التعريف بمعجزاته وكراماته وخوارق الأشياء التي خرقت للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احاول فئ هذه المشاركة أن نغوص قليلاَ في موضوع المعجزات والكرامات وخوارق الاشياء التي خرقها الله سبحانه وتعالي للحبيب صلي الله عليه وسلم تأييداَ له ولنحاول أن نعرف ونعرّف القارىء ، بهذا النبي الكريم ، والدخول في شخصيته البشرية ، وإلي معجزاته الشخصية وكراماته وخوارق الأشياء التي خُرقت له ،حتي قبل مبعثه صلي الله عليه وسلم ، أكراماّ له من الخالق سبحانه وتعالي ، وايضا للتعريف بهذه المصطلحات لغوياَ ....لنعرف وليعرف القارئ ، معني هذه المسيات من الناحية اللغوية ، ليسهل معرفة ماتعني إن تم مصادفتها في أي موضوع ....ولقد أستعنت بالله ...وبالقرآن الكريم ، وببعض المراجع منها سيرة النبي صلي الله عليه وسلم لأبن هشام ، وأيضا لشرح لأحد الاساتذة الافاضل من علماء الازهر الشريف ...فأردت في هذا البحث أن يكون كافي وشافي لموضوع مجزاته صلي الله عليه وسلم ...الصحيحة ...فيتم التعريف بها
ثُم يتم سرد معجزاته وكراماته وخوارق الاشياء التي خُرقت له ، من الله سبحاته وتعالي ... و ليؤكد أنه نبي وخاتم للرسالات ، وقد تجلي ذلك بتحديه للمشركين والمنافقين ، طمعاً في إسلامهم ، وليجعلهم يرون أموراً مادية وخوارق للعادات ومعجزات ، لتسهل لهم ،الاعتراف بأنه نبي وخاتم الرُسل ، وقبل أن نسرد على القارىء الكريم تللك المعجزات الباهرات ، نحب أن نعرّفه معنى المعجزة ، ومعنى الأشياء الخارقة للعادة ....
.وستكون بأذن الله تعالي علي اجزاء.......متصلة ببعضها البعض ....لتعم الفائدة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسو الله
أولا المعجزة:
وهى مأخوذة من العجز ،أي العجز عن الإتيان بمثلها والمتعارف عليه ،أي أمر خارق للعادة ،....
كانشقاق القمر لسيدنا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،....
وقلب العصا إلى حية تسعى لموسى (عليه السلام) ،مقرونة بالتحدي أو النبوة مع معارضيها المنكرين لها .
شروط المعجزة:
( 1 )أن تكون خارقة للعادة كانشقاق القمر, وانفجار الماء من أصابعه
(صلي الله عليه وسلم ) .
( 2 ) أن تكون مقرونة بالتحدي للمعارضين لها .
( 3 ) أن لايأتى أحد بمثل مأتى به المتحدى .
( 4 ) أن يقع وفق دعوة المتحدى بها , فلو قال أن نبوتي إن نطقت يدي , فنطقت يده بكذبه أي لم يكن أحد شاهد على ذالك , مع علمهم بأنه كاذب حتى وإن نطقت, فهو دليل على أنه لم تقع وفق دعواه , فلا تكون إذاً معجزة , فمسيلمة الكذاب , تفل فى عين رجل أعور لتبرأ , فعميت الصحيحة , لان الذى حدث إن هذه أهانه لله لادعائه النبوة ...
( 5 ) أن لأتكون المعجزة فى زمن نقض العادة , كزمن المسيح الدجال, فقد ورد أنه تطلع الشمس من مغربها بأذن الله , وأن يظهر على يديه آيات كثيرة , كأمره للسماء أم تمطر , فتمطر , والأرض أن تنبت فتنبت , فهذه الأيام التى فيها خرق للعادات , لا يعد ذالك معجزة , حيث أن المسيح الدجال لا يدعى النبوة , بل ماهو أشنع فيدعى الألوهية , خيبه الله .وأن كلمة معجزة هي المتعارف عليها , لكن لم ترد فى القرآن الكريم بلفظ معجزة , بل وردة بلفظ ( آية ) , كقوله تعالى :
{ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ } 124 الانعام،....
وقوله تعالى :
{ إن فى ذالك لآيات} ، ووردت أيضاً بلفظ ( برهاناً ) كقوله تعالى :
{ قد جاءكم برهان من ربكم } ..
إذاً فلفظ معجزة أذا أطلق فإنه لا يدل على كونه ذالك آية , إلاّ إذا فُسر المراد به , وقد رجح كثير من العلماء أن المعجزة لأتكون إلاّ للأنبياء فقط .
ثانياّ: الإرهاص:
وهو الأمر الخارق للعادة وإن لم يكن بمعجزة , لفقد شروط المعجزة , والإرهاص هو ما يظهر للنبي قبل بعثته من أمور عجيبة لا تظهر لسائر البشر , كقصة ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ،وما وقع من الله فى إهلاك الفيل وأهله .والأمور التى حدثت فى ولادته
( 1 ) خروج نور إثناء ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ، أضاء لأمه قصور الشام
( 2 ) ثُمّ وقع إلي الأرض ، ويده مقبوضة أصابع يده مشيراً بالسبابة كأنه يسبح( صلي الله عليه وسلم )
( 3 ) ارتجاج أيوان كسرى وسقوط أربع عشر شٌرفة من شرفاتها ، وبعض الأمر الأخرى .
