هذه عادات وتقاليد عريقة للاحتفال بعيد الأضحى في طاطا
تشكل مناسبة عيد الأضحى المبارك بإقليم طاطا، كما في باقي أقاليم المملكة ، فرصة سانحة لاستحضار عدد من العادات والتقاليد الأصيلة التي تزيد من القيم الانسانية النبيلة.
وفي هذا الصدد ، اوضح جمال العلالي، المهتم بتراث المنطقة، أن عيد الأضحى يعتبر "العيد الأكثر تقديسا بالنسبة للطاطاويين"، مبرزا أن غالبية المهاجرين والعاملين بمختلف مدن المملكة يفضلون قضاء عطلة العيد بين ذويهم وأقاربهم ، بحيث أن عدد الوافدين على منطقة أقا بهذه المناسبة يتعدى ثلاثة آلاف نسمة من مختلف الأعمار.
ومن خاصية العيد بطاطا، يقول العلالي، ان صلاة العيد تصلى جماعة بمصلى غالبا ما يوجد خارج الدواوير، ثم تعود الجموع إلى إحدى الساحات بحيث يتم نحر كبش عيد الفقيه ، وبعد صلاة العيد يقدم الحاضرون تبرعاتهم لفقيه الدوار قبل أن يختم الجمع بدعاء جماعي وينصرفون إلى منازلهم لنحر الأضاحي. كما ان بعض الأسر في الجماعة الحضرية أقا والجماعة القروية سيدي عبد الله بن مبارك وبعض مناطق فم زكيد لاتزال تذبح الأبقار.
ومباشرة بعض صلاة الظهر يخرج الرجال لزيارة الأهل والأحباب، وتتم في القرى زيارة كل المنازل بغض النظر عن القرابة العائلية، في ما تظل النساء بالبيوت الى المساء وبالضبط قبل صلاة المغرب بقليل، بحيث يتزين بأبهى اللباس ويخرجن بدورهن في جماعات صغيرة لزيارة كل المنازل تقريبا.
وليلا، يعود الجميع الى بيوتهم وغالبا ما يتم تناول العشاء في ساعات متأخرة، بخلاف الأيام العادية، على أن يتم في اليوم الموالي تقطيع الأضحية صباحا في انتظار زيارة الاقارب والأحباب الآتون من الدواوير المجاورة.
أما في منطقة تمنارت، فقد اعتادت بعض ساكنة القرى تنظيم مسيرة الى أحد الجبال العالية المجاورة تسمى "اورير" ، وعلى سفحه يتناولون الغداء جماعة ويتم ربط مجموعة من الحجارة بخيوط ملونة لفك نحس العنوسة عن الفتيات ، بحسب ما تعتقده نساء المنطقة .
وفي المساء يعود الجميع وتقام حفلة "أحواش" التي تستمر الى الساعات الاولى من الصباح ، بينما في اليوم الموالي للعيد، تتم دعوة العائلة والأقارب بالتناوب، لتناول وجبة الغذاء في مكان واحد .
وغالبا ما يتم تأجيل تنظيم الأعراس بالمنطقة إلى أن يحل عيد ىالأضحى، حيث تقام في اليوم الواحد اكثر من ثلاثة أعراس في نفس الدوار. وغالبا ما تستغل الجمعيات هذه الفترة لعقد جموعها العامة وتنظيم الأنشطة الرياضية والفنية التي تشارك فيها ساكنة الدواوير المجاورة ، بالاضافة الى ان المجموعات الغنائية تستغل هذه المناسبة لاطلاق ألبوماتها الفنية الجديدة.
وبدوره، أوضح الخليل نوحي، فاعل جمعوي، أن أيام العيد بطاطا تعد مناسبة سانحة للطاطويين للتبرك بهذه المناسبة الدينية من خلال عقد قران الأزواج وإعلان خطوبة الشباب والشابات على أساس أن يتم الزواج في غالب الأحيان في أيام العيد.
وأشار نوحي الى أن الكثير من المعاملات الاقتصادية تتم خلال هذه المناسبة، لاسيما استرجاع الأملاك المرهونة عند الغير وعقد عقود البيع والشراء وإصلاح البيوتات تيمنا بهذا العيد . كما ينظم الأطفال لعبة "بريارنو" حيث يطوفون على المنازل راكبين العكاكيز لجمع اللحم والأطعمة لأكلها في حفل خاص بهم.
ومن اللافت أيضا أن بعض العرافين يستغلون سذاجة الساكنة خلال هذه الفترة ليتنبؤوا لهم من خلال عظام الأضحية بمستقبل حياتهم وحياة أبنائهم، من قبيل زواج الفتيات وسقوط الأمطار الى غير ذلك.