الكفر وعواقبه
بسم الله الرحمن الرحيم
((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ((الأحزاب 57
لابد من التنويه إلى إن المراد بكلمة الكفر التي أوردناها بالعنوان ليس
معنى الشرك أو الإلحاد إنما هي قيام البعض بسب ألجلاله الالهيه او الكتب ألسماويه او الرسل او الأولياء والصالحين
فقد أجمع العلماء على أن من سب الله تعالى كفر سواء كان مازحاً، أو كان جاداً، أو مستهزئاً، لقول الله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ..)[التوبة:65-66
ولنا في قصة وقعت أحداثها قبل أيام لدروس وعبر
وهنا ألعبره لمن آمن بالله واليوم الآخر وعرف قدر الله وقدرته وعظمة سلطان الله الذي ليس بعده ولا قبله . الله الذي خلق من العدم كل شيء وقدره وخلق الإنسان من سلالة من طين وبعث فيه الحياة وأحسن صورته وعقله واوجب عليه طاعته ووعده بجنته وعذابه ((مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًاِ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًاِ ))[نوح 13-14]
بطل قصتنا هو ذلك الشاب محمود الذي ينحدر من أسره تعيش حالة اقرب إلى الفقر منها إلى الغنى أبوه موظف بسيط عانى من ظنك الحياة ورغم كبر سنه إلا انه تشبث للبقاء في وظيفته التي استحق
فيها الاحاله على التقاعد كي يحافظ على راتبه الشهري كاملا دون نقصان ليستطيع البقاء في ظل ظروف الحياة في بلد مثل العراق كي يوصل أبنائه إلى بر الأمان بإكمالهم دراستهم وتعليمهم
وهو من كان أسيرا لدى إيران لا أكثر من ثماني سنوات وما تركته تلك السنين من اثر على وضعه الصحي والنفسي
وجدير بالذكر وللحال الذي ذكر كانت الأم هي السيد والمتصرف بهذا البيت وقد أطلقت لا أولادها العنان فيما يفعلون وفهمت كحال الكثير من الأمهات إن للدلال والحرية المفرطة عوامل بناء لشخصية الرجل او البنت
ولنعود كي لا نطيل الى قصة احد أولئك الأولاد وهو محمود المتخرج من الدراسة الاعداديه لينتقل للدر اسه في احد المعاهد في مدينة أخرى ويكون مقر سكنه او محطة استراحته القسم المخصص لا إسكان ألطلبه
وهذا ما أعطاه الوقت والمكان الكافي ليسرح ويمرح دون أي محاسب او رقيب او حياء ..فالتقى بصحبة ورفاق سوء يزيدوه من الشر والرذيلة لا ينقصون مما فيه .... }وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ {[الزمر 67]
فكانت تلك ألمجموعه مثالا للسوء والسلوك الشائن في ظروف وحال كحال العراق وما حله فيه فلا قوة لمعلم أو أستاذ أو موجه أو عميد أمام حالة انفلات الأمن والقانون والنظام . فغاب عن الكثيرين في عراقنا الجديد الرادع الديني والقانوني
.ومما يروى عنهم زملائهم من ألطلبه الباقون
أنهم يجعلون من الليل مسرحا للهو والسكر واستفزاز الآخرين ومن النهار إما نوم او عبث وسماع الأغاني غير مبالين بمشاعر الآخرين
لكنهم والعياذ بالله لم يكتفوا بهذا وبشهادة الكثيرين إنهم كانوا يتبارون في مجلسهم بالكفر بالله وبالرسل والصالحين ويعتصروا الادمغه كي يبتكروا كلام ومصطلحات بالكفر غير مسبوق متحدين علننا وجهرا من خلقهم وأحسن صورهم قبل البشر
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَِ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ { [التوبة
..امتزج في نفوسهم الشرك وهوى الشيطان وطيش الشباب دون سماع لنصيحة ناصح او كلام زميل او صديق
وفي ليلة من تلك الليالي وقبل انتهاء ألسنه الدراسية كان محمود ورفاقه في السوء يسهرون الليل متسطحين على فرشهم في سطح الطابق الثالث من ألعماره التي يسكنون يهيمون بكفرهم وسفالتهم أنساهم الشيطان ان الله الجبار ذي البطش الشديد وانه القاهر فوق عباده
ومع ازدياد الكفر والعبث والاستهتار بكل شيء وفي لحضه لم يدركها احد من الموجودين لم يعرفوا ما حصل وكيف حصل حيث رُميَ محمود من المكان الذي كان ينام فيه إلى الأرض ليكون عبرتا ودرسا لمن عنده عقل
ليجتمع على صرخته الجميع ليجدوه قد أصبح هشيما وجسدا مسحوقا
نقل إلى المستشفى وهو بغير حال ... تهشم اليد ليسرى وتكسر في الأضلاع وأضرار بليغه جعلته عاجزا عن لحركه
لكنه لم يتغير عنده اللفظ والسلوك ولم يدرك إن الله حق وانه الجبار المتكبر القهار ...لم يتعظ ولم يتب إلى الله ولم يعود إلى هـُداه بعد ان تملكه الشيطان
ولله في خلقه شؤون وبحكمه وما يرينا من قصص ليتفكر الآخرون فقد اكتملت الأحداث ولم تنتهي بهذا
حملت الأم ولدها محمود بالسيارة للذهاب به إلى خيرة الأطباء لإيجاد الحلول لكن القدر قد نفذ فقد انقلبت السيارة بهم لتردي بالأم قتيله وليبقى محمود عبره لنفسه وللآخرين من أمثاله بعد ان فقد من تـَحن عليه وترعاه في مثل هذا الحال ..
ازدادت عظام الحوض تهشما والأيدي كسورا والضلوع كما نفسه اعوجاجا طريح الفراش بعد ان فقد كل شيء ...
} وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًاِ } [النساء 140]
نسأل الله العفو والعافيه لنا جميعا وان يهدنا سواء السبيل
ولهذا الموضوع بقيه إن شاء الله
أملي أن تثري تعليقاتكم للموضوع
مع خالص حبي واحترامي للجميع