تاريخ مكة يرجع
تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب
[1]، ثم بدأ الناس في التوافد عيها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم
والنبي إسماعيل
[2]، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم
زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، وبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم
[2] إحدى القبائل اليمنية الرحالة، وقد بدأت خلال تلك الفترة بناء الكعبة المشرفة على يد النبي إبراهيم
وابنه إسماعيل
. وقد حرم الله مكة على غير المسلمين بعد العام التاسع من الهجرة
[3] في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ
نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا
وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن
شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
[العصور المبكرةيرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، أي أنها كانت موجودة قبل قيام النبي إبراهيم والنبي إسماعيل برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت هذه البلدة أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح
[4]، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب
[5]، ثم بدأ الناس في التوافد عيها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل (عليهما السلام)، وذلك عندما تفّجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل
[6]، بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف، وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وكانوا أول أناس يسكنون مكة
[7]، وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها
[8]، واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما استطاعت قبيلة خزاعة السيطرة عليها وتولي أمرها وطرد قبيلة جرهم منها
[8]. استمرت خزاعة في مكة ما يقارب ثلاثمائة سنة
[8]، وقام سيدها عمرو بن لحي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم
وعبد الأوثان في جزيرة العرب
[9].
انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد خزاعة إلى قريش وهي إحدى القبائل العربية التي تنتسب إلى كنانة من مضر، تحت أمرة قصي بن كلاب جد النبي محمد الرابع،
[10] وقام ببناء دار الندوة
ليجتمع فيها مع رجال قريش، وقام قصي بن كلاب قبل وفاته بتقسيم أمور الحرم
على أولاده الأربع، فكانت سقاية البيت والرفاة والقيادة من نصيب ولده عبد مناف بن قصي الجد الثالث للنبي محمد. بعد وفاة عبد مناف بن قصي تولى قيادة قريش ابنه هاشم بن عبد مناف، وبعد وفاته تولى القيادة وسقاية الحرم عبد المطلب بن هاشم الذي قام بحفر بئر زمزم مرة أخرى.في ذلك الوقت كان ابرهة الحبشي ملك اليمن قد بنى كنيسة القليس ليحج إليها الناس جميعاً، فلما لم يجد إقبالاً على هذه الكنيسة، خرج بجيشه المكون من الفيله يريد تدمير الكعبة ليجبر العرب على الحج إلى كنيسته، وعندما وعندما اقترب من مكة، وجد قطيعا من النوق ملك عبد المطلب بن هاشم
جد النبي سيد قريش فأخذها غصباً، فخرج عبدالمطلب طالبا منه أن يرد له نوقه
ويترك الكعبة وشأنها، فرد أبرهة النوق لعبدالمطلب ولكنه رفض الرجوع عن
مكة، وخرج أهل مكة هاربين إلى الجبال المحيطة بالكعبة خوفا من أبرهة وجنوده
والأفيال التي معه، وعندما سأله أبرهة لماذا أهل مكة لا يدافعون عن
الكعبة؟ فأجاب عليه قائلاً: "اما النوق فانا ربها وأما الكعبة فلها رب
يحميها"، وعندما رفض أبرهة طلب عبدالمطلب بالرجوع أبت الفيلة التقدم نحو الكعبة، وعندها أرسل الله طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل فدمرت أبرهه وجيشه، وقد سمي هذا العام بعام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي محمد .