خريطة من خرائط الإدريسي
أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إدريس الشريفي أو الشريف الإدريسي عالم مسلم من أهل البيت. أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسين علم الجغرافيا، كما أنه كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة.
النسب الصحيح (للشريف صاحب الجغرافية) ليس إدريسيا وقد تم تحقيقه في (كتاب الإحياء بعد الإنساء) بمعرض القاهرة للكتاب 2011م للشريف المهندس عبدالفتاح فتحي أبو حسن شكر ـ الحدين ـ كوم حماده ـ بحيرة ـ مصر
ولد في مدينة سبتة في المغرب عام 493 هـ (1100 ميلادية) ومات عام 559هـ 1166م. تعلم في البيلق وطاف البلاد فزار الحجاز ومصر. وصل سواحل فرنسا وإنكلترا. سافر إلى القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى. عاش فترة في صقلية ونزل فيها ضيفا على ملكها رجار الثاني، ولا نعرف شيء عن نهاية حياته ومكان وفاته.
استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية. حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.
اختار الإدريسي الانتقال إلى صقلية بعد سقوط الحكومة الإسلامية، لأن الملك النورماني في ذلك الوقت "رجار الثاني" كان محباً للمعرفة. شرح الإدريسي لروجر موقع الأرض في الفضاء مستخدمًا في ذلك البيضة لتمثيل الأرض، شبه الإدريسي الأرض بصفار البيضة المحاط ببياضها تماما كما تهيم الأرض في السماء محاطة بالمجرَّات.
أمر الملك الصقلي رجار الثاني له بالمال لينقش عمله خارطة العالم والمعروف باسم " لوح الترسيم " على دائرة من الفضة. في إحدى المرات قدم وصفًا عن وضع السودان، وعن حالة مدن مثل " المواقع بدقة متناهية تماماً، كما هي على أرض الواقع، مع أنها كانت فقط من خلال الاستماع إلى بعض القصص والكلمات. استخدم الإدريسي خطوط العرض أو الخطوط الأفقية على الخريطة والكرة الأرضية التي صنعها، استخدمت خطوط الطول من قبله إلا أن الإدريسي أعاد تدقيقها لشرح اختلاف الفصول بين الدول. دُمِّرت تلك الكرة خلال اضطرابات مدنية في صقلية بعد وفاة الملك " رجار الثاني ".
حدد الادريسي مصدر نهر النيل، ففي موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الاستواء، وهذا هو موقعه الصحيح. قبل دخول مصر تلتقي روافد نهر النيل في الخرطوم عاصمة السودان، يتشكَّل نهر النيل من نهرين هما النيل الأبيض والنيل الأزرق، يجري هذان النهران عبر أراضي السودان ويلتقيان في الخرطوم التي تقع تحت خط الاستواء. إن تحديد موقع نهر النيل يُلغي نظرية بطليموس أن مصدر نهر النيل هو تلة في القمر.
ألقابه
اسمه الكامل (كما جاء في الوافي بالوفيات) هو: محمد بن محمد بن عبد الله (لا عبد الرحمن) بن إدريس بن يحيى بن علي بن حمود (صاحب غرناطة في وقته) بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب. لقب بالشريف لنسبه برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولقب بالصقلي لانه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الإسلامية.
ولقب بسطرابون العرب نسبة للجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون. ومصطفى الادريسي وقد كان من ابرز الدارسين في علم االرياضيات فقد اخترع علم الهندسه قديما قبل ارخميدس
مؤلفاته
ألف الإدريسي كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) والمسمى أيضاً (كتاب رجار) أو (الكتاب الرجاري) وذلك لأن الملك رجار ملك صقلية هو الذي طلب منه تأليفه كما طلب منه صنع كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم السبعة، ويقال أن الدائرة الفضية تحطمت في ثورة كانت في صقلية، بعد الفراغ منها بمدة قصيرة، وأما الكتاب فقد غدا من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم ويعد هذا الكتاب فريد من نوعه استغرق تاليفه 15 عاما حيث نهج فيه الادريسي نهجا جديدا عن غيره من الجغرافيين المسلمين فقد وصف العالم ككل ثم قسمه إلى سبعة أقاليم وكل إقليم إلى عشرة اقسام رئيسيه ثم وصف كل قسم ورسم له خريطه وتحاشى فيه الخلط بين التاريخ والجغرافيا وظل كتابه مرجعا لعلماء أوروبا أكثر من ثلاثة قرون ومن اعظم مؤلفاته في السنة التي وضع فيها الإدريسي كتابه المعروف، توفي الوزير رجار فخلفه غليام أو غليوم الأول، وظل الإدريسي على مركزه في البلاط، فألف للملك كتاباً آخر في الجغرافيا سمّاه (روض الأنس ونزهة النفس) أو (كتاب الممالك والمسالك)، لم يعرف منه إلا مختصر مخطوط موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا بإسطنبول. وذكر للإدريسي كذلك كتاب في المفردات سماه (الجامع لصفات أشتات النبات)، كما ذكر له كتاب آخر بعنوان (انس المهج وروض الفرج). وقد نشر من هذا الكتاب الأخير "قسم شمال أفريقيا وبلاد السودان"، حققه د. الوافي نوحي، وصدر ضمن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية سنة 1428 / 2007 .