تحذير علمي: تغير المناخ يدفع الأسماك للهجرة باتجاه القطبين
واشنطن: الوطن
حذر فريق من علماء المناخ والبيئة من أن التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض تدفع بأكثر من ألف نوع من الأحياء البحرية، وفي مقدمتها الأسماك، إلى هجرة مواطنها الطبيعية والاتجاه نحو القطبين الشمالي أو الجنوبي، بحثاً عن مياه أكثر برودة.
ولأول مرة، نجح العلماء، باستخدام نماذج تم تصميمها على أجهزة الكمبيوتر، في وضع تصور مستقبلي تقديري، حول التأثيرات المحتملة لارتفاع درجة حرارة الأرض، الناجم عن التغيرات المناخية، على الهجرات المتوقعة للأسماك في مختلف المحيطات والبحار حول العالم.
وبحسب دراسة حديثة، شارك في إعدادها باحثون وخبراء من جامعات مختلفة، فإنه بحلول عام 2050 فإن عدداً كبيراً من أنواع الكائنات البحرية سوف تهجر موائلها الطبيعية في المياه الاستوائية، متجهة نحو المناطق الباردة في كل من القطبين الشمالي والجنوبي.
وقدرت الدراسة أن معدل هجرة تلك الكائنات من المناطق الاستوائية، وفي مقدمتها الأسماك "التجارية" التي يعتمد عليها كثير من الصيادين كما أنها تعتبر أحد المصادر الرئيسية للغذاء في تلك المناطق، يتراوح بين 40 و45 كيلومتراً (25 و28 ميلاً) كل عشر سنوات.
وشارك باحثون من جامعتي "شرق أنجليا" البريطانية، و"برنستون" الأمريكية، ومشروع "البحر من حولنا" في جامعة "بريتيش كولومبيا"، في إعداد الدراسة التي تتضمن تقديرات مستقبلية حول التغيرات الإحيائية البحرية نتيجة تغير المناخ بحلول عام 2050، أي بعد فترة زمنية لا تتجاوز 41 عاماً.
وقال المشرف على فريق الدراسة، التي من المتوقع نشرها في عدد هذا الأسبوع من مجلة Fish and Fisheries، ويليام شيونج، أستاذ الأحياء البحرية في جامعة "شرق أنجليا" بالمملكة المتحدة: "هذه التأثيرات خطيرة وقريبة جداً، فقد نشهد حدوثها في حياتنا أو في حياة أبنائنا."
وأضاف شيونج قائلاً "التغيرات المناخية توجه لنا ضربة جديدة"، وتابع محذراً "لا يمكننا أن نفكر في تغير المناخ والتنوع البيولوجي، بدون أن نفكر في تأثير كل ذلك على البشر."
وتمكن الباحثون من وضع تلك التصورات المستقبلية لما قد يتعرض له التنوع البيولوجي في المناطق الاستوائية، من خلال مقارنة البيانات التي حصلوا عليها من شركات الصيد، والبيانات الخاصة بارتفاع درجة الحرارة، مع نماذج الكمبيوتر التي جرى إعدادها مسبقاً.
وفي إشارة إلى مدى خطورة تلك التأثيرات، قالت إيميلي بيدجيون، كبيرة المستشارين الفنيين بإدارة الاستراتيجيات البحرية الإقليمية، في مؤسسة "حماية البيئة الدولية": حتى لو توقفنا عن الصيد بشكل كامل، فإننا سوف نشهد تغييراً كبيراً خلال عشر سنوات.