قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن هناك
غموضا كبيرا يلف الصيغة الدستورية في تعاطيها مع الأمازيغية، مؤكدا أن ذلك
يطرح الكثير من علامات الاستفهام ويجعلها المسألة مفتوحة على كل القراءات.
وأوضح
وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، الذي كان يتحدث خلال الملتقى الوطني
الثالث حول الأمازيغية مساء الخميس المنصرم بالرباط، أنه كان على اللجنة
الملكية لوضع الدستور أن تنص على الدسترة بشكل أدق لكن ذلك لا يثني مكونات
الأغلبية الحكومية ومعها فعاليات المجتمع المدني من بذل مجهودات قصوى
لتحقيق تطلعات الشعب المغربي.
وبدد
بنعبد الله، في هذا الاتجاه مخاوف الحركة الأمازيغية من صعود ما تصفه
بالتيار المحافظ إلى الحكومة، ممثلا بالخصوص في حزبي الاستقلال والعدالة
والتنمية، وبالأخص في تعاطيهما مع الإشكالات التي يمكن أن يطرحها تنزيل
القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية طبقا لمقتضيات المادة 5 من الدستور،
مشيرا في ذات السياق، إلى أن هناك تقدما كبيرا في مقاربة حزب المصباح في
الفترة الأخيرة، وهو ما يعد عنصر طمأنة، حول تنزيل القانون التنظيمي
للأمازيغية الذي تشتغل رئاسة الحكومة بتنسيق مع الأمانة العامة لتحضير
مسودته الأولى.
ودافع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن
مواقف حلفائه اتجاه الأمازيغية، منبها إلى أن وجود وزراء يحملون قناعات
راسخة فيما يرتبط بالأمازيغية، من شأنه أن يساهم في تحقيق سقف عالي من
مطالب الحركة الأمازيغية.
إلا أن المسؤول الأول عن حزب "الكتاب"،
أبدى مخاوفه من الأوساط المحافظة التي لم يسميها، معتبرا أنها "ستسعى إلى
إقرار قانون تنظيمي مبتور لن يخدم الأمازيغية في شيء"، لكنه وعد بالتصدي
لها.
وحذر بنعبد الله من إعادة افتعال نقاش جديد حول الحرف
الأمازيغي، مشددا في هذا الاتجاه إلى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
حسم في هذا النقاش و"لا داعي لإثارته من جديد كمزايدة من طرف أطراف
معينة"، يضيف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
في ذات
السياق، أكد أمين الصبيحي وزير الثقافة في حكومة ابن كيران، في تصريح خصّ
به "هسبريس" أن وزارته تنكب حاليا على وضع الأسس الأولى لميثاق المجلس
الوطني للغات والثقافة المغربية، الذي سيصبح وثيقة مرجعية لكل نقاش وطني
مع الفعاليات الثقافية.
وعبّر
الصبيحي عن تخوفاته من ما سماهم بحاملي "الفكر الاستئصالي" الذين يرفضون
التنوع الثقافي بالمغرب، والأمازيغية بالتحديد، واصفا إياهم بجيوب
المقاومة الرافضين للغة الأمازيغية كرافد أساسي من روافد الثقافة المغربية.
وأكد
القيادي بحزب التقدم والاشتراكية، أن صدى حاملي هذا الفكر الاستئصالي
تراجع داخل المجتمع لكنه مازال موجودا، مما يحتم على كل الفعاليات
الثقافية أن تدخل في نقاش عميق لبلورة تصور جامع لثقافة وطنية موحّدة دون
رفض للآخر من أجل دمج كل اللغات في الحياة العامة، والاعتراف بالتعدد
اللغوي والثقافي للمغرب.