ثالثاً: الكرامة
ثم نأتي لأمر خارق للعادة وإن لم يكن من المعجزات , لافتقاد شروطها , وهى الكرامة , فالكرامة :
هي أمر خارق للعادة تظهر على يد عبد مؤمن ملتزم , لمتابعة نبي مُكلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح ، وتكون هذه الكرامة على علم صاحبها بها أو لابعلم , فما يأتي من الأولياء من خوارق وعجائب تسمى الكرامات , وقد تُسمى الكرامة آيات , تدل على نبوة من أتبعه ذالك الولي , لان كل كرامة لولى هي معجزة لنبيه .
والولي :
هو العارف بالله تعالى وبصفا وبتقرب حسب الإمكان والمواظب على طاعة الله والمجتنب لمعاصيه...
وسمي الولي بهذا لأن الله تولي أمره ، فلم يكله إلي نفسه ولا إلي غيره لحظة ، ...
والله تعالي يتولى عباده دائماً ، وهناك بعض المواقف التي تدل على الكرامة :
( 1 ) روى أن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، رأى الأعداء من مسافة شهر ، فقال :
يا سارية الجبل ، فسمع سارية قائد جيش المسلمين صوته ، فأنحدر بالناس إلي الجبل وقاتلوا العدو ، فنصرهم الله تعالي ...
فتلك كرامة لعمرأن رأى من تلك المسافة ، كذلك لسارية ، حينما سمع من المسافة نفسها .
( 2 ) وروي أن عبد الله بن شقيق ، كان إذا مرّت عليه سحابة يقول لها: أقسمت عليك بالله إلاّ أمطرت ، فتمطر في الحال ..
رابعاً : المعونة
ومن الأمور الخارقة للعادة أيضاً : المعونة فهناك أمر قد لا يظن الإنسان الصالح وجوده أو حدوثه ، ثُم يقع له حسب رغبته أو حسب ما ينجيه ، كمن كان في صحراء وظهر له الأسد ، فوجد شجرة في مكان لا توجد في مثله الأشجار فتسلقها ونجى من الأسد ...
خامساً : الإهانة
ومن الأمور الخارقة للعادة ( الإهانة ) أعاذنا الله من كل سوء وهى :
أمر خارق يظهره الله على يد كاذب يدعي النبوة على عكس مراده ، كما وقع لمسيلمة الكذاب ، عندما تفل في عين رجل أعور ، لتصُح العين المريضة فعميت الاثنتان ، أخزاه الله ولعنه ....
سادساً :الاستدراج
والاستدراج هو:
أمر خارق للعادة ،يظهره الله على يد مدعي الألوهية ، كما يقع للمسيح الدجال ( خيبه الله) عندما يقتل شخصاً ثُمّ يحيه ، ليفتن به غيره ، ثُمّ يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..
بيان بعض معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، وآياته الدالة والداعمة على صدقه
ومن هنا نأتي لنوضح بعض معجزات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبيان آياته الدالة على صدقه .
والشاهدة على ما أُمر به من قِبل الله سبحانه وتعالي ، أن يفعله .
إن من شاهد أحوال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصغى إلي سماع أخباره المشتملة على أخلاقه وأفعاله وأحواله ، وعاداته وسجاياه ، وسياسته لأصناف الخلق ، وهدايته إلي ضبطهم ، وتألفه أصناف الخلق ، وقيادته إليهم إلي الهداية وإلي الطاعة ، مع ما يحكى من عجائب أجوبته في مضايق الأسئلة ، وبدائع تدابيره في مصالح الخلق، ومحاسن إشارته في تفصيل ظاهرا لشرع ، الذي يعجز الفقهاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها .
في طويل أعمارهم لم يبقي له ريب ولا شك ف أن ذلك لم يكن مكتسباً بحيلة تقوم بها القوة البشرية .
بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد من تأييد سماوي وقوة إلهية ، وأن ذلك كله لا يتصور لكذاب ، ولا مُبلس ، بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة بصدقه ،....
حتى إن العربي القح ( الخالص ) كان يراه فيقول :
والله ما هذا وجه كذاب ....!!!
فكان يشهد له بالصدق بمجرد رؤية شمائله فكيف من شاهد أخلاقه ، ومارس أحواله في جميع مصادره وموارده ( صلي الله عليه وسلم ) ، فهذا رجل أُميّ ُ لم يمارس العلم ، ولم يطالع الكتب ، ولم يسافر قط في طلب علم ، ولم يزل بين أظهر الجبال من الأعراب يتيماً ضعيفاً مستضعفاً .
فمن أين حصل له محاسن الأخلاق والآداب والعلم بمعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ، إلاّ أن يكون الذي علمّه هو الله سبحانه وتعالي ، وأعطاه من منهله حيث قال:
{ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} النجم 5، وقال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4}القلم 4 ...
الاخوة الكرام ، في الجزء القادم نبدأ بذكر معجزاته ، وعلي رأسها ، أعظمها وهي القرآن الكريم ....
.الي ذلك الحين ...استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيكم ..... اندبها