حثت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) المجتمع الدولي اليوم على الحد من ظاهرة ازالة الغابات التي تسفر عن اطلاق نحو ملياري طن من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في زيادة الاحتباس الحراري وذلك من أجل مواجهة تغييرات الطقس.
وقالت المنظمة في بيان وزعه مقرها هنا انها عرضت اليوم على البلدان المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغيرات الطقس المنعقد في مونتريال "توفير البيانات والمشورة الفنية اللازمة لتقديم حوافز مالية تساعد في الحد من ظاهرة تراجع مساحة الغابات في العالم النامي".
وأشارت الى أن أحدث بياناتها حول دور الغابات في التخفيف من حدة تغييرات الطقس التي وردت في دراسة عن (تقييم موارد الغابات في العالم لسنة 2005) والتي أصدرتها مؤخرا تقدم صورة واضحة عن دور الغابات في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وأثبات أن ظاهرة ازالة الغابات تؤدي الى تفاقم هذه المشكلة.
وفيما أفاد البيان أن 25 في المائة من غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث في الجو من صنع الانسان يعود الى ظاهرة ازالة الغابات التي تختزن 283 مليار طن من الكربون أكد البيان كذلك على أن تدمير الغابات يضيف نحو ملياري طن اخرى من الكربون الى الغلاف الجوي سنويا.
واضاف ان هناك امكانية لاعتماد عدد من الاستراتيجيات بدقة لمراقبة الحد من ظاهرة ازالة الغابات ومن ثم اتاحة هذه المعلومات التي من شأنها أن تشكل مدخلا لأي مشروع لتقديم حوافز مالية لاختزان الكربون من قبل البلدان النامية مشددا على أهمية الحيلولة دون انبعاث الكربون المختزن في الكتلة البيولوجية في الغابات.
ونبه الى مخزونات الكربون في كتلة الغابات البيولوجية قد انخفضت بمقدار 1ر1 غيغا طن سنويا ما بين عامي 2000 و2005 نتيجة استمرار ازالة الغابات وتدنيها ملاحظا أنه في حين تركز هذا الانخفاض في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية فقد ازداد في باقي أقاليم العالم نتيجة التوسع في الغابات وغرس الأشجار وزيادة حجم الاحتياطي لكل هكتار في بعض الأقاليم.
وفي هذا السياق نوهت الفاو الى أهمية غرس الأشجار في المناطق الاستوائية حيث تنمو بسرعة وتمتص الكربون من الجو بشكل أسرع وبكميات كبيرة في فترة وجيزة نسبيا حيث تستطيع الغابات امتصاص كمية تصل الى 15 طنا من الكربون في كتلتها البيولوجية والخشبية لكل هيكتار سنويا.
بدورها وجهت جماعة السلام الاخضر (جرين بيس) الناشطة في مجال حماية البيئة تحذيرا لمنظمة التجارة العالمية من ان فتح المزيد من الابواب امام تجارة الاخشاب يهدد الغابات القديمة المتبقية خاصة في اندونيسيا والبرازيل وبابوا غينيا الجديدة.
وقالت الجماعة في بيان صدر بعد دراسة " يجب ان يتوقف فورا التحرير في قطاع تجارة الغابات."
وجاءت هذه الدعوة قبل اجتماع وزراء منظمة التجارة العالمية في هونج كونج الاسبوع القادم والذي من المرجح ان تهيمن عليه الخلافات بين الاعضاء حول تجارة المنتجات الزراعية. ويصل عدد اعضاء الاجتماع الى نحو 150 عضوا.
وتهدف جولة الدوحة من مباحثات حرية التجارة العالمية الى رفع الفقر عن مئات ملايين الاشخاص في الدول النامية من خلال زيادة حجم التجارة.
وقال دانيل ميتلر من جماعة السلام الاخضر لرويترز "المشكلة الاكبر هي ان هناك قدرا كبيرا من قطع الاشجار غير القانوني... والغابات الاسيوية خاصة يزداد تدميرها من اجل التصدير الى الصين."
واوضحت احدث الدراسات التي قامت بها جماعة السلام الاخضر كيف استخدمت منظمة التجارة العالمية اسلوبا منهجيا في تعطيل التحركات السياسية الهادفة لمنع تدمير الغابات.
من جهتها وقفت الولايات المتحدة وحيدة في مقاومة اجراء محادثات دولية جديدة بشأن سبل مكافحة التغيرات المناخية يوم الجمعة في الوقت الذي اقتربت فيه معظم الدول من تمديد العمل ببروتوكول كيوتو للحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية الى ما بعد عام 2012 .
واعاقت الولايات المتحدة أكبر منتج لما يسمى بغازات البيوت الزجاجية التوصل لاتفاق بشأن بدء حوار جديد بين كل الدول التي يبلغ عددها 190 دولة والتي تعقد اجتماعا في مونتريال بكندا -وليس فقط الاعضاء في بروتوكول كيوتو- لبحث سبل الحد من غازات البيوت الزجاجية.
