبقة الستراتوسفير) تولد ما يدعى بطبقة اوزون التروبوسفير القريبة من سطح الارض كما ان الاوزون الموجود في هذه الطبقة يعتبر مادة ملوثة وهو جزء من المواد الملوثة الاخرى الموجودة في هذه الطبقة مثل الضباب والمطر الحامضي.
مستويات عالية
اما عن اسباب وتأثير انحلال طبقة الاوزون فيؤكد ان اي تدمير لطبقة الاوزون يؤدي الى زيادة الاشعة فوق البنفسجية الساقطة على سطح الارض وقد ابتدأ العلماء بملاحظة وتسجيل النقص الحاصل بهذه الطبقة ابتداء من عام 1970 وقد اثبتت الدراسات العلاقة بين اضمحلال طبقة الاوزون وزيادة مقدار الاشعة فوق البنفسجية الساقطة على سطح الارض في عام 1994 وصل مستوى الاشعة فوق البنفسجية الساقطة على سطح الارض الى 8-10 % اعلى من مستوياتها قبل خمسة عشر عاماً في الجزء الشمالي والجنوبي من الكرة الارضية وقد تم تسجيل هذه القياسات في اوتاوا في كندا وفينيسا في ايطاليا في الجزء الشمالي من نصف الكرة الارضية وقد تم قياس اعلى مستوى للأشعة فوق البنفسجية قرب القطبين وخصوصا في الجزء الجنوبي من نصف الكرة الارضية.
تأثيرات مدمرة
ويضيف ان اي زيادة بكمية الاشعة فوق البنفسجية تصل الى سطح الارض لها تأثيرات مدمرة على الحياة بكل انواعها البشرية والحيوانية والنباتية والكائنات المجهرية وعلى الهواء ايضا وان خطورتها على الانسان تأتي عند تعرضه الى الاشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة حيث يؤثر ذلك على الجلد والعين وان اضمحلال طبقة الاوزون بنسبة 1% يمكن ان ينتج عنه زيادة نسبة 6-8 % من حالات اعتام عدسة العين اي بزيادة 100000-150000 حالة حول العالم وان زيادة الاشعة فوق البنفسجية يؤدي ايضا الى اضعاف جهاز المناعة لدى الانسان والذي يمثل مشكلة خطيرة في الاماكن التي تكثر فيها الامراض الالتهابية بالنسبة للاشخاص الذين تكون اجسامهم مغطاة بطبقات جلدية رقيقة فان تعرضهم الى الاشعة فوق البنفسجية يؤدي الى اصابتهم بسرطان الجلد وقد دلت التجارب ان مثل هذه الحالات تزداد بنسبة 2% عندما تقل نسبة الاوزون 1%.
أحياء حساسة
اما بالنسبة للحيوانات فتتأثر ايضا من ازدياد الاشعة فوق البنفسجية الساقطة حيث ان الاحياء المائية بشكل خاص حساسة للاشعة فوق البنفسجية وهذه المسألة تدعو الى القلق، ان الاحياء المائية تمثل مصدراً للبروتينات وتمثل نسبة 3% من مجموع الاستهلاك البشري وتقوم تلك الاشعة بتدمير مراحل التطور الاولية للاسماك المتنوعة اضافة الى الاحياء المائية الاخرى وتقلل من انتاج الاساس في السلسلة الغذائية ونمو النبات يقل بتعرضه لها وبالتالي يسبب ضررا في نوعية المحاصيل ويدمر المزارع وفي الحقيقة القلة من الانتاجية للاحياء المائية والنباتات الارضية يمكن ان يقلل استهلاك ثاني اوكسيد الكربون ما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويشير د. منجد عبدالباقي الى ان المواد الصناعية مثل البلاستك والمطاط وبعض المواد الطبيعية مثل الخشب تتأثر بالاشعة فوق البنفسجية حيث ان التلف الذي يتسبب من زيادة الاشعة فوق البنفسجية هو فقدان هذه المواد الوانها وكذلك التأثير على المواصفات الميكانيكية لها، اضافة الى ان الاشعة تقلل من عمر هذه المواد ما يتطلب البحث في تصنيع مواد بديلة اخرى مقاومة لها.
كما ان تقليل طبقة الاوزون والذي يصاحبه زيادة في الاشعة فوق البنفسجية له تأثيرات مهمة على طبقات الجو السفلى وان طبقة الاوزون السفلى تزداد كناتج ثانوي لفعالية الشمس على الانبعاث الناتجة من عوادم السيارات ومخلفات المصانع والمذيبات الصناعية والاصباغ وكذلك حرق المواد الطبيعية وقد يؤثر التغيير في تركيز بعض المواد المتأكسدة على عمر بعض الغازات المكونة للغلاف الجوي والذي قد يؤدي الى تعقيدات كبيرة ناتجة من العلاقة بين نقصان اوزون الطبقة السفلى والتغيرات الجوية اما المؤكسدات فهي مركبات في الجو وتكون لها القابلية على اكسدة المواد الاخرى
