سياسة بسمارك
بتنصيب بسمارك رئيسا لوزراء بروسيا في 23 سبتمبر 1862, وبتأييد الملك
لوزارته ضد إرادة البرلمان, فقد الملك الجديد شعبيته بين أفراد الشعب.
وفي الوقت الذي أحبطت فيه الآمال في الإصلاح الداخلي, ازدادت سلطة
البوليس وتحكمه في الحياة العامة. وبدأت سياسة بسمارك الصارمة تتضح مع
قيامه بتفيذ خطوات حازمة, لتحقيق الوحدة الألمانية. وقد عقد الملك وبسمارك
آمالهما, على أن التوحيد سيقضي على الأصوات المعارضة, وسيجلب شعبية كبيرة
سواء للملك ولبسمارك.
وقد بدأت أولى الخطوات نحو تحقيق الوحدة مع نشوب الحرب الألمانية الدانماركية في عام 1864, وكان القتال فيها بين بروسيا المتحالفة مع النمسا, وبين الدانمارك المتحالفة مع دوقية شليزفيج ودوقية هولشتاين. وقد حدث ما قدره بسمارك, فبعد انتصار بروسيا والنمسا, أدى اختلاف البروسيين مع النمساويين حول مصير شليزفيج وهولشتاين, إلى خلق أزمة سياسية بين الطرفين, في الوقت الذي كانت فيه النمسا من أقوي أطراف الحلف الألماني.
وبرغم أن فيلهلم قبل قرار بسمارك بالحل العسكري ضد النمسا على مضض, إلا أنه تولى بنفسه قيادة الجيش البروسي حين نشبت الحرب البروسية النمساوية في عام 1866, وقد حقق الجيش البروسي انتصارا عسكريا ساحقا على الجيش النمساوي في معركة كونيجسجريتس, بفضل التخطيط الاسترتيجي المتقن لقائد أركان حرب الجيش البروسي هيلموت فون مولتكه.
وقد استجاب فيلهلم لنصيحة بسمارك بعدم ضم زاكسن, حتى لا يسبب ذلك فساد خطط بسمارك لتوحيد ألمانيا.
وقد ساهمت الانتصارات العسكرية التي حققتها بروسيا,
في تأجيج المشاعر الوطنية مرة أخرى, مما ساعد على إنهاء الأزمة الدستورية,
وتم ذلك من خلال موافقة البرلمان أخيرا على الميزانية في عام 1866.
وفي الأول من يوليو 1867 تم تكوين الاتحاد الألماني الشمالي, واختير
فيلهلم رئيسا له. أما في الساحة الداخلية فقد عاد فيلهلم إلى إعادة الحوار
مع الأحزاب الليبرالية, فأقال الوزراء الذين ينتهجون مواقف معادية
لليبرالية, وأحل محلهم وزراء ليبراليون.
وحين نشبت الحرب الألمانية الفرنسية في عام 1870, تولى فيلهلم مرة أخرى قيادة الجيش البروسي, الذي خرج بكامله للحرب مع فرنسا,
ومن أبرز المعارك التي حققت فيها بروسيا إنجازات عسكرية هامة هي معركتي
جرافلوت وسيدان. وفضلا عن ذلك فقد قاد اسميا العمليات العسكرية ثم
المفاوضات السياسية في فرساي, حول تأسيس الرايخ الألماني. إلا أن بسمارك
كان هو الذي يمارس الدور الرئيسي في عملية المفاوضات في فرساي.
ولم يكن فيلهلم مقتنعا تماما بإدماج بروسيا في دولة ألمانