ضيق التنفس مرض مميت وأحادي
أكسيد الكربون يحمي الرئتين
وجد باحثون من جامعة بيتسبيرغ
أن جرعة قليلة من أحادي أكسيد الكربون الذي يتلازم مع المعالجة بالأوكسجين تستطيع
أن تمنع الضرر الذي تسببه زيادة الأوكسجين داخل الرئة.
وتفيد النتائج، والتي نشرت في
عدد 19 يناير من جورنال أوف بايولوجيكل كيمستري، أن ذلك من شأنه أن يفيد في علاج
متلازمة ضيق التنفس الحاد (آردز) وفقا لما قاله الباحثون.
وتعتبر آردز حالة طبية تهدد
حياة الكثير من المرضى، حيث يعانون من ضيق التنفس أو نقص شديد في كمية الأوكسجين،
وبالرغم من أنه عادة يصيب الأفراد المصابين بأمراض الرئة، إلا أن بقية الأفراد
يمكن أن يصابوا به كنتيجة لإصابتهم بجروح خطيرة أو التهابات معينة.
وعدم أخذ علاج فوري قد يجعل
نقص الأوكسجين الناتج مميتا، وحتى في حال أخذ العلاج فإن 30-40% من المصابين يموتون
نتيجة لهذا المرض، حيث يعتبر آردز الأول بين الأمراض المميتة بالنسبة لمرضى
العناية المشددة في الولايات المتحدة.
ويتمثل العلاج الموجود الآن
لمرض آردز في توصيل جهاز تهوية آلي يعمل على إمداد المرضى بالأوكسجين النقي
تقريبا، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن التعرض لكمية كبيرة من الأوكسجين لمدة
طويلة قد يسبب إصابة الرئة.
وتظهر دراسة سابقة أن جرعة
منخفضة من أحادي أكسيد الكربون لها آثار مضادة للالتهاب في عدد من الأنسجة، إذ قام
الباحثون بتعديل خلايا الرئة للفئران المخبرية ووضعوها في محيط يحتوي على نسبة
مركزة من الأوكسجين فقط، أو بإضافة قليل من أحادي أكسيد الكربون ثم عاينوا الخلايا
لتقصي التسمم الذي يتسبب نتيجة لارتفاع نسبة الأوكسجين.
وجد الباحثون أن أحادي أكسيد
الكربون الموجود منع من تدمير خلايا الرئة وكذلك منع نمو جزيئات داخل الرئة تساعد
على نمو الخلايا الانتحارية، حيث تدمر فقط 25% من خلايا الرئة خلال 72 ساعة، مقابل
تدمير أكثر من نصف الخلايا الرئوية التي تلقت الأوكسجين فقط دون وجود أحادي أكسيد
الكربون، وكذلك إلى نمو عدد كبير من الخلايا الانتحارية داخلها.
وأوضح الباحثون أن أحادي
أكسيد الكربون أضيف الآن إلى الخيارات المتوفرة حاليا والمحدودة لعلاج متلازمة ضيق
التنفس الحاد آردز.
وأوضحت أستاذة الطب في جامعة
بيتسبيرغ والمشرفة على البحث الدكتورة أوغستين كواي أن إعطاء الأوكسجين المخلوط
بكمية قليلة جدا من أحادي أكسيد الكربون يمكنه أن يقلل من ضرر الأوكسجين ويحد كذلك
من موت الخلايا بشكل كبير. وبالرغم من أن استنشاق كمية كبيرة من أحادي أكسيد
الكربون يعتبر ساما إلا أن كواي وزملاءها أثبتوا أن كميات قليلة منه تعتبر علاجية،
ويقومون الآن بتحضير وثيقة يقدمونها للحصول على موافقة لبدء تطبيق هذا العلاج على
الأفراد.