سعيد الذهبي مشرف على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 708 نقاط : 6572 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: علم النفس الرياضي والشخصية الرياضية الثلاثاء 21 فبراير - 16:29:32 | |
| علم النفس الرياضي والشخصية الرياضية
الكثير منَا من احب الرياضة منذ الصغر فالحركة واللعب هي أول ما يبدأ الإنسان به منذ الولادة ويسعى له لكي يروَح عن نفسه ويظهر إمكانياته البدنية والمهارية أمام الآخرين و المتمثلة بالقوة العضلية والسرعة والمطاولة والرشاقة فهي سمات بدنية طالما نتذكر كيف كنَا نتحدى وننافس بعضنا بها منذ الصغر.
وقد وجدت نفسي ملزما في هذه الدورة إلى التعريف بعلم النفس الرياضي في المحاضرة الأولى بعد اطلاعي على المقالات والآراء التي يكتبها إخواني وأخواتي محبي منتدى علم النفس الرياضي بشكل خاص والحصن النفسي بشكل عام ...إذ أن اغلب تلك الآراء تندرج في الخلط بين علم النفس الرياضي والعلوم الرياضية الأخرى مثل الفسلجة الرياضية والأمراض النفسية المصاحبة والإصابات الرياضية ومشاكل تخفيف الوزن وغيرها وكنت ملتزما في الإجابة مع من يسألني في تلك المواضيع رغم عدم علاقتها بموضوع الاختصاص.
واستعنت في إجاباتي في بعض الأحيان بالسادة المختصين في العلوم الأخرى احتراما للسائلين . وبعد هذه المقدمة البسيطة أجد نفسي للمرة الثانية بحاجة لكي اقدم علم النفس الرياضي إليكم وأعرُفه بكم واتمنى أن تشعرون بالمحبة له كما احبه أنا إن شاء الله:
إن موضوع علم النفس بشكل عام هو (الإنسان) من حيث انه كائن حي يقوم بالعديد من الأنشطة التي تتفاعل بشكل واضح مع البيئة التي يعيش بها ،فالإنسان يحس ويدرك ويفكر ويلعب ويتعلم ويتعاون ويتنافس ويتحدى وما إلى غير ذلك من السلوك الذي يعبر عن شخصية الفرد في المجتمع.
والرياضي سواء إن كان لاعبا أو مدربا أو مربيا أو ممارسا للرياضة فان له سلوكا خاصا به يطلق عليه السلوك الرياضي الذي يعبر عنه بأداء المهارة الرياضية في كرة القدم أو السلة أو غيرها ويصنف ذلك على انه سلوكا مهاريا أو يعبَر عنه بالركض أو الجري في العاب الساحة والميدان(العاب القوى) و يصنَف ذلك على أنه سلوكاً بدنياً فضلا عن إمكانية التعبير عن هذا السلوك عقليا ويتمثل ذلك في التخطيط الجيد للمباراة والتصرف الحسن في الملعب كما في الشطرنج والألعاب الأخرى المشابهة التي يكون هناك دورا مهماً للنشاط العقلي في الأداء الرياضي وعلية فإننا نطلق على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الرياضي بعلم النفس الرياضي .
والحقيقة إن الغاية من دراسة السلوك الرياضي تنصب في تحقيق أهداف مهمه للاعب والمدرب ولعل من بينها هي:
1.رفع المستوى الرياضي : إذ يسهم علم النفس الرياضي في زيادة مستوى الدافعية نحو تحقيق إنجاز افضل وذلك من خلال مراعاة حاجات الرياضيين ورغباتهم والتذكير بالمكاسب المهمة والشهرة التي يمكن أن يحصلوا عليها عند تحقيق الإنجازات العالية.
2. تطوير السمات الشخصية: إن الرياضة بشكل عام تعتبر فرصة ثمينة لتطوير وتعديل بعض السمات الشخصية عند الرياضي مثل الثقة بالنفس والتعاون واحترام القوانين.
3.الصحة النفسية: إن من أهم أهداف علم النفس الرياضي انه يهتم بالصحة النفسية مع الصحة البدنية في وقت واحد فالرياضي القلق والمتردد لايمكن أن يحقق أي إنجاز رياضي مها تدرب أو تلقى من المفاهيم والنظريات التدريبية وعلية يظهر هنا جليا دور هذا العلم في التخلص من بعض هذه الأمراض النفسية عبر الاستخدام الأمثل لنظريات الصحة النفسية.
4.ثبات المستوى الرياضي : في الحقيقة إن هناك مشكلة مهمه كثيرا ما تواجه الرياضيين وهي اختلاف مستوى ألاعب في التدريب عن مستواه في المباراة وهنا يظهر دور الإعداد النفسي الصحيح للرياضي من قبل المدرب أو الأخصائي النفسي الرياضي في البرنامج التدريبي للتخلص من الرهبة التي تصيب اللاعب أمام الجمهور وخصوصا عند الشباب أو في المباريات المصيرية.
5. تكوين الميول والرغبات: إن الدراسة الجيدة التي يقدمها علم النفس الرياضي للميول والرغبات عند الأطفال أو الفتيان ذكورا أم إناثا تساهم بصورة جديه في تنمية الاتجاهات وتطويرها نحو ممارسة الأنشطة الرياضية التي تخدم الفرد والمجتمع على حد سواء .
ومن خلال هذا الاستعراض البسيط لبعض أهداف علم النفس الرياضي فإننا نشير إلى أن المهتمون بالسلوك الرياضي مازالوا يدرسون موضوعات مهمه في هذا المجال مثل الشخصية والدافعية والعدوان الرياضي وحركة الجماعة وأفكار ومشاعر الرياضيين والعديد من الأبعاد الأخرى الناتجة عن الاشتراك في الرياضة والنشاط البدني.
و هنا أُذكِر أخواني وأخواتي بتجربة أُعجبت بها فعلا في بطولة كأس العالم الأخيرة للفريق التركي وتحديدا في المباراة المصيرية على المركز الثالث والرابع في هذه البطولة والتي تظهر دور علم النفس الرياضي ،حيث فوجئنا بعد انتصار الفريق التركي وفوزه في المباراة نزول عوائل اللاعبين وأطفالهم وزوجاتهم إلى ارض الملعب وكانوا يرقصون معهم ويحتفون بهم وكأنهم كانوا معهم في المباراة يداً بيد ولحظه بلحظة وهم كانوا كذلك فعلا من الناحية النفسية من خلال وجودهم معهم في الملعب وقبل المباراة ،حيث قام اللاعبين بإعطاء الوعود لأطفالهم وعوائلهم بالفوز، الأمر الذي ساهم في الشد من عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق النصر ، وهنا يظهر الإعداد النفسي الممتاز من قبل إدارة الفريق التي استغلت ذلك الحافز الذي دفع اللاعبين إلى المحاولة الجادة لاثبات الذات وتنفيذ ما وعدوا به أبنائهم وجمهورهم من فوز أكيد وهي تجربة فريدة تستحق التقدير في استثارة اللاعبين نحو الأداء و الانجاز الرياضي الأفضل باستخدام العامل النفسي مع الإعداد البدني والمهاري والخططي للفريق كوحدة متكاملة والذي نجحت فيه ادراة الفريق التركي التي لم تنسى دور علم النفس الرياضي في تحقيق ذلك الفوز الكبير الذي حصلت عليه. |
|