الجريمة ( الجزء 2 )

بابتسامة عريضة تغري ملايين البشر قالت:

je suis pas de cette ville;et j'ai cru que j'ai perdu le chemin
واصلت الحديث بعد هذه المقدمة بالفرنسية قائلة:
أعتقد أني ضللت الطريق،والليل في منتصفه الأخير،كما أني سيدة قد أكون عرضة للمخاطر بين الفينة والأخرى
فهل من مساعدة من فضلك؟
تنفست الصعداء وطردت عني كل الكوابيس،واستجمعت أفكاري الشاردة،وأقحمت في نفسي رجولة الطاووس،
تجاذبنا في إيجاز بعض أطراف الحديث،واقتنعت أن من الشهامة مساعدة سيدة تائهة في ليلة
ملعونة طاغية البرد والجمود،وليس من شيم الرجال التخلي على مناج يطلب الإغاثة...
استدرجتني حتى ركبت إلى جانبها في سيارتها الجميلة...انطلقت بعد تقديم الشكر والامتنان
وبسرعة خارقة اخترقت صمت الشارع الجامد، فعكرت بصوت محرك البوجو 303
صفو السكون والهدوء،وأيقظت الذباب النائم على أشلاء النفايات،وحركت أفواه الكلاب الضالة
... سرقت إليها خلسة أكثر من نظرة... سيدة جميلة أنيقة بلباس رومي مثير،بياض ركبتيها المكتزتين
يثير شهوة الموتى،يداها الناعمتان تداعبان مقود السيارة في شوق متناهي،بينما موسيقى سمفونية موزارية
تتدلى من مذياع السيارة كما تتدلى سوالف شعرها الذهبي على كتفيها.
انتبهت بعد شرود كالعادة بعدما مرت في ذهن الاف المشاهد وتخيلت مئات السيناريوهات...
يبدو ن السيدة ذات اللكنة الباريسية تعرف المكان جيدا،إذ لم تستفسر عن الطريق ولا الاتجاه ولو مرة واحدة
بعدما ركبت إلى جانبها،سألتها من غير تررد:
إلى أين وجهتك يا مدام؟
أجابت وهي تربت على ركبتايا المرتعشتين بحنان:
لا تخشى شيئا عزيزي كل شيء على مايرام،أنت ضيفي الليلة...
يا الله، ما هذا الامتحان؟لقد صدقت أمي حينما قالت لي ذات يوم:
إن ما يسهر الليالي خارج البيت قد يأكله الليل
لم أكن أعرف ما تقصده،والآن ها أنا أدرك قصد كلامها
تمنيت أن تعود عجلة الزمان ساعة فقط لأغير مجرى الاحداث
أدركت للتو أن في الأمر شيء غريب ومريب،وأسوأ ما فيه أن السيدة تبحث عن متعة تائهة في منتصف الليل
في شارع خال من أبسط شروط الحياة والمتعة...
طلبت منها أن تعيدني إلى حيث أخذتني،وتوسلت إليها أني لست من الذين يبتاعون ما لايبتاع
ما أنا إلا طالب في كلية العلوم الإنسانية،لاأجيد الرقص على سمفونية موزار... ولا على حتى الحبال الملتوية
وقد تكون سببا في عدم حضوري الفصل غدا صباحا
لكن هيهات كمن يطلب الرحمة من أبي الهول... لم يحرك كلامي ساكنا في وجدانها... ظلت صامتة
ويداها تداعبان المقود بجنون...
بعد دقائق معدودات... ولجنا حيا عريقا هادئا،يبدو أن أهله لايقتاتون،فلا مزابل لديهم
ولا أثر للقطط والكلاب الضالة...
كل البيوت محاطة بحدائق منمقة...
أوقفت محرك السيارة أمام بيت كبير، أخرجت من نافذها آلة تحكم عن بعد
على زر أحمر ضغطت بأنملها،ففتح مرآب ، ولجنا فيه بالسيارة فأغلق
لوحده ،فذكرني بغارة علي بابا..

شكرا للمتابعة
نلتقي في الجزء الثالث

شكرا أستاذ.ننتظر الجزء الثالث

haf55-- كتب:: شكرا أستاذ.ننتظر الجزء الثالث

شكرا لك عزيزي هاف 55 على حسن المتابعة

تحياتي

[/center]

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

الشكر لك موصول
على حين المتابعة والرد
يا مشرفتنا الغالية سكينة

» الجريمة ( الجزء 1 )
» الجريمة ( الجزء 3 )
» الجريمة ( الجزء 4 )
» الجريمة ( الجزء الأخير )
» الجريمة في القانون

امتحانات جهوية موحدة (جميع المواد)

الجريمة ( الجزء 2 )

الجريمة ( الجزء 2 )

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة