معركة صفين
جزء من صراعات إسلامية داخلية |
خوارج |
التاريخ
37 هـ |
الموقع
صفين على نهر الفرات شرق سورية |
النتيجة
انتهت المعركة بطلب التحكيم بين الطرفين |
|
المتحاربون
المسلمين ممن أيد علي بن أبي طالب | المسلمين ممن أيد معاوية بن أبي سفيان |
القادة
الأشتر النخعي (اليوم الأول) هاشم بن عتبة (اليوم الثاني) عمار بن ياسر (اليوم الثالث) محمد بن الحنفية (اليوم الرابع) عبد الله بن عباس (اليوم الخامس) قيس بن سعد (اليوم السادس) الأشتر النخعي (اليوم السابع)
| حبيب بن مسلمة (اليوم الأول) أبو الأعور السلمي (اليوم الثاني) عمرو بن العاص (اليوم الثالث) عبيد الله بن عمر (اليوم الرابع) الوليد بن عقبة (اليوم الخامس) ذو الكلاع الحميري (اليوم السادس) حبيب بن مسلمة (اليوم السابع)
|
القوى
130,000 | 135,000 |
الخسائر
25,000 | 45,000 |
موقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان سنة 37 هـ, بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا.
محتويات
- 1 أسبابها
- 2 المعركة
- 3 نتائج المعركة
- 4 التحكيم
- 5 المراجع
- 6 طالع كذلك
- 7 وصلات خارجية
|
أسبابهاعندما استلم علي بن أبي طالب الحكم, أصدر أمرا بعزل معاوية بن أبي سفيان عن إمارة الشام, لكن معاوية رفض.
المعركة
- اليوم الأول الأربعاء 1 صفر 37 هـ:
أخرج علي بن أبي طالب في اليوم الأول, الأشتر النخعي على رأس مجموعة كبيرة من الجيش، وأخرج معاوية بن أبي سفيان, حبيب بن مسلمة
مع مجموعة كبيرة من جيشه، ودارت الحرب بين الفريقين بشدة منذ الصباح وحتى
المغرب، وقُتل الكثير من من الفريقين، وكان قتالا متكافئًا.
- اليوم الثاني الخميس 2 صفر 37 هـ:
وفي اليوم التالي، أخرج علي بن أبي طالب, هاشم بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد المجاهدين الذين لمعت أسماءهم كثيرًا في فتوح فارس والروم، وأخرج معاوية بن أبي سفيان أبا الأعور السلمي، ودار قتال شديد بين الجيشين، فتساقط القتلى والشهداء من الفريقين دون أن تكون الغلبة لأحدهما.
- اليوم الثالث الجمعة 3 صفر 37 هـ:
في اليوم الثالث خرج على جيش العراق عمار بن ياسر وأرضاه، وهو شيخ كبير قد تجاوز التسعين من عمره، وعلى جيش الشام عمرو بن العاص , وتقاتل الفريقان من الصباح حتى المغرب، ولم يتم النصر لأحد الفريقين على الآخر.
- اليوم الرابع السبت 4 صفر 37 هـ:
في اليوم الرابع خرج على فريق علي بن أبي طالب محمد بن علي بن أبي طالب المُسمّى محمد بن الحنفية، وعلى جيش الشام عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ودار القتال بين الفريقين من الصباح إلى المساء، وسقط القتلى والشهداء من الطرفين ثم تحاجزا، ولم تتم الغلبة لأحد على الآخر.
- اليوم الخامس الأحد 5 صفر 37 هـ:
خلال اليوم الخامس, كان على فريق علي بن أبي طالب عبد الله بن عباس، وعلى الفريق الآخر الوليد بن عقبة فاتح بلاد أذربيجان وجزء كبير من بلاد فارس في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وقد ولّاه عثمان وهو ابن خمس وعشرين سنة، وكانت له جهود كبيرة في الجهاد في سبيل الله، وتقاتل الفريقان طوال اليوم دون أن يحرز أحدهما النصر.
- اليوم السادس الإثنين 6 صفر 37 هـ:
في اليوم السادس ولي على فريق العراق قيس بن سعد، وعلى جيش الشام ابن ذي القلاع الحميري، وكان هو وأبوه ذو القلاع في جيش معاوية،
وقد استشهد والده في هذه المعركة، ودار قتال شديد بين الفريقين من الصباح
إلى المساء، تساقط خلاله القتلى والشهداء وكثر الجرحى دون أن تكون الغلبة
لأحد الفريقين.
- اليوم السابع الثلاثاء 7 صفر 37 هـ:
وفي اليوم السابع خرج للمرة الثانية كل من الأشتر النخعي على مجموعة من جيش العراق، وحبيب بن مسلمة
على جيش الشام فكلاهما قائدا الجيشين خلال اليوم الأول كذلك. وفي مساء هذا
اليوم, تبين أن استمرار هذا الأمر، من إخراج فرقة تتقاتل مع الفرقة الأخرى
دون أن يكون النصر لأحد سيأتي على المسلمين بالهلاك، ولن يحقق المقصود،
وهو إنهاء هذه الفتنة، وكان علي بن أبي طالب بفعل ذلك ليجنّب المسلمين
خطر التقاء الجيشين الكبيرين، ولئلا تُراق دماء كثيرة، فكان يخرج مجموعة
من الجيش لعلها أن تهزم المجموعة الأخرى، فيعتبروا ويرجعوا عن ما هم عليه
من الخروج على أمير المؤمنين، وكذلك كان معاوية بن أبي سفيان يخرّج مجموعة من جيشه فقط دون الجيش كله ليمنع بذلك إراقة دماء المسلمين. فقرر علي بن أبي طالب أن يخرج بجيشه كله لقتال جيش الشام، وكذلك قرر معاوية بن أبي سفيان، وبقي الجيشان طوال هذه الليلة يقرؤون القرآن ويصلون ويدعون الله أن يمكنهم من رقاب الفريق الآخر جهادًا في سبيل الله، ويدوّي القرآن في أنحاء المعسكرين، وبايع جيش الشام معاوية على الموت، فليس عندهم تردد فيما وصلوا إليه باجتهادهم، ويستعدون للقاء الله تعالى على الشهادة في سبيله، ومع أنهم يعلمون أنهم يقاتلون فريقًا فيه كبار الصحابة: علي بن أبي طالب، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عباس، وغيرهم، إلا أنه كان معهم أيضًا الكثير من الصحابة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهو من أفقه الصحابة، ولم يكن يرغب على الإطلاق أن يقاتل في صف معاوية ولا في صف علي ولم يشترك في هذه المعركة إلا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أوصاه بألا يخالف أباه، وقد أمره أبوه عمرو بن العاص أن يشارك في القتال، فاشترك في الحرب، غير أنه لم يقاتل ولم يرفع سيفًا في وجه أحد من المسلمين.
- اليوم الثامن الأربعاء 8 صفر 37 هـ:
وفي اليوم الثامن خرج علي بن أبي طالب بنفسه على رأس جيشه، كما خرج معاوية بن أبي سفيان على رأس جيشه، ودار بين المسلمين من الطرفين قتال عنيف وشرس، لم يحدث مثله من قبل، فهؤلاء هم الأسود الشجعان الذين قهروا دولة الروم ودولة الفرس، وثبت الفريقان لبعضهما ولم يفرّ أحد، ودار القتال من الصباح حتى العشاء، وتحاجز الفريقان بعد سقوط الكثير من القتلى والجرحى.
- اليوم التاسع الخميس 9 صفر 37 هـ:
وفي اليوم التاسع صلّي علي بن أبي طالب الصبح، وخرج مباشرة لساحة القتال مستأنفًا من جديد، كان على ميمنة علي بن أبي طالب عبد الله بن بديل، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، فهجم عبد الله بن بديل على ميسرة معاوية بن أبي سفيان وعليها حبيب بن مسلمة، وأجبرهم عبد الله بن بديل على التوجه إلى القلب، وبدأ جيش علي في إحراز بعض من النصر، ويرى ذلك معاوية، فيوجه جيشه لسد هذه الثغرة، وينجح جيشه بالفعل في سد الثغرة ويردّون عبد الله بن بديل عن ميسرتهم، وقُتل في هذا اليوم خلق كثير، وانكشف جيش علي بن أبي طالب حتى وصل الشاميون إلى علي، فقاتل بنفسه قتالًا شديدًا، وتقول بعض الروايات إنه قتل وحده في هذه الأيام خمسمائة من الفريق الآخر
[بحاجة لمصدر]، وقد يكون مبالغًا في هذه الرقم، وخاصةً أنه في أحداث الفتن تكثر الروايات الموضوعة والكاذبة. بدأ جيش علي بن أبي طالب في الإنكسار بعد الهجمة التي شنها عليها جيش معاوية بن أبي سفيان، فأمر علي بن أبي طالب الأشتر النخعي
لينقذ الجانب الأيمن من الجيش، واستطاع بقوة بأسه وكلمته على قومه أن ينقذ
الموقف، وأظهر بأسه وقوته وشجاعته في هذا الموقف، ورد الأمر إلى نصابه،
واستطاعت ميمنة الجيش من السيطرة مرةً أخرى على أماكنها التي كانت قد
انسحبت منها. وقتل في هذا اليوم عبد الله بن بديل وتكاد الكرة تكون على جيش علي، لولا أن ولّى علي على الميمنة الأشتر النخعي.
نتائج المعركةلمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، ...
وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: "يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم". فأجابهم علي: "ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه". فقالوا: "فابعث إلى الأشتر ليأتيك"، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصرّوا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية.
وإما القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً. فكان القبول بالتحكيم نتيجة
حتمية لظروف قاهرة لا خيار له فيها. فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا
ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم
شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل، ومن هؤلاء القليل من
تاب وحدّث بهذا الأمر.
قُتل من الطرفين خلال المعركة سبعون ألف شهيد، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب علي بن أبي طالب خمسة وعشرون ألفاً.
التحكيماتّفق الجيشان, جيش علي وجيش معاوية, على مبدأ التحكيم، اجتمع الحكمان في دومة الجندل وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل جيش معاوية بن أبي سفيان، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل جيش علي بن أبي طالب. فكتبت صحيفة التحكيم وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام.