الصعبة، وهي ترجمة عربية خطأ (أصبح شائعا) لمصطلح العملة الصلبة أو القوية
(Hard Currency) بات من الصعب تصحيحه نتيجة لانتشار استخدامه على نطاق
واسع. والمقصود بالعملة الصعبة (الصلبة) كل عملة يضع المستثمرون ثقتهم
فيها، كعملة بلد يتمتع باستقرار سياسي وبمعدل منخفض من التضخم ويتبع
سياسات نقدية ومالية متسقة ومتوازنة. كما أنها العملة التي غالبا ما تميل
إلى الارتفاع مقابل العملات الوطنية الأخرى.
ويعد الدولار الأمريكي
أبرز مثال في الوقت الحاضر على العملة الصعبة. غير أن مفهوم هذه العملة لا
يقتصر على الدولار بل يشمل الآن اليورو الأوروبي والين والياباني والجنيه
الإسترليني والفرنك السويسري. وتعود المرتبة الأولى التي يحتلها الدولار
الأمريكي في قائمة العملات الصعبة إلى حقيقة أن الدولار يشكل أكثر من ثلثي
الاحتياطي العالمي من العملات الأجنبية والذي تحتفظ به المصارف المركزية
في دول العالم، في حين أن 13% من هذا الاحتياطي باليويرو و 4.9% بالين
الياباني و 4% بالجنيه الإسترليني و 0.7% بالفرنك السويسري. وقبل أن يحل
اليورو الأور وبي محله، كان المارك الألماني يعد من أبرز العملات الصعبة
في العالم.
واستنادا إلى ميزة العملة الصعبة، فإن تغير الأوضاع
الاقتصادية في بلد ما نحو الأحسنن قد يحول العملة الضعيفة لهذا البلد إلى
عملة صعبة. وينطبق على ذلك الجنيه الإسترليني الذي اعتبر طوال الفترة التي
أعقبت الحرب العالمية الثانية عملة ضعيفة لأنها كانت معرضة إلى الهبوط.
أما الآن فقد أصبح الإسترليني يعد من بين أبرز العملات الصعبة نتيجة
للسياسات النقدية والمالية التي اتبعتها بريطانيا منذ السبعينات من القرن
الماضي. وأثناء الفترة الشيوعية كان الروبل الروسي يعد من العملات الضعيفة
نتيجة لضعف العلاقات التجارية بين الاتحاد السوفييتي السابق والغرب ونتيجة
لسياسة الصرف التي اتبعتها الحكومة السوفييتية. أما الآن فقد أصبح يعد من
العملات الصعبة بعد أن شهدت روسيا خلال السنوات القليلة الماضية ازدهارا
اقتصاديا كبيرا.
وفي حين أن الدولار يعد الآن من أهم العملات الصعبة
لأنه أصبح بمثابة ملاذ آمن في أوقات الأزمات المالية العالمية والتوترات
السياسة والحروب، إلا أنه في ظل العجز الهائل في الحساب الجاري للولايات
المتحدة والمشاكل القائمة مع العديد من الدول الآسيوية والمتعلقة بسياسات
ربط العملات الآسيوية بالدولار وما ينجم عن ذلك من استمرار العجز التجاري
الأمريكي في الارتفاع، فإن بعض المراقبين يشيرون إلى أن الدولار الأمريكي
لا يمكن له إلا أن ينخفض إذا أرادت واشنطن معالجة مشكلة العجز المالي
والتجاري.
وغالبا ما يميل المستثمرون والناس العاديون إلى الاعتماد
على العملات الصعبة في أوقات ارتفاع معدلات التضخم وتصاعد مظاهر التوتر
الدولي والإقليمي.00:25