تراجع ارتفاع السحب يثير تفاؤل العلماء
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “رسائل البحوث الجيوفيزيائية” كان قد أجراها علماء حول السحب في السنوات العشر الماضية أن ارتفاع هذه السحب ينخفض وينكمش باستمرار، وهو انخفاض قد يكون في نظرهم أحد مخلفات الاحتباس الحراري الذي يشهده كوكب الأرض، كما قد يكون أحد عوامل تخفيف حدته.
ويقول هؤلاء العلماء، إن الإطار الزمني لهذا الانخفاض قصير، لكنه قد يكون ذا تأثير مهم على التغير المناخي العالمي في حال تواصل على الوتيرة نفسها أو أسرع في العقود المقبلة. فالسحب الموجودة على مستوى أكثر انخفاضاً في الغلاف الجوي قد تسمح للأرض بأن تبرُد على نحو أكثر فعاليةً، وتخفف من حدة الآثار الناجمة عن غازات الدفيئة. ويقول الباحث روجرز ديفيس من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا في تصريح له حول هذا الموضوع “لا نعرف بالضبط أسباب انخفاض السحب عن مستوى ارتفاعاتها السابقة. لكن ذلك قد يكون ناتجاً عن تغير أنماط الدوران التي تؤدي إلى تكون هذه السحب على ارتفاعات عالية”.
ولا يعتمد العلماء عادةً على السحب لفهم مناخ الأرض وتغيراته. فتكونها ثم تلاشيها في وقت قصير يجعل من الصعب تعقبها بدقة عبر الزمن، وعوامل كالارتفاع والموقع تقدم معطيات متباينة جداً حول ما إذا كانت السحب ستبطئ آثار الاحتباس الحراري أو تُفاقمه. ولا يُدرك أحد تمام الإدراك كيفية استجابة السحب للاحتباس الحراري.
وقد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد قضاء عشر سنوات في رصد سحب الأرض ومراقبتها من زوايا متعددة عبر مقاييس إشعاعية طيفية التقطتها مركبة “تيرا” الفضائية التابعة لوكالة الملاحة الجوية “ناسا”. وقد قام ديفيس وزملاؤه بتحليل الارتفاعات التي كانت تتكون عليها أعلى السحب قبل عشر سنوات، وبالضبط في مارس 2000، بمستوى ارتفاعاتها إلى غاية فبراير 2010. فوجدوا أن المعدل العام لارتفاع السحب تراجع بحوالي 1% خلال العقد الأخير، أي أنه انخفض بمقدار 30 إلى 40 متراً. وسُجلت أكثر مستويات الانخفاض في السحب التي تقع على ارتفاعات عالية جداً.
ويُواصل القمر الصناعي “تيرا” تجميع البيانات في العقد التالي الممتد من 2010 إلى 2020 لمعرفة ما إذا كان انخفاض ارتفاعات السحب سيستمر على نحو منتظم في العقد المقبل.