وقال هارلان واطسون كبير المفاوضين الامريكيين لرويترز بشأن اقتراح كندي خلال مؤتمر الامم المتحدة بشأن المناخ والذي من المرجح ان يستمر حتي يوم السبت "النص الحالي غير مقبول.
"إننا نجري محادثات لنري ما يمكن أن يحدث ."
وتريد كندا التي تصف التغيرات المناخية بأنها أكبر تهديد بيئي لكوكب الارض بدء "حوار" عالمي غير ملزم بشأن التغيرات المناخية التي انحى باللائمة فيها على تزايد الغازات من الوقود الاحفوري الذي يحرق في محطات الطاقة والمصانع والسيارات.
وانسحبت الولايات المتحدة في عام 2001 من بروتوكول كيوتو للامم المتحدة والذي يضم 157 دولة والذي وافقت بموجبه نحو 40 دولة صناعية على الحد من انبعاث تلك الغازات الضارة حتى عام 2012 . وقالت واشنطن إن بروتوكول كيوتو سيحد من حرية الحركة الاقتصادية.
وحتى بدون التوصل لاتفاق بشأن الاقتراح الكندي تأمل دول كيوتو اعلان اتفاق في مونتريال على بدء مفاوضات اعتبارا من مايو ايار 2006 بشأن مرحلة ثانية من البروتوكول
تدمير الغابات لن يؤدي فقط الى خرق الانظمة الاندونيسية لحماية الغابات، ومرسوم اندونيسي رئاسي، ولكنه ايضا سيسبب بالافراج عن كميات كبيرة من غازات الدفيئة.
طبقات سميكة من النسيج النباتي المتحلل تمتد في معظم الغابات والمستنقعات في اندونيسيا. مع مرور الوقت، احتبست طبقة النسيج النباتي المتحلل ملايين الاطنان من ثاني أكسيد الكربون. وبمجرد ازالة الغابات، تستنزف نباتات المستنقعات وتتحلل حتى افراج الكربون المخزن على شكل ثاني اكسيد الكربون. وغالبا ما تحرق الغابات، قبل زرع نباتات النخيل، ما يزيد من تفاقم مشكلة المناخ.
هذا المعدل من تدمير الغابات في اندونيسيا وانبعاث الغازات الدفيئة، جعل من اندونيسيا ثالث اكبر ملوث في العالم، من بعد الولايات المتحدة والصين.
اكثر من 30 متطوع سوف يعملون خلال اسبوع كامل مع اهالي القرى المجاورة لبناء السدود. من خلال الحد من عمليات التصريف، السدود ستقي الاراضي الرطبة من اطلاق ثاني اكسيد الكربون. السدود ستقي ايضا شركات النفط من حرق الاراضي الرطبة بطريقة غير شرعية، ما سيزيد سوءا في الاحترار العالمي.
"شركات النفط تخالف القانون وتستنزف الحياة من الغابات الاندونيسية المليئة بالمستنقعات"، بحسب ما قاله هابسورو، الناشط في غرينبيس في جنوب شرق آسيا، واضاف ان "الشركات تساهم في ارتفاع الاحترار العالمي".
ان بناء السدود يقام على زراعات تعود لشركة "بي تي دوتا بالما". وتحقيقات غرينبيس على الارض هناك سلطت الضوء على انتهاك القوانين التي يفترض ان تحمي هذه المناطق.
الافصاح عن الدمار:
هذه المشكلة الطارئة بحاجة الى حلول عالمية. لقد وضعنا مخيم حماية الغابات على حدود المنطقة في سومطرا.
شاهد الحياة في المخيم واسباب تواجدها:
More about the camp and updates on their weblog
بالاضافة الى الجهود لتسليط الضوء على تدمير الغابات والمستنقعات في هذه المنطقة بالتحديد، غرينبيس تحاول ايضا التسويق لحلول بعيدة المدى لتدمير الغابات في اندونيسيا.
اندونيسيا ستستضيف الدورة المقبلة للحوار حول المناخ في ديسمبر/كانون الأول. ستجتمع حكومات العالم في بالي للتفاوض حول بروتوكول كيوتو - الاتفاق الدولي الوحيد الذي يضع حدود شرعية لانبعاثات الغازات الدفيئة.
تهدف غرينبيس الى التأكد من ان تدمير الغابات سوف تضم الى المرحلة المقبلة من بروتوكول كيوتو. ان القرارات التي ستتخذها الحكومات جوهرية لتامين التمويل للمناطق التي هي بحاجة لحماية غاباتها، والقدرة على القيام بجهود دولية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
غرينبيس متأكدة انه من الممكن منع أثيرات التغير المناخي (كعواقب الطقس المتقلب وازمات المياه والجوع) من وضع ملايين الناس في دائرة الخطر.
نحن بحاجة الى ثورة في طرق صناعة واستهلاك الطاقة، والالتزام بوقف تدمير الغابات في العالم. المزيد من الحكومات بحاجة الى ان تلتزم بتخفيضات اكبر لانبعاثات الغازات في المرحلة الثانية من بروتوكول كيوتو.