السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
لطالما
كانت البطولة الوطنية على مر العصور مرتعا خصبا للمواهب ،و مهدا لأبرز
النجوم ، الدين دونوا أسمائهم في السجل الذهبي لبوطلتنا ، ولطالما شكلوا
لسنوات كثيرة الركيزة الأساسية للمنتخب الوطني ، وحققوا معه انجازات خالدة ،
أفرحت الملايين من المغاربة ...
ويمكن اجمالا تقسيم ثلات مراحل مر بها الاعب المحلي في المنتخب الوطني :
أولهما
مرحلة الثمانيات و ما قبلها ، كان المنتخب الوطني في هذه المرحلة يتشكل
كليا من لاعبين يمارسون في البطولة الوطنية ، وتعتبر هذه المرحلة أزهى
فترات المنتخب الوطني بحيث تأهل لكأس العالم مرتين سنوات 1970 و 1986 ،
وكلاهما بالمكسيك ، كما تمكن من تحقيق انجاز كبير متمثل في التأهل لدور
الثاني متصدرا لمجموعته كأول منتخب افريقي ، عربي يحقق هذا الانجاز ... كما
شهدت هذه الفترة بالذات انجاز لا يقل عن الأول و المتمثل في حصد اللقب
الافريقي سنة 1976 ، بتشكيلة كلها تمارس في البطولة الوطنية ...
عموما
مايميز اللاعب المحلي في هذه الفترة هو وجود المادة الخام بشكل وفير ،
صقلت في ملاعب الأحياء ، قبل أن تنتقل للمزاولة في الأندية الوطنية ومن ثم
اللعب في المنتخب ، فبالرغم من الامكانيات القليلة المرصودة لها آنذاك
استطاعت أن تحقق انجازات كبيرة ، فبالاظافة الى ماذكرت سابقا من انجازات
جماعية ، هناك أيضا انجازات فردية متمثلة في حصول ثلات لاعبين محليين على
الكرة الذهبية و هم :
أحمد فرس من فريق شباب المحمدية ، محمد التيمومي من فريق الجيش الملكي ، بادو الزاكي من فريق الوداد الرياضي .
المرحلة
الثانية هي مرحلة التسعينات ، و التي تميزت بظهور بعض المحترفين الى جانب
اللاعب المحلي الذي كان يشكل الأغلبية في المنتخب الوطني ، وكانت مكانته
مضمونة ويصعب الاستغناء عنه ... من انجازات المنتخب المغربي في هذه المرحلة
هو التأهل كذلك مرتين لكأس العالم ، سنوات 1994 بالولايات المتحدة
الأمريكية ، و1998 بفرنسا ...
بصفة عامة كان المنتخب في هذه الفترة
يقدم كرة قدم جميلة رغم قلة الانجازات و عدم الفوز باللألقاب ، وخير دليل
هو فوزه بمنتخب السنة في افريقيا مرتين سنوات 1998 و 1999 ، هذا بالاظافة
الى أنه استطاع أن يحصل على الرتبة العاشرة عالميا في ترتيب المنتخبات
العالمية ، كأول بلد عربي يحقق هذا الانجاز ، وثاني بلد افريقي بعد المنتخب
النيجيري ...
مميزات هذه المرحلة ،فبعد المشاركة المحمودة للمنتخب
الوطني في مونديال فرنسا سنة 1998 والتي قدمنا فيها أداء رائع وكنا قاب
قوسين من التأهل للدور الثاني مجددا ، وبعد المشاركة الايجابية للرجـاء
العالمي في مونديال الأندية سنة 2000 ، أصبح العالم كله يعرف الاعب المحلي
المغربي ، وقدراته و مؤهلاته الثي يزخر بها ، فتسابقت الأندية الأوربية على
ضمه ، مما جعلنا نشاهد أغلبية اللاعبين المحليين يحترفون في مختلف
الدوريات الأوربية ...
مرحلة مابعد ال2000 ، - المرحلة الحالية - ،
كلنا مثفقون على أن الاحتراف في الخارج خصوصا أوربا ، شيء ايجابي للمنتخب
الوطني ، لكن للأسف حصل العكس معنا ، بحيث أن احتراف اللاعب المحلي المتميز
ورحيله عن البطولة الوطنية كانت له انعكاسات سلبية على المردود العام
للبطولة ، فأصبحت بطولتنا مملة لدرجة كبيرة ، بل والأخطر من ذلك أن حثى
المنتخب الوطني تراجع مستواه بشكل مهول رغم وجود كم كبير من المحترفين في
صفوفه ...
مميزات اللاعب المحلي في هذه الفترة ، لاعب محترم ماديا
مقارنة مع لاعب الثمانينات و التسعينات ، عقلية متحجرة ، مستوى ثقني هزيل
الى متوسط ، واذا برز لاعب معين في موسم ما ، يفضل أموال الخليج على تطوير
مستواه في أوربا ، عموما اللاعب المحلي في هذه المرحلة لايمكن مقارنته مع
أقرانه من جيل ما قبل ال2000 ، ولايجوز فعل ذلك ...
نعود الى
المنتخب الوطني في هذه الفترة ، منتخب يعتمد على المحترفين و يهمل المحليين
- أو المحللين هم أهملوا أنفسهم اذا جاز التعبير ...- ، فترة قاحلة على كل
المستويات ، لا نتائج تذكر باستثناء كأس افريقيا تونس 2004 ، منتخب غير
منسجم ، تتخلله صراعات بين اللاعبين ... ببساطة أسوء جيل في تاريخ كرة
القدم الوطنية ، قد يجدوني البعض أنني بالغت لكن هذه هي الحقيقة للأسف ...
خلاصة
: يمكننا أن نستنتج من كل هذه القراءات و التأويلات ، أنه هناك علاقة
جذرية ، ارتباطية بين مستوى اللاعب المحلي و نجاح المنتخب الوطني ، فقد
وقفنا عندما كان للاعب المحلي مستوى عالي كان المنتخب الوطني يعيش أزهى
أيامه - مرحلة ما قبل الثمانينات - و- مرحلة التسعينات - ، وعندما تراجع
مستوى اللاعب المحلي واصبح يفكر في الشهرة و الثراء ومظهره ، ضاع المنتخب
الوطني في أزمات متتالية ، يخرج من واحدة فيدخل في أخرى ...
نتمنى
أن نراجع أنفسنا و أن نصحح أخطائنا ، و أن نهتم بالقاعدة ،و الفئات العمرية
و أن نؤطرهم أخلاقيا و ثقنيا ، لكي ننتج لاعبين محليين في المستوى ، وأنا
واثق أننا اذا توفرنا على لاعب محلي في المستوى المطلوب سنعكس ذلك لا محالة
على البطولة الوطنية و المنتخب الوطني من جهة ، و من جهة أخرى على مشاركة
أنديتنا في المنفاسات الخارجية ...
أتمنى أن يلقى الموضوع تجاوب كبير من طرف الأعضاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته