فرض الصلاة في الإسراء والمعراج
قال ابن إسحاق : ومن حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي، فيما بلغني
: أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السماوات إلا قالوا له حين يستأذن
في دخولها : من هذا يا جبريل ؟ فيقول : محمد ؛ فيقولون :
أوقد بعث إليه ؟ فيقول : نعم ؛ فيقولون : حياه الله من أخ
وصاحب ! حتى انتهى به إلى السماء السابعة، ثم انتهى به إلى ربه، ففرض
عليه خمسين صلاة في كل يوم . موسى بن عمران يطلب من النبي عليه الصلاة
والسلام سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلاة قال : قال رسول الله
: فأقبلت راجعا، فلما مررت بموسى بن عمران، ونعم الصاحب كان لكم، سألني
كم فُرض عليك من الصلاة ؟ فقلت : خمسين صلاة كل يوم ؛ فقال :
إن الصلاة ثقيلة، وإن أمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن
أمتك . فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشرا . ثم
انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛ فرجعت فسألت ربي، أن يخفف عني وعن
أمتي، فوضع عني عشرا . ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛
فرجعت فسألت ربي، فوضع عني عشرا . ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك، كلما
رجعت إليه، قال : فارجع فاسأل ربك، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني، إلا
خمس صلوات في كل يوم وليلة . ثم رجعت إلى موسى، فقال لي مثل ذلك، فقلت
: قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما أنا بفاعل .
فمن أَدَّاهنّ منكم إيمانا بهن، واحتسابا لهن، كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة .