انتشار المبتكرات هي دراسة كيف ولماذا وبأى معدل تنتشر التقنيات والاختراعات الحديثة بين الثقافات والدول المختلفة. على سبيل المثال الاختراعات الحديثة كالحواسيب الشخصية والساعات، أول الأطعمة كالسوشي، وأنواع الموسيقى مثل الأوبرا، وطرز الملابس مثل الجينز.
ويعود مصطلح انتشار المبتكرت بوجه عام إلى نظرية إعلامية وضعت معايير
قياسية للتعرف على درجات انتشار الأفكار والتقنيات الحديثة عبر الثقافات
المختلفة. بدأت الأبحاث المتعلقة بالنظرية خلال عقد الخمسينيات من القرن
العشرين في جامعة شيكاغو الأمريكية بتمويل من شركات الإنتاج التلفزيوني
التي كانت تهدف لمعرفة تأثير بث الرسائل الإعلانية. وخلصت النظرية إلى
تقسيم الجمهور المستهدف من الرسالة إلى عدة فئات طبقا لاستجابة كل منها
للهدف، فالفئة الأولى هي المتبنون الأوائل (الرواد) وهو أول من يقتنع
بالفكرة أو القيمة الجديدة أو يقدم على شراء السلعة أو الحصول على الخدمة
المعلن عنها، وتلي هذه الفئة فئات أخرى مثل المتبنين الثانويين (المجددون)،
وتدريجيا حتى فئة (الكسالى) الذين يتأخرون في الاستجابة بعد ذيوع الفكرة
أو القيمة أو السلعة، تليهم في النهاية فئة (المتخلفون) وهو آخر من يقوم
بالسلوك إذا قام به. واستفادت شركات الإنتاج من النظرية في تركيز بثها على
فئة الرواد كأقرب مستهلك محتمل، مع مواصلة بث الإعلان كنوع من التدعيم
النفسي لقرار هذا المستهلك كي يشعر بأنه أقدم على الاختيار الأصوب، ثم
تنتقل إلى فئة المجددين فالفئات التي تليها تدريجيا، والتي تكون أكثر تقبلا
لتبني الفكرة الجديدة أو السلعة بعد انتشارها في الفئات العليا.
[ انظر أيضاً