تاريخ الدولة العلوية
مرحلة التأسيس
قيام الدولة العلوية على يد المولى الشريف:
كان جد الشرفاء بتافيلالت "الحسن القاسم" قد دخل المنطقة في النصف الثاني من القرن 13م، وهو من أشراف ينبوع بالحجاز، تزايدت ذريته بتافيلالت وانصهرت مع المجتمع إلى أن أصبح للعلويين هيبة وسمعة كبيرتين هناك، ويعود ذلك إلى سلالتهم الشريفة وإلى كونهم كانوا يفصلون في النزاعات التي تقوم بين سكان القصور والمجموعات القبلية.
ومع بداية القرن 17م، ساعدت الظروف العامة التي عاشها المغرب آنذاك وكذلك الظروف التي كانت تشهدها تافيلالت، على اتجاه العلويين إلى القيام بدور سياسي كبير انطلاقا من المنطقة، فتم سنة 1631م مبايعة سكان سجلماسة للمولى الشريف العلوي ليتولى الدفاع عن المنطقة وحماية تجارتها التي أصبحت مهددة من الدلائيين والسملاليين الذين كانوا يهددون بالإستيلاء على المنطقة.
وقد زهد المولى الشريف في الملك وتنازل عنه لصالح نجله المولى محمد، وذلك لمدى الحزم الذي أبداه المولى محمد في التصدي لأطماع الإمارات القائمة آنذاك وتمكنه من طردهم من المنطقة.
قضى العلويين على منافسيهم بتافيلالت والجنوب ثم انطلقوا لإخضاع مجموع التراب المغربي:
- حروب المولى محمد ضد منافسي العلويين:
بدأ المولى محمد يمارس سلطته على سجلماسة بمجرد طرد أنصار ابن حسون وولاته، حيث تلقى بيعة السكان في عين المكان، وبفضل التأييد السياسي والعسكري الذي لقيه من أهل سجلماسة، تشوَّفَ المولى محمد إلى التوسع في المنطقة وإخضاع عدة مناطق كانت تابعة للدلائيين والسملاليين، وبهذا قد دخل في مواجهة مسلحة ضد هذه الإمارات. كما عمل على ترسيخ نفوذه داخل الصحراء حتى يستفيد من عائدات التجارة هناك، وانتقل لإخضاع مناطق الشمال الشرقي والمغرب الأوسط ودخل في مواجهة مع القوات التركية أسفرت عن عقد صلح اتـفق فيه الطرفين على وضع نهر تافنا حدا بين الدولتين.
- المولى رشيد وبداية إخضاع المغرب للسلطة العلوية:
دخل المولى الرشيد في صراع مسلح ضد أخيه السلطان المولى محمد وذلك بعد استيلائه على أموال وأمتعة بعض التجار اليهود، إذ تمكن بواسطتها من تسليح جيشه وتجهيزه، فوقع الإصطدام بين الأخوين في معركة أنكاد التي انتهت بمقتل المولى محمد، ومنذئذ اتجه المولى الرشيد إلى فرض سلطته على تافيلالت أولا ثم الريف الشرقي، وبسيطرته على الشواطئ المتوسطية تمكن من إيجاد منفذ على البحر للتزود بالأسلحة والبارود حتى يتمكن من إخضاع باقي المناطق المغربية لسلطته.
ثم طارد المولى الرشيد الخضر غيلان الذي كان مستقلا ببلاد الهبط، وبعدها دخل الجيش العلوي تازة ففاس ثم وجه اهتمامه وجهوده للقضاء على الدلائيين وذلك بتصفية الزوايا الدلائية التي أمر بتحطيمها وإخفاء معالمها وشتت زعماءها على مختلف أقاليم المغرب.
كما تمكن من إخضاع مراكش والقضاء على قبيلة الشبانات، وبعدها قام بتجريد حملة كبرى نحو سوس استطاع من خلالها القضاء على النفوذ السملالي بتلك المنطقة.
وبهذا يكون قد تم إخضاع المغرب للسلطة العلوية في مدة زمنية لم تتجاوز الست سنوات على توليت المولى الرشيد، وقد توفي هذا الأخير بمراكش على إثر حادثة خلفه بعدها أخوه المولى إسماعيل.