عمر بن الخطاب ....... هو ثاني الخلفاء الراشدين ، و هو أصغر من الرسول محمد "عليه الصلاة و السلام" .
كان "عمر من أشد الناس خصومة و عداء للرسول و للإسلام ، لكنه أسلم فجأة و أصبح من أعظم و أشجع الداعين لدينه الجديد .
تحول عمر المفاجئ للإسلام يشبه لحد كبير تحول بولس للمسيحية ، فتأثيرهما كبير في الديانتين .
أصبح عمر من أقرب المؤمنين للرسول حتى الموت.
توفي الرسول عام 632م ، و قام عمر بمبايعة صاحب الرسول "أبو بكر" و ذلك منعا للصدام بين المسلمين و صراعهم على الخلافة .. نجح أبو بكر في الفترة القصيرة التي عاشها خليفة للرسول ، و قبل موته اختار عمر خليفة من بعده.
كان اختيار "أبي بكر" لعمر اختيارا حاسما لمنع صراع قد يحدث ، فتولى عمر الخلافة عام 634م حتى توفي على يد عبد فارسي عام 644م.
و في سكرات الموت اختار عمر هيئة مكونة من ست أشخاص و كلفهم باختيار الخليفة من بعده و من بينهم و ذلك حرصا على وحدة المسلمين .. اختارت الهيئة "عثمان بن عفان" الذي قتل عام 656م .
في العشر سنوات -فترة حكم عمر- تحققت الفتوحات الكبرى للإسلام ، فغزت جيوش المسلمين سوريا و فلسطين ، و في معركة اليرموك انتصر العرب على البيزنطيين و سقطت دمشق في أيديهم ثم سقطت القدس و مصر في أقل من ثلاث سنوات ..
قبل مجيء عمر كانت جيوش العرب قد دخلت العراق ، و في عهده حدثت معركة القادسية بين العرب و الامبراطورية الساسانية الفارسية ، و انتصر فيها العرب ..
و لم تأت سنة 642م حتى كانت أرض العراق جميعها تحت سيطرة العرب .. و بعد معركة نهاوند الفاصلة وقعت بلاد فارس في أيدي المسلمين .
مات عمر عام 644م و لم تتوقف الفتوحات التي استمرت شرقا إلى ما بعد فارس و غربا حتى سواحل الأطلسي.
و كما كانت هذه الانتصارات مهمة ، كان صمود المسلمين في غاية الأهمية .. فالإسلام لم يخرج من البلاد المفتوحة إلى اليوم.
كان عمر خليفة حكيما و سياسيا بارعا .. رأى أن تظل قوات المسلمين بعيدة عن المدن تعيش في الثكنات .. و فرض الجزية على اليهود و المسيحيين إذا لم يعتنقوا الإسلام . و هم أحرار في ذلك . و لم يفرض الإسلام على أحد بالقوة ، و هنا يبدو أن حروب العرب كانت حروبا قومية و لم تكن حروبا دينية لفرض الإسلام بالسيف .
ما أنجزه عمر بن الخطاب كان شيئا باهرا ، فبغير هذه الغزوات السريعة ما كان من الممكن أن ينتشر الإسلام في هذه المساحات الشاسعة من الأرض.
ظلت معظم البلدان التي دخلها الإسلام على عروبتها و إسلامها بفضل العديد من الشخصيات و في مقدمتهم عمر.
صحيح أن الفضل الأول يرجع للرسول محمد "عليه الصلاة و السلام" و الذي استحق أن يحتل المركز الأول في قائمة الخالدين المائة ، و ذلك لعظمة شخصيته و أثره البالغ في التاريخ ، لكن كثير من الفضل أيضا يعود لعمر بذكائه و عبقريته .
ربما كان من الغريب ألا يكون عمر معروفا لدى الغرب مثل "شارلمان" و "يوليوس قيصر" .. لكن الغزوات التي شنتها جيوشه و مدى ما تركته من أثر في التاريخ كان أخطر مما فعله "يوليوس قيصر" و "شارلمان" .. لذلك استحق أن يحتل هذه المكانة بين الخالدين.