العهد الجديد
في سنوات كوبلينتس
تغيرت أفكار فيلهلم وتفكيره السياسي, فأصبحت أكثر اعتدالا واهتماما
بالشعب, وقد يكون يكون ذلك تحت تأثير زوجته أوجوستا. وقد أدى هذا التغير
إلى أن ينظر الشعب إليه بطريقة مختلفة, فاتجهت إليه أنظار الطبقة المثقفة
من اللبراليين وغيرهم, باعتبار أنه كان القوة الحقيقة داخل الأسرة
البروسية, خاصة بعد إصابة أخيه الملك بمرض عقلي, وإعلانه نائبا له في 7
أكتوبر 1858, وبذلك صار على رأس السلطة الحاكمة في بروسيا.
وبعد أدائه اليمين الدستورية في 26 أكتوبر, أصدر مرسوما ملكيا في 5 نوفمبر بتأليف وزارة ليبرالية, سميت بوزارة "العهد الجديد"، وأوضح في مرسوم آخر في 8 نوفمبر أهداف وغايات هذه الوزارة.
فقد أكد على أن الهدف ليس القطيعة مع الماضي, ولكن مع القيم الزائفة
التي سادت فيه. وكذلك فقد أظهر استيائه من السياسة الخارجية التي كانت
بروسيا تتبعها, نتيجة تأثرها بتأثيرات أجنبية غير أصيلة فيها, وقال أن
بروسيا يجب أن تنتهج سياسة ألمانية خالصة, تهدف إلى توحيد ألمانيا والألمان, وتهدف كذلك إلى الإعلاء من قيم الوحدة.
وقال كذلك أن هذا التقدم لن يتم إلا بإجراء إصلاحات في الاقتصاد والجيش.
وقد اعتبر أن مهمة إصلاح الجيش وتطويره بحيث يكون قادرا على تحقيق
الوحدة الألمانية, إلا أن أغلبية مجلس النواب لم تكن مستعدة حينذاك, على
خطط الأمير وسياسته المنادية للوحدة الألمانية, نظرا للتكاليف الباهظة التي
ستتحملها خزينة الدولة.