ألكسندر جراهام بيلi]مارس 1847—2 أغسطس 1922) كان أحد العلماء البارزين، مخترع، مهندس والمبتكر الذي يرجع إليه الفضل في اختراع أول هاتف عملي.
لقد ارتبط كل من والد بيل وجده وأخيه بالعمل في مجال التخاطب وتصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم، وكانت والدته وزوجته من الصم؛ الأمر الذي كان له أثر بالغ على حياة بيل وعمله. وعلاوة على ذلك، فقد دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء تجارب عديدة على أجهزة السمع؛ الأمر الذي مكنه في النهاية من اختراع أول جهاز تليفون والحصول على أول براءة اختراع مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1876. وبالنظر إلى حياته العلمية، نجد أن "جراهام بيل" اعتبر أن أبرز اختراعاته وأشهرها؛ هو اختراع التليفون، يعد بمثابة تدخل على عمله الأصلي كعالم في مجال الصوت، كما أنه رفض أن يكون لديه تليفون في حجرة مكتبه.
العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بيل اللاحقة، بما في ذلك العمل الرائد في الاتصالات البصرية، القارب المحلق وعلم الطيران. أصبح "ألكسندر جراهام بيل" في عام 1888
أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن.
السنوات الأولى من حياته
ألكسندر بيل ولد في ادنبرج، اسكتلندا في 3 مارس 1847. كانت عائلته تقطن في منزل في 16 جنوب شارع شارلوت، إدنبرج، اسكتلندا، والآن يعد من الأماكن البارزة والمعالم الشهيرة حيث يوجد على بابه علامة تذكارية تدل على أن هذا المنزل هو مسقط رأس "ألكسندر جراهام بيل".كان لديه شقيقان: ميلفيل جيمس بيل (1845-1870) وادوارد تشارلز بيل (1848-1867). كلا اخوته ماتوا من مرض السل. أما والده فهو البروفيسور "ألكسندر ميلفيل بيل" وأمه "اليزا جريس" (التي كانت تدعى قبل زواجها "سيموند")". على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى "ألكسندر بيل"، فإنه عندما بلغ العاشرة من عمره توسل إلى والده وطلب منه أن يكون له اسم أوسط مثل شقيقيه. وفي عيد ميلاده الحادي عشر، رضخ والده وسمح له باتخاذ "جراهام" كاسم أوسط، وكان الاختيار نتيجة عن صميم حبهم وخالص إعجابهم بشخص كندي يدعى "ألكسندر جراهام" الذي كان يستضيفه والده وهو من أحد تلاميذه وأصبح صديقًا للعائلة. ولكن ظل أقاربه وأصدقاءه المقربين يلقبونه باسم "أليك" الذي استمر والده يناديه به فيما بعد.
أول اختراع
عندما كان طفلاً صغيرًا، كان لدى "ألكسندر جراهام بيل" نزعة قوية لمعرفة واكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله، الأمر الذي أدى إلى قيامه بتجميع عينات من النباتات لإجراء التجارب عليها وكان ذلك في مرحلة مبكرة من عمره.وكان "بين هيردمان" صديقه المقرب وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم كانت لديها طاحونة لصنع الدقيق وكان هذا هو حال العديد من المشروعات في بدايتها في هذا الوقت.وسأل الصغير "أليك" عن كيفية العمل في الطاحونة وما الأمور التي ينبغي مراعاتها.فقيل له إن القمح يتم طحنه من خلال القيام بعملية شاقة تتطلب المزيد من الكد والجهد. وعندما بلغ "بيل" الثانية عشرة من عمره، ابتكر آلة صنعها بيده في البيت لتحريك الأعمدة الدوارة التي يوجد بها مجموعات من فرشاة الأظافر وبذلك فإنه ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح والتي تم تشغيلها واستخدمت لفترة زمنية استمرت عدة سنوات. وفي المقابل فقد منح "جون هيردمان" الفتيان فرصة لإدارة ورشة صغيرة يمكنهم من خلالها اختراع وابتكار كل ما هو جديد.
ومنذ سنواته الأولى، أبدى "بيل" مدى تأثره بالطبيعة وموهبته في الفن والشعر والموسيقى والتي كانت والدته تسانده وتشجعه.وانه بدون أي تدريب رسمي تفوق في العزف على البيانو وأصبح بذلك عازف البيانو للأسرة. على الرغم من أنه عادة يكون هادئاً واستبطاني، فانه نجح في التقليد و"الحيل الصوتية" أقرب إلى التكلم البطني، الذي كان باستمرار يسلي ضيوف الأسرة خلال زيارتهم في بعض الأحيان. كما تأثر "بيل" للغاية بصمم والدته الذي أصابها بشكل تدريجي (حيث إنها بدأت بضعف في السمع عندما بلغ الثانية عشرة من عمره)، كما أنه تمكن من تعلم لغة الإشارة ولذلك فإنه كان يستطيع مجالستها والتحدث معها في صمت من خلال هذه الإشارات التي كانت تدوي في أرجاء البيت. كما عمل "بيل" على تطوير تقنية بسيطة للتحدث بوضوح واستطاع توجيه طبقة الصوت مباشرةً إلى رأس أمه والتي من خلالها تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيًا. فدفعه اهتمامه الكبير بإصابة والدته بالصمم - الأمر الذي أصبح شغله الشاغل - إلى دراسة علم الصوتيات.
لقد ارتبطت عائلته إلى حد كبير بتدريس أساليب التخاطب، حيث كان جده "ألكسندر بيل" في لندن وعمه في دبلن وأبيه في ادنبرج، وكانوا جميعًا متخصصين في تصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم.وقام والده بنشر مجموعة متنوعة من الأعمال في هذا الموضوع، ولا يزال العديد منها معروف، خصوصا معايير الخطابة (لعام 1860)، التي ظهرت في ادنبرج في عام 1868. ولقد ظهرت معايير الخطابة من خلال مائة ثمانية وستون نسخة بريطانية وتجاوزت مبيعاتها ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.وفي هذا البحث، يشرح والده الأساليب التي توضح كيفية تعليم الصم والبكم (كما كان يطلق عليهم) التلفظ بالكلمات بوضوح وقراءة الحركات التي تبدو على شفاه الآخرين حتى يتوصلوا إلى المعنى المراد.كما لم يقم والد أليك بتعليمه هو وإخوته كيفية كتابة الكلام المرئي فقط، بل إنه قام بتعليمهم كيفية تحديد أي رمز وتعريفه ومعرفة أي صوت يصاحبه. وأصبح "جراهام بيل" (أليك كما كانوا يلقبونه) بارعًا جدًا لأنه أصبح جزءًا من الممارسات والتجارب العامة التي أسهم بها والده في هذا المجال، كما أنه أدهش الجميع عندما أبدى قدراته الخارقة في فك رموز باللغة اللاتينية أو اللغة الجيلية التي ينطق بها السلتيون الذين يسكنون مرتفعات اسكتلندا أو حتى اللغة الهندية القديمة.