مقدمة:
يعرف السكان عدة حركات في الزمان
والمكان تختلف حسب الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لكل بلد. فما هي أهم العوامل
المؤثرة على دينامية السكان؟
І-
يتأثر النمو السكاني بعدة عوامل:
1- يتزايد سكان العالم بسرعة:
عرف النمو السكاني العالمي عدة
تحولات، حيث كان بطيئا في بداية القرن 20 ثم أصبح قويا بعد سنة 1950 ليصبح عدد سكان
العالم حوالي 6.2 مليار نسمة سنة 2000 (وثيقة1 ص:119) وتعود أسباب هذا الانفجار
الديموغرافي إلى تطور قطاع الفلاحة، وتحسن التغذية، وتقلص المجاعات، إضافة إلى تقدم
الطب والقضاء على الأمراض الخطيرة، ما يؤدي إلى كثرة الولادات وقلة الوفيات.
2- تتفاوت البلدان في نسبة
التكاثر:
يمكن تقسيم بلدان العالم إلى ثلاث
مجموعات متمايزة تبعا لنسبة التزايد الطبيعي، فنجد البلدان المتخلفة، مثل إفريقيا،
تتميز بسرعة النمو حيث تتعدى نسبة التكاثر 20 ‰ سنويا، في حين تعاني البلدان
المتقدمة، مثل أوربا، من ضعف وثيرة النمو وتقل عن 10 ‰ لتصل أحيانا في بعض البلدان
- مثل ألمانيا - إلى درجة التناقص (وثيقة2 ص:120)، أما المجموعة الثالثة، مثل
أستراليا وأمريكا، فتبقى فيها نسبة النمو متوسطة وتتراوح بين 10 و20 ‰ سنويا.
ІІ- يتأثر التوزيع السكاني
بعدة عوامل:
1- يتميز توزيع السكان بالتفاوت:
يعاني سكان العالم من سوء التوزيع،
فنجد مناطق ترتفع فيها الكثافة السكانية مثل أوربا وشرق آسيا، ومناطق تقل فيها
الكثافة مثل أستراليا وكندا وشمال أمريكا، وتعود أسباب هذا الاختلاف إلى عدة عوامل
طبيعية واقتصادية وتاريخية وسياسية (وثيقة2 ص:121).
2- تتباين نسبة التمدين في
العالم:
يتزايد سكان المدن مقارنة مع سكان
البوادي بوثيرة سريعة نظرا لتطور القطاع الصناعي وانتشار المعامل بالمدن، مما يؤدي
إلى قوة الهجرات القروية نحو المدن بحثا عن ظروف عيش أفضل، ويمكن التمييز بين نسبة
التمدين القوية في البلدان المتقدمة مثل أوربا وشمال أمريكا، وضعف التمدين في
البلدان المتخلفة مثل إفريقيا وآسيا.
خاتمة:
يساهم النمو السكاني السريع وقوة
التمدين في كثرة اليد العاملة وبالتالي تطوير القطاعات الاقتصادية خصوصا في
المجتمعات المتقدمة، أما البلدان المتخلفة فلا تستفيد من سرعة النمو نظرا لضعف
الإمكانيات المادية.