جمهورية جزر مارشال (بالمارشالية: Aolepān Aorōkin M̧ajeļ)، (بالإنجليزية: Republic of the Marshall Islands) هي دولة جزر في المحيط الهادئ الغربي. تقع شمالي ناورو وكيريباس، شرقي ميكرونيزيا وجنوبي جزيرة ويك التابعة للولايات متحدة أمريكية.
خضعت جزر مارشال في الماضي لإدارة الولايات المتحدة كجزء من منطقة تحت الوصاية للأمم المتحدة لمدة أربع عقود وحصلت على الاستقلال في سنة 1986.
مساعدة حكومة الولايات المتحدة هي دعامة اقتصاد هذه الدولة الصغيرة جدا. الإنتاج زراعيّ، مصدر الدخل الرئيس معتمد على مزارع صغيرة؛ أكثر المحاصيل التجاريّة مهمّة هي جوز الهند وشجرة الخبز. صناعة محدودة معالجة تونة، ولبّ جوز الهند المجفّف. السياحّة، تعتبر الآن مصدر عملة أجنبية صغير يوظّف أقلّ من 10% قوّة الشغل، وقد أضاف الأمل لمستقبل أفضل دخلا. تملك الجزر بضع مواردا طبيعيّة ضئيلة، وتتجاوز الواردات الصادرات. ستزوّد الولايات المتحدة ملايين الدولارات سنويا إلى جزر المارشال حتى سنة 2023 لاحتضانها أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ، كما كانت مركزاً للتجارب النووية.
التسمية
جزر مارشال سُميت على اسم قبطان بريطاني جون مارشال (أيضا معروف باسم ويليام مارشال[2]), الذي بمساعدة من قبطان آخر طوماس جيلبرت, الذي يمتلك جزر بجانب جزر مارشال مُسمى باسمه جزر جيلبرت, إستكشف أرخبيل في عام 1788 حين كان ينقل مسجونين إلى نيوساوث ويلز.
التاريخ
السكان الأصليون
سكنت جزر مارشال بالأصل من قبل البولينيزيون في الألفية الثانية ق م. قليل ما هو معلوم عن تاريخ جزر مارشال القديم. سافر السكان القدماء المارشاليون بالقوارب باستعمال عصي التخطيط التقليدية.
وصول الأوربيين
كان اول من وصل لتللك الجزر من الأورببيين هو المستكشف الأسباني ألونسو دي سالازار وكان ذلك في عام 1526، وصلها ألونسو على متن السفينة "سانتا ماريا دي لا فيكتوريا" السفينة الوحيدة الباقية من اسطول حملة دي لوازيا الأستكشافية. في 21 أغسطس، رأى المستكشف في 14°N جزيرة أسموها "سان بارتولوم".[4]
في يوم 21 سبتمبر 1529 قاد ألفارو دي سافيدرا السفينة الأسبانية "فلوريدا"، في محاولته الثانية لعبور المحيط الهادئ من جزر الملوك. وقد وقف قبالة مجموعة من الجزر حيث القى مجموعة من سكانها الحجارة على سفينته. وقد سمى هذه الجزير باسم " لوس بينتادوس" قد تكون الآن أوجيلانغ. في 1 أكتوبر، وجد مجموعة أخرى من الجزر حيث ذهب إلى الشاطئ لمدة ثمانية أيام وتبادل الهدايا مع المواطنين وأخذ المياه. وهذه الجزر هي " لوس جاردينيس" قد تكون إنيويتوك أو جزيرة بيكيني.
في 9 يناير اكتشفت السفينة الأسبانية "سان بيدرو" وسفينتين اخريين في حملة بقيادة ميغيل لوبيز دي ليجازبي جزيرة بأتجاه 10 درجات شمالا حيث ذهبوا إلى الشاطئ وتبادلو البضائع مع السكان وأطلقوا عليها اسم "لوس باربودوس" (قد تكون جزيرة ميجيت). في 10 يناير، شاهدوا جزيرة أخرى اطلقوا عليها اسم "بلاسيرس" (قد تكون جزيرة ايلوك)، بعد 10 فراسخ شاهدوا جزيرة أخرى اطلقوا عليها "باياريس" (قد تكون جزيرة جيمو). في 12 يناير، شاهدوا جزيرة أخرى بأتجاه 10 درجات شمالا وأسموها "كوراليس" (قد تكون جزيرة وثو). في 15 يناير، شاهدوا جزيرة أخرى منخفضة بأتجاه 10 درجات شمالا (قد تكون جزيرة أوجيلانغ) حيث قاموا بوصف جيد للشعب في"باربودوس" وبعد ذلك زارت عدة سفن مثل "سان جيرونيمو"، "لوس رييس" و"تودوس لوس سانتوس " الجزر في سنوات مختلفة.
جاء القبطان جون مارشال تشارلز مع توماس جيلبرت إلى الجزر في 1788. عام 1820 سميت الجزر بعد اول خريطة بالروسية (كروسينستيرن) وبالفرنسية (دوبيرري) وفي وقت لاحق أصبحت الخرائط بالإنجليزية. ومع ذلك، كانت زعموا انها تحت السيادة الأسبانية كجزء من جزر الهند الشرقية الأسبانية. وفي عام 1874 تم الاعتراف بالسيادة الإسبانية من قبل المجتمع الدولي. وقد تم بيعها لألمانيا في عام 1884 بوساطة بابوية.
استقرت الشركة ألمانية التجارية استقر في الجزر في عام 1885. أصبحت جزءا من محمية ألمانية غينيا الجديدة بعد عدة سنوات.
الحرب العالمية الأولى
يزوار جزر مارشال تجار وصيادين من اليابان من وقت لآخر وهي ما زالت تحت سيطرة الإمبراطورية الألمانية، وحتى قبل ذلك، بالرغم من الاتصال الغير نظامي مع سكان الجزيرة وبعد إصلاح ميجي تبنت الحكومة اليابانية سياسة تحويل اليابان إلى قوة عظمى اقتصادية وعسكرية في شرق آسيا.
خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914 انضمت اليابان لقوى الوفاق، ووجدت أنه من الممكن احتلال المستعمرات الألمانية في الصين وميكرونيزيا. في 29 سبتمبر 1914 احتلت القوات اليابانية جزيرة إنيويتوك، وفي 30 سبتمبر 1914 على جزيرة جالويت المركز الإداري لجزر مارشال. وبعد الحرب في 28 يونيو 1919، تخلت ألمانيا عن جميع ممتلكاتها في المحيط الهادئ، بما في ذلك جزر مارشال. في 17 ديسمبر 1920، وافق مجلس عصبة الأمم على تفويض اليابان للاستيلاء على جميع المستعمرات الألمانية السابقة في المحيط الهادي الواقعة شمال خط الاستواء. وبقي المركز الإداري لجزرمارشال جالويت.
كانت اليابان على عكس الامبراطورية الألمانية، التي كانت المصالح الاقتصادية في المقام الأول في ميكرونيزيا. على الرغم من صغر مساحتها وقلة الموارد، فإن انهماك الأراضي من اليابانيين إلى حد ما خفف من حدة مشاكل اليابان لزيادة عدد السكان وقلل مساحة الأراضي المتاحة للإيواء. خلال سنوات من الحكم الاستعماري، نقلت اليابان أكثر من 1000 ياباني لجزر مارشال على الرغم أنهم فاق عددهم عدد السكان الأصليين كما فعلوا في جزر ماريانا وبالاو.
عينت الإدارة اليابانية الموسعة القادة المحليين التي أضعفت سلطة الزعماء المحليين التقليديين. كما ان اليابان قد حاولت تغيير التنظيم الاجتماعي في الجزر من النظام الأمي إلى النظام الأبوي اليابانية، لكنها فشلت.علاوة على ذلك، في الثلاثينات، اعلنت الحكومة اليابانية عن ملكية ثلث جميع الأراضي التي يتعدى ارتفاعها منسوب المياه في الأرخبيل ,قبل أن تمنع التجار الأجانب، تم السماح لأنشطة المبشرين الكاثوليكية والبروتستانتية. تلقى السكان الأصليون التعليم في المدارس اليابانية ودرسوا اللغة اليابانية والثقافة اليابانية. ولم تكن هذه السياسة الاستراتيجية للحكومة في جزر مارشال فقط، بل على جميع الأراضي الأخرى المفوضة في ميكرونيزيا. في 27 مارس 1933، غادرت اليابان عصبة الأمم، لكنها على الرغم من ذلك استمرت بإدارة الجزر في المنطقة وفي أواخر الثلاثينات، وبدأت في بناء قواعد جوية على عدة جزر مرجانية. وكانت جزر مارشال أهم مكان جغرافي، لكونها أقصى نقطة شرقية في حلقة الدفاع الياباني في بداية الحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية
في الأشهر التي سبقت الهجوم على بيرل هاربور، كانت جزيرة كواجالين المرجانية المركز الإداري لأسطول خدمة القوات اليابانية السادس التي كانت مهمتها الدفاع عن جزر مارشال.
في الحرب العالمية الثانية، في عام 1944 غزت الولايات المتحدة واحتلت الجزر خلال الحملة على جزر جيلبرت ومارشال، دمرت أو عزلت الحاميات اليابانية. وأضيفت أرخبيل لإقليم الوصاية الاميركية لجزر المحيط الهادئ، مع عدة جزر أخرى في البحر الجنوبي.
تسببت المعارك في جزر مارشال ضررا لا يمكن إصلاحه لا سيما على القواعد اليابانية. وعانى سكان هذه الجزر من نقص الغذاء واصابات مختلفة خلال القصف الاميركي،.
بدأت الهجمات الأمريكية في منتصف عام 1943، وتسببت في الموت جوعا لنصف الحامية اليابانية المكونة من 5100 شخص في جزيرة ميلى المرجانية بحلول أغسطس 1945. في شهر واحد فقط في عام 1944 احتل الامركيين كل من جزيرة كواجالين المرجانية، ماجورو وإنيويتوك، وفي في الشهرين التاليين بقية جزر مارشال باستثناء كل من ووتجي ،ميلى، مالويلاب وجالويت.
التجارب النووية بعد الحرب العالمية الثانية
سحابة الفطر لأكبر اختبار نووي أجرته الولايات المتحدة من أي وقت مضى (قلعة برافو).
من 1946 حتي 1958، تم تجربة 67 اختبار للأسلحة النووية في جزر مارشال يشمل أكبر اختبار نووي أجرته الولايات المتحدة من أي وقت مضى (قلعة برافو). وفي عام 1956، اعتبرت لجنة الطاقة الذرية جزر مارشال بـ"الأكثر تلوثا في العالم إلى حد بعيد ".
ما تزال المطالبات النووية بين الولايات المتحدة وجزر مارشال جارية، والآثار الصحية الناجمة عن هذه التجارب النووية تستمر. وقد أجرت الولايات المتحدة مشروع 4.1 وهي دراسة طبية لسكان جزيرة بيكيني الذين تعرضوا للإشعاعات الذرية.
مع اختبار أول قنبلة هيدروجينية أمريكية (لفي مايك)، تدمرت جزيرة إلوجيلاب التابعة لجزيرة إنيويتوك.
الأستقلال
تم تأسيس حكومة جزر مارشال رسميا عام 1979 وأصبحت البلدة بالحكم الذاتي.
في 1986، دخل ميثاق الارتباط الحر مع الولايات المتحدة حيز النفاذ، وقد منحت جمهورية جزر مارشال سيادتها. وقد زود الميثاق المساعدات ودفاع الولايات المتحدة عن الجزر وفي المقابل استمرار الولايات المتحدة العسكري لأستخدام صواريخ مدى الاختبار في جزيرة كواجالين المرجانية. وتم الانتهاء رسميا للاستقلال الداخلي بموجب القانون الدولي في 1990، عندما انهت الأمم المتحدة رسميا حالة الوصاية.
في عام 2005، ألغت شركة الخطوط الجوية ألوها رحلاتها إلى جزر مارشال.