لماذا سميت الاعاصير بأسماء نساء؟؟
كاترينا وريتا وإرين وكاميليا وفيكي وأجنيس ودوللي ولي لي وأخيرا ساندي.. إنها ليست أسماء لحسناوات أمريكيات، ولكنها أسماء أعاصير مدمرة حصدت الأرواح والأموال، وأشعلت المنافسة السياسية، وشردت الناس ودمرت استقرارهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا يختارون أسماء نسائية للكوارث المدمرة التي تحمل الخراب للإنسان؟.. حيث يرى الكثيرون فيها إشارة لما تحمله العقلية الغربية من نقمة موروثة على المرأة – مهما بالغوا في دعوات المساواة- وذلك استنادًا لمعتقدات دينية زائفة تحمل حواء زورا وبهتانا المسؤولية عن اتباع غواية الشيطان وإخراج آدم من الجنة.
نساء مكروهات
وبالبحث التاريخي ثبت أن التسمية النظامية للأعاصير إلى عالم الأرصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج (1852 – 1922) حيث أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية .
ويقال أنه في بعض الأحيان كان يطلق على الأعاصير أسماء النساء اللاتي يكرههن.
التسمية للأضعف!
وتمكن السياسيون أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم المختلفة، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي الأضعف.
مزاج المرأة
البعض يصل به إلى الغلو إلى إرجاع سبب التسمية إلى الربط بين الأعاصير ومزاج المرأة، فيقولون بأن ثمة توافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها ومزاجها المتقلب، وبطشها المفاجيء عندما تكره وتظهر غضبها مثل الإعصار.
نوع من التفاؤل
وهناك رأي آخر يقول ان تسمية الأعاصير بأسماء النساء كانت بدافع الآمل بأن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء .
وهناك من يذهب في اتجاه آخر فيقول إن الأسماء في البداية كانت مؤنثة، وذلك لأن كلمة إعصار باللغة الإنجليزية (Hurricane) مؤنثة، مثلها مثل "سفينة" ما جعل السياق اللغوي يحتم وضع "أسماء أنثوية" لجميع الأعاصير المتوقعة.
وبحسب صحيفة البيان الإلكترونية فهناك أعاصير بأسماء رجال ففي في مطلع 1950 ظهر أول نظام لتسمية الأعاصير، حيث تم بداية اختيار الأسماء حسب الأبجدية الصوتية العسكرية ، قبل أن يقرروا في عام 1953 العودة إلى الاسماء النسائية وتم تعميم هذه الأسماء على مناطق عدة بما في ذلك أعاصير المحيط الهادئ ، والمحيط الهندي، وبحر تيمور والساحل الشمالي الغربي لأستراليا . وتم تهذيب عملية التسمية للأعاصير ، فكان يطلق على الإعصار الأول إسم المرأة التي تبدأ بأول حرف أبجدي ، والثاني باسم المرأة التي يبدأ إسمها بالحرف الأبجدي الثاني ، وهكذا مع مراعاة أن تكون الأسماء قصيرة يسهل نطقها وتذكرها ، و تم اعداد قائمة لـ 84 إعصار كلها بأسماء إناث.
و في عام 1979، قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، و بالتنسيق مع الأرصاد الجوية الوطنية الاميركية بتوسيع هذه القائمة لتشمل أيضا أسماء الرجال.
و في عام 1979 تم طرح قوائم جديدة ، بمعدل قائمة لكل 6 سنوات تتضمن أسماء مذكرة ومؤنثة على التوالي فتوضع أسماء مسبقة للأعاصير المتوقعة.. وهذه الأسماء تطلق تباعاً (وبحسب قائمة أبجدية) وغالباً ما تكون الأسماء المختارة مألوفة بين الناس في المناطق التي تمر بها الأعاصير، شريطة ألا يكون الإعصار مدمرا، فإذا زادت حدة الإعصار يشطب الاسم من القائمة المستقبلة تشاؤما ويستبدل آخر به من النوع نفسه، يبدأ بالحرف ذاته وهذا ما انطبق على الإعصار " أندرو " الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في أغسطس 1992 مخلفا 23 قتيلا وخسائر بقيمة 21 مليار دولار، وإعصار " ميتش " الذي أهلك الحرث والنسل وإعصارا " تشارلي " و " إيفان " اللذان ضربا فلوريدا وكوبا بين أغسطس و سبتمبر 2004، فهذه أسماء أعاصير لن تتكرر مرة ثانية في القوائم المستقبلية. ولا تحمل العواصف الاستوائية أسماء إلا إذا وصلت قوتها الى ما بين 8 و11 درجة على مقياس بوفورت، أي ما بين 65 و110 كلم في الساعة.
ولربما يتدخل عنصر في القائمة فيحمل اسما جديدا من غير المكتوب، فإعصار(كاترينا) أطلق على أول من اكتشفت قدومه إلى الشواطئ الأميركية، وهي موظفة عاملة في مركز بحوث الأرصاد الجوية ، وبالتالي – وحسب التقاليد المرعية – أطلقوا اسم (كاترينا) على ذلك الإعصار وهكذا إعصار (ريتا)، فأغلب الأعاصير الأمريكية وأكثرها دمارًا اختيرت لها أسماء نساء.