أميتاب باتشان (بالإنجليزية: Amitabh Bachchan)، ولد أميتاب هاريفانش باتشان في 11 أكتوبر 1942 و هو ممثل هندي معروف و منتج و مغني و مقدم برامج تلفزيونية، حصل على شعبية واسعة في بداية السبعينات من القرن العشرين حيث عرف بإسم (الشاب الغاضب) في السينما الهندية و ظهر منذ ذلك الحين في أكثر من 180 فيلما في حياته المهنية التي إمتدت لأكثر من أربعة عقود.[1][2] و يعتبر باتشان بوصفه واحدا من أعظم الممثلين الأكثر تأثيرا في تاريخ السينما الهندية.[3][4][5] و قد فاز باتشان بالعديد من الجوائز الكبرى في حياته المهنية، بالإضافة للتمثيل عمل باتشان كمغني إعادة و منتج أفلام و مذيع في التلفزيون. قام ببعض الأعمال السياسية أيضا في فترة الثمانينات. حصل باتشان على جائزتي بادما شري و بادما بهوشان المدنتين التي تمنحهما الحكومة الهندية.
الحياة المبكرة

و لد باتشان في مدينة الله آباد، ولاية أوتار براديش. والده هاريفانش راي باتشان الذي كان شاعرا هنديا، أما والدته تيجي باتشان فهي سيخية من مدينة فيصل آباد (التي تقع الآن في باكستان).[6] سمي باتشان في البداية (Inquilaab) المستوحاة من العبارة الشهيرة (Inquilab Zindabad) التي شاعت في فترة النضال الهندي من أجل الإستقلال و تعني (عاشت الثورة). غير هاريفانش الإسم بناء على إقتراح الشاعر الهندي سوميتراناندان بانت إلى أميتاب الذي يعني (الضوء الذي لن يخبو بريقه أبدا). مع أن لقب هاريفانش كان شريفاستافا إلا أنه إعتمد باتشان كلقب لأميتاب حيث كان ينشر أعماله الأدبية بإسم باتشان، و بهذا الإسم ظهر باتشان لأول مرة في الأفلام ثم أصبح لقب جميع أفراد أسرته. توفي والد أميتاب في عام 2003، أما والدته فتوفيت في عام 2007.[7]
أميتاب هو الإبن الأكبر لهاريفانش، و عنده أخ يدعى أجيتاب. كانت والدته مهتمة بالمسرح و قد عرض عليها دور في فيلم و لكنها كانت تفضل واجباتها المنزلية. درس أميتاب في عدة مدارس ثم أكمل دراسته في جامعة دلهي حيث حصل على بكالوريوس في العلوم. عمل باتشان بعد ذلك لفترة من الوقت كوسيط شحن لشركة نقل بحري في مدينة كلكتا.
[عدل]الحياة المهنية

البدايات 1969 - 1972
عمل باتشان عام 1969 في فيلم "Bhuvan Shome" كراوي في الفيلم. حصل بعد ذلك على أول دور له في نفس العام في فيلم "Saat Hindustani"، رغم أن الفيلم لم يكن ناجحا تجاريا، إلا أن باتشان فاز لأول مرة بجائزة الفيلم الوطني لأفضل وافد جديد.[8] تبعه بعد ذلك فيلم "Anand" في عام 1971 حيث قام بالبطولة بجانب راجيش خانا. دور أميتاب كطبيب ذو نظرة ساخرة للحياة جلبت جائزته الفيلمفير الأولى كأفضل ممثل مساعد. ثم لعب دوره السلبي الأول كعاشق يتحول إلى قاتل في فيلم "Parwaana" سنة 1971. تبعه بعد ذلك عدة أفلام مثل "Reshma Aur Shera" في نفس العام أي 1971. كما ظهر كضيف شرف في فيلم "Guddi" من بطولة الممثلة جايا بهادوري التي ستصبح زوجته في ما بعد. في عام 1972 ظهر في فيلم الأكشن الكوميدي "Bombay to Goa". العديد من أفلامه في تلك الفترة لم تنجح كثيرا و لكن هذا كان على وشك التغيير.[9]
الوصول للنجومية 1973 - 1983
المخرج براكاش ميهرا أعطاه بطولة فيلم "Zanjeer" سنة 1973 في دور المفتش فيجاي خانا. و في هذا الفيلم برز إسم أميتاب حيث لقب (الشاب الغاضب) في بوليوود.[2] و حصل على ترشيح فيلمفير لأفضل ممثل. في سنة 1973 أيضا تزوج من جايا باتشان و ظهرا معا في عدة أفلام كان إحداها فيلم "Zanjeer" السابق ذكره، و كذلك في فيلم "Abhimaan" الذي صدر بعد شهر واحد فقط من زواجهما. في وقت لاحق لعب باتشان دور فيكرام في فيلم الدراما الإجتماعية "Namak Haraam" التي تعالج موضوعات تدور حول الصداقة. و فاز عنها بجائزته الفيلمفير الثانية كأفضل ممثل مساعد.
في عام 1974 ظهر أميتاب كضيف شرف في عدة أفلام مثل "Kunwara Baap" و "Dost"، قبل أن يلعب دورا مساعدا في "Roti Kapda Aur Makaan" و تدور أحداثها حول الصدق في مواجهة المصاعب المالية و العاطفية. بعد ذلك لعب الدور الرئيسي في فيلم "Majboor" الذي لاقى نجاحا معتدلا في شباك التذاكر.[10] في عام 1975 لعب دور البطولة في مجموعة متنوعة من الأفلام كالكوميديا في "Chupke Chupke" و فيلم الدراما و الجريمة "Faraar" و الدراما الرومانسية في "Milli". كما ظهر في 1975 في إثنين من الأفلام التي تعتبر مهمة في تاريخ السينما الهندية، فيلم "Deewaar" بجانب شاشي كابور، نيروبا روي و نيتو سينغ، و التي أكسبته ترشيح فيلمفير لأفضل ممثل، الفيلم حقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر في عام 1975 محتلا المركز الرابع.[11] Indiatimes Movies وضعت فيلم "Deewaar" على رأس قائمة 25 فيلما يجب أن يشاهد في بوليوود.[12] الفيلم الآخر كان "Sholay" لعب فيه أميتاب دور جايديف و الذي أصبح الفيلم الذي حقق أعلى الإيرادات في الهند رابحا 2,36,45,00,000 روبية أي ما يعادل 60 مليون دولار أمريكي، بعد تعديله طبقا للتضخم.[13] في عام 1999 أعلنت بي بي سي الهند بأنه 'فيلم الألفية' كما كان ضمن قائمة Indiatimes Movies المذكورة سابقا، و في نفس العام 1999، القضاة في لجنة جوائز فيلمفير منحوا الفيلم جائزة تميز خاص يسمى جائزة فيلمفير لأفضل فيلم من 50 عاما.
كما تألق أميتاب في الأدوار الكوميدية في أفلام مثل "Chupke Chupke" سنة 1975، "Amar Akbar Anthony" في عام 1977. في عام 1976 تعاون مع المخرج ياش تشوبرا للمرة الثانية مع الفيلم الرومانسي "Kabhie Kabhie" الذي لعب فيه أميتاب دور شاعر شاب يدعى أميت مالهوترا حيث يقع في حب فتاة شابة جميلة إسمها بوجا، رشح أميتاب في هذا الفيلم لجائزة فيلمفير أفضل ممثل. في عام 1977 فاز أميتاب بأول جائزة فيلمفير أفضل ممثل عن أدائه في فيلم "Amar Akbar Anthony" الذي لعب فيه دور البطولة مع فينود خانا و ريشي كابور. في عام 1978 قام ببطولة كل من الأربع أفلام التي حققت أعلى الأرباح في الهند تلك السنة.[14] و مرة أخرة أدى أدوار مزدوجة في أفلام مثل "Kasme Vaade" حيث لعب دوريَ أميت و شانكار، و فيلم "Don" الذي أدى فيه شخصية دون، زعيم عصابة من العالم السفلي و شبيهه فيجاي. عن أدائه في هذا الفيلم كسب جائزته الفيلمفير الثانية كأفضل ممثل. كما مثَل في فيلمي "Trishul" و "Muqaddar Ka Sikandar" الذي أكسبته المزيد من الترشيحات لأفضل ممثل. وصف أميتاب 'بالرجل الواحد في صناعة السينما' من قبل المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو. [15]
في 1979، للمرة أولى كان أميتاب مطلوبا لإستخدام صوته بالغناء في فيلم "Mr. Natwarlal" الذي لعب بطولته إلى جانب الممثلة ريخا. رشح في هذا الفيلم لجائزتين فيلمفير أفضل ممثل و أفضل مغني إعادة ذكر. رشح في نفس السنة لجائزة فيلمفير أفضل ممثل أخرى عن فيلم "Kaala Patthar". في عام 1980 رشح مرة أخرى كأفضل ممثل عن فيلم "Dostana" الذي لعب البطولة إلى جانب شاتروغهان سينها و زينات أمان، و كان هذا الفيلم الأعلى من حيث الإيرادات في سنة 1980.[16] في عام 1981 مثل إلى جانب زوجته جايا باتشان في فيلم Silsila، بالإضافة إلى أفلام أخرى في تلك الفترة مثل "Ram Balram" و "Shaan" في عام 1901، "Lawaaris" في 1981 و مع الممثل دليب كومار[17] في "Shakti" سنة 1982.
الإصابة أثناء تصوير فيلم "Coolie" سنة 1982
في 26 يوليو 1982، أثناء تصوير فيلم الحمال "Coolie" في الحرم الجامعي في بنغالور، عانى أميتاب نتيجة إصابة قاتلة في الأمعاء أثناء تصوير مشهد معركة مع بونييت إسار.[18] أميتاب أدى الحركات الخطيرة بنفسه في الفيلم، و إحدى المشاهد كانت أن يسقط على طاولة ثم على الأرض، بيد أنه عندما قفز نحو الطاولة ضرب ركن من أركان الطاولة بطنه، مما أدى إلى تمزق الطحال و فقد كمية كبيرة من الدم أدخل على أثرها إلى مستشفى الطوارىء حيث أجريت له عملية إستئصال الطحال، و ظل في حالة حرجة في المستشفى لعدة شهور مصارعا الموت. قام الناس حينها بالصلاة في المعابد من أجله و عرض بعضهم التضحية بأطرافهم لإنقاذه، في وقت لاحق، كانت هناك طوابير طويلة من الناس خارج المستشفى متمنين له السلامة.[19] بعد عدة أشهر من المعالجة، إستأنف التصوير في وقت لاحق من ذلك العام بعد فترة طويلة من النقاهة. صدر الفيلم في عام 1983، و كان ناجحا في شباك التذاكر، و يرجع ذلك جزئيا إلى الدعاية الضخمة للحادث الذي تعرض له باتشان.[20]
المخرج مانموهان ديساي قام بتغيير نهاية الفيلم بعد الحادث، حيث كان من المفترض أن يموت شخصية أميتاب في الفيلم، و لكن بعد تغيير السيناريو عاشت الشخصية في النهاية حيث قال ديساي: إنه من غير المناسب للرجل الذي تصدى للموت في الحياة الحقيقية، أن يموت في الفيلم. أيضا، في الفيلم يتم تجميد لقطات من مشهد المعركة في لحظة حرجة مع شرح يظهر على الشاشة عن الإصابة و الدعاية الإعلامية التي تلتها.[19]
فيما بعد، تم تشخيص حالته على أنه مصاب بالوهن العضلي الوبيل. مرضه جعله يشعر بالضعف ذهنيا و بدنيا، و قرر إعتزال الأفلام و دخول عالم السياسة، في هذه الفترة أصبح متشائما و قلقا حول مصير أفلامه الجديدة حيث كان يردد قبل إصدار أي فيلم عبارة (Yeh film to flop hogi) و تعني (هذا الفيلم سوف يفشل).[21]
السياسة 1984 - 1987
في عام 1984، أخذ باتشان إستراحة من التمثيل لفترة وجيزة، و دخل السياسة بدعم من راجيف غاندي الذي كان صديق العائلة منذ فترة طويلة. حياته السياسية مع ذلك كانت قصيرة العمر حيث تركها بعد ثلاث سنوات واصفا السياسة بأنها بالوعة. أعقبت ذلك تورطه مع شقيقه في فضيحة بوفورز، في نهاية المطاف وجد بأنه غير مذنب و تمت تبرئته من هذه القضية