العصر النبوي
كانت الجزيرة العربية قبل الإسلام عبارة عن مجموعة من القبائل البدوية، وكانت أغلبها تدين بالوثنية مع أقلية تدين باليهودية والمسيحية. ولد النبي محمد بمكة في عام الفيل الذي يوافق عام 570، وفي القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد، وبدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، فأسلم معه أبو بكر الصديق والسيدة خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب. كانت الدعوة الإسلامية في بدايتها سرية لمدة ثلاثة سنوات، وكانت الاجتماعات تتم في دار الأرقم
حتى أمر الله النبي محمد بالجهر بالدعوة بين الناس، وكانت تلك الدعوة
سبباً في أغضاب سادة قريش، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة،
فقاموا بتعذيب المسلمون وإيذاء النبي بكافة الوسائل، فكان عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب يؤازره ويدافع عنه. لما اشتد أذى المشركين للمسلمين الضعفاء، أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، وهاجر بعض المسلمين إلى الحبشة، وهناك رحب بهم النجاشي ملك الحبشة ونصرهم. وبعد ازدياد الأذى بالمسلمين وبالنبي محمد أمرهم بالخروج إلى يثرب، ثم قام النبي بعد ذلك بالهجرة إلى هناك، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته.
بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، حدثت بعض المعارك بين المسلمين وقريش، كانت أولها غزوة بدر عام 2هـ (624م) والتي انتهت بانتصار المسلمين، ثم غزوة أحد، وبعد ذلك غزوة الخندق عام 5هـ، حتى جاء شهر شوال عام 6هـ (628م) فخرج النبي محمد مع بعض المسلمين في اتجاه مكة لآداء العمرة،< وعندما وصلوا إلى منطقة الحديبية رفضت قريش دخول النبي محمد وأصحابة إلى مكة، وعقدوا بعد ذلك صلح الحديبية
الذي نص على وقف القتال وعودة النبي وأصحابة للعمرة في السنة المقبلة،
وحرية القبائل في الدخول في تحالف إما مع النبي محمد وإما مع قريش. بعد عقد
الصلح اختارت قبيلة خزاعة
التي تقطن مكة الانضمام إلى حلف النبي، فيما دخل بنو بكر في حلف قريش، وقد
كانت بين القبيلتين حروب قديمة، فأراد بنو بكر أن يأخذوا بثأرهم القديم من
خزاعة، فأغاروا عليها ليلاً وقتلوا منهم الكثير وذلك بمساعدة قريش نفسها،
فلما علم النبي بذلك أمر بالاستعداد لفتح مكة وكان ذلك سنة 8هـ، ولما وصل النبي محمد إلى مكة بجيشه دخلها بدون أي قتال، وهدم الأصنام، وعفا عن أهل مكة من المشركين. وعيّن عتاب بن أسيد أميراً على مكة، وقد أقام النبي في مكة تسعة عشر يوماً فقط، ثم غادر مكة عائداً إلى المدينة المنورة.