هذه قصة زهرة أحبها الناس لجمالها الأخاذ ورقتها، إنها رمز التفتح في فصل الربيع، ألوانها البنفسجية والبيضاء والأرجوانية الشاحبة تعكس رقة هذه الزهرة.

بأريجها العبق وبأزهارها المتدلية وأوراقها التي تشبه شكل القلب لا تزال تحظى بدلال الجنائنيين، إليكم قصة زهرة الليلك.

نحن هنا في "هاملتون كندا"
موطن حدائق النباتات الملكية الجميلة، تأسست هذه الحدائق عام 29، تعتبر
واحدة من أكبر الحدائق في العالم تمتد على مساحة 2700 إيكر، يعيش في هذه
الحدائق أكثر من 40 ألف نبتة مسجلة، تعرض حاليًا من بين خمسين مجموعة فائقة
الجمال، يشمل أكبر مجموعة من أزهار الليلك في العالم.

تعتبر أزهار الليلك من بين أقدم وأقوى الشجيرات، إنها أزهار محببة وتثير في ذاكرتنا رؤى الماضي.

أحضر الفرنسيون والبريطانيون
والهولنديون الأوائل هذه الزهرة إلى شمال أميركا، وسرعان ما شقت زهرة
الليلك طريقها بقوة إلى المنازل، فكانت تزرع في حديقة المنزل أو في أروقة
المداخل.

هذه الزهرة كل أريج منها يعيد سيلاً من ذكريات الطفولة.

تحتوي مجموعة أزهار الليلك في
حدائق النبات الملكية على نحو أكثر من ثمانمائة نوع من هذه الشجيرات
المزهرة، من بينها أنواع برية نادرة وأنواع فرنسية تزهر مرة أو مرتين في
وقت مبكر، وأزهار الليلك البنفسجية، هذه المجموعة الجميلة ستحل ضيفة على
احتفال أزهار الليلك العالمية، وفي كل ربيع تحيط بالزائرين رائحة الأريج
العبق الذي تفوح من هذه الأزهار.

بالإضافة إلى احتوائها على
أكبر مجموعة من أزهار الليلك في العالم فإن اللائحة العالمية لأزهار الليلك
موجودة في حدائق النبات الملكية، وهي لجنة شملت كل دول العالم معًا،
وعندما يتم اختيار واختبار كل شتلة جديدة يتم التسجيل فيها باسمها، ويتم
الاحتفاظ بسجل دائم لها.

هذه اللجنة تحمي مستوردي أزهار الليلك من أن يستخدم شخص آخر اسم ووصف الشتلة الجديدة.

لهذه الزهرة رائحة عبقة وفواحة، وهي تستحضر دفء أيام الربيع.

أثناء تنزههم عبر الوادي
الصغير الناس مدعوون لمشاهدة معرض يصف التاريخ الحضاري لزهرة الليلك وهم
محاطون بحدائق رائعة، وهل يوجد مكان أفضل من هذا لسرد قصة هذه الزهرة؟

رغم وجود 26 نوعًا منها، إلا
أن الناس لا يعرفون إلا الليلك الأرجواني أو الليلك الشعبي، وتنتمي هذه
الزهرة إلى عائلة الزيتون، الليلك كلمة مشتقة من المحقنة؛ لأن سوقها تشبه
المحقان.

ذُكر أن الفرس هم الذين
أدخلوا زراعة الليلك إلى غرب الصين في أوائل القرن الثاني عشر، كما أن كلمة
ليلك ليلوكس مشتقة من الكلمة الفارسية "ليلونج" والتي تعني الزهرة.

يعود أصل أزهار الليلك إلى أوروبا الشرقية، شقت طريقها من المنحدرات الصخرية لدول البلقان إلى أوربا الغربية عن طريق القسطنطينية.

أحضرت زهرة الليلك من بلاط أحد سلاطين لافينا قرابة عام 1563 وسرعان ما أصبحت مألوفة في المدن الأوروبية.

بقيت هذه الزهرة في أوربا قرابة الثلاثة قرون تقريبًا حتى مجيء خبير النباتات الفرنسي فيكتور، حيث بدأ يعمل على زهرة الليلك.

كان فيكتور ونجله إيميل أحد
الذين عملوا على دراسة تهجين أزهار الليلك، تمكنت هذه العائلة عام 1870 من
إضافة 200 نوع جديد للقائمة، تضمنت القائمة أزهارًا تنتج عددًا من البتلات،
ولها عناقيد أكبر وألوان أكبر.

هذه الألوان الجديدة أصبحت تعرف باسم الليلك الفرنسي.