مدخل // يقال عن مشروع أياً كان نوعه تجاري، اقتصادي، تربوي وتعليمي، تنظيمي، سياسي، وحتى الاجتماعي في حال لم يصل لنقطة مستهدفة ولم يحقق الأهداف المنشودة أنه (فشل) وإذا أردنا أن نخفف وطأة وحدة المصطلح نقول أنه عدم توفيق.
لو قلبنا أوراق التاريخ لعلمنا أنه لم يكن هناك ما يسمى فشل لدى العالم (توماس أديسون) مخترع المصباح الكهربائي ، فقد خاض ما يربو 900 تجربة (غير ناجحة) في سبيل أن يصل إلى ما وصل إليه من اختراع لازال كل البشرية يرجعون بالفضل بعد الله عزوجل لهذا العالم صاحب الإصرار العظيم ، وقد كان يخاطبه قومه (البيئة الاجتماعية) وباستغراب "ألم تكل وتستسلم" فيرد عليهم " لقد استفدت من هذه التجربة الغير ناجحة شيئا" ويحاول تجنبه والاستفادة من الأخطاء الذي وقع فيها حتى كانت له مقولات تصف تلك الحالة بقوله "أنا لم أفشل بل وجدت عشرة ألاف طريقة لاتعمل".
ولنا في أحد قادة الجيش في أحد المعارك الطاحنة ، عندما لم يستطع التوغل وتحقيق النصر، فصرخ بمقولة (لا فائدة، لا فائدة) حتى شاهد نملة قريبة من قدميه تحاول أن تصعد تلاً من الرمال، فتتبعها وجددها تحاول الصعود وعند الوصول إلى نقطة معينة تسقط وترجع إلى نقطة الصفر حتى كررت 67 محاولة ، وفي المحاولة 68 استطاعت الوصول إلى ما تريده ، ففهم القائد الدرس والمغزى ورجع لقيادة جيشه وانتصر.
هذه بعض الشواهد على أن النجاح يولد من رحم الفشل، ولا أسميه فشلاً حتى لا تصبغ فيه النظرة السوداوية ، بل هي تجارب غير ناجحة. هل لم تنجح تجربة مشروعك التجاري، تعليمك، عملك، اختيارك لشريك أو شريكة حياتك، إبداء فكرتك لأي كان، ووقفت مستسلما، تأكد عندما تقبل إليه مرة أخرى ستنجح بإذن الله. لا تدع أصحاب فن "قتل المواهب" يقفون في طريقك، نعم أعلم أن الواقع يختلف عن لكن أنت وهي من يشكل النجاح. حاول أن تبتعد عن كل شيء ممكن أن يتسلل داخل حناياك ويضعف ويقهقر عزيمتك. ابحث قريب منك ستجد أديسون آخر فالإنسان هو من يؤطر نفسه ويكتب لنفسه الفشل لا الآخرين.
"Genius is 1% Inspiration, and 99% Perspiration."
Thomas Edison
"النجاح 1% إلهام، و 99% جهد وعرق" توماس أديسون