أميرالمنتدى مشرف على قسم
الدولة : المدينة : أسفي عدد المساهمات : 2076 نقاط : 8648 تاريخ التسجيل : 14/01/2011
| موضوع: الحجاب طاعة لله وصيانة للمجتمع السبت 15 فبراير - 0:08:43 | |
| الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. نقول وبالله التوفيق: إنه مما ينبغي لكل عاقل سوي أن يربط بين السبب والمسبب إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال طلب النتيجة دون بذل السبب وهذا ما يدفعنا أن نتوجه بالسؤال لهذه الأخت الكريمة عن الأسباب التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية؟. فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً، فكان من ذلك أن المريض يتناول الدواء كي يشفى، والمسافر يركب العربة حتى يصل غايته، والأمثلة هنا لا حصر لها. فهل سعت أختنا هذه الجادة في طلب الهداية، وبذلت أسبابها من: دعاء الله تعالى مخلصة كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} [لفاتحة: 6]، ومجالسة الصالحات، فإنهن خير معين على الهداية والاستمرار فيها، حتى يهديها الله تعالى، ويزيدها هدى، ويلهمها رشدها وتقواها، فتلتزم أوامره تعالى وتلبس الحجاب الذي أمر به المؤمنات؟.
اركبي ـ يا أختاه ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك. تأملي ـ يا أختاه ـ في هذا العرض، اليوم قبل الغد. فكري فيه ـ يا أختاه ـ من الآن. إن الطريق إلى الله تعالى طريق مستقيم، تحف جنباته الفضيلة، ويحفَلُ بطيب الأخلاق، ويزداد بزينة الطهر والستر والعفاف. وكان سبيلا يقود شِقّي المجتمع الإنساني ـ الرجــل والمرأة ـ إلى مرافئ الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة.
هل تعلمين يا أختاه أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلمها، وإذا كنت تتعلمين أمور الدنيا فكيف لا تتعلمين الأمور التي تنجيك من عذاب الله وغضبه بعد الموت..؟!، ألم يـقـل الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]. فإذا كان لا بد من خروجك فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان،وذلك لأن مفسدة خروجك سافرة متبرجة أكبر من مصلحة خروجك للضرورة.
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين.
* الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم: أوجب الله طاعته وطاعة رسول صلى الله عليه وسلم فقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36]. وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]. وقال سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الأحزاب :33]. وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " المرأة عورة" يعني يجب سترها.
* الحجاب عفة: فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب : 59]. لتسترهن بأنهن عفائف مصونات {فَلَا يُؤْذَيْنَ} فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه: {فَلَا يُؤْذَيْنَ}إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
* الحجاب طهارة: قال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب : 53]. فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب : 32].
* الحجاب ستر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر" وقال صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره"، والجزاء من جنس العمل. * الحجاب تقوى: قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْر} [الأعراف : 26].
* الحجاب إيمان: والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ}. وقال الله عز وجل: {وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}. ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – عليهن ثياب رقاق قالت : "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به".
* الحجاب حياء: قال صلى الله عليه وسلم : "إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء" وقال صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة" وقال عليه الصلاة السلام: " الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإن رفع أحدهما رفع الآخر". * الحجاب غيرة: يتناسب الحجاب أيضاً مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: " بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار". * خاتمة: الآن يا أختاه أحدثك حديث الأخوة المستلزم للنصح بصراحة: جسدك المعروض في سوق الشيطان، يغوي قلوب العباد: خصلات شعر بادية، ملابس ضيقة تظهر ثنايا جسمك، ملابس قصيرة تبين ساقيك وقدميك، ملابس مبهرجة مزركشة معطرة تغضب الرحمن وترضي الشيـطـان.. كل يوم يمضي عليك بهذه الحال يزيدك من الله بعداً ومن الشيطان قرباً، كل يـــوم تنصبّ عليك لعنة من السماء وغضب حتى تتوبي، كل يوم تقتربين من القبر ويستعد مـلـك الموت لقبض روحك: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ} [آل عمران: 185]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. |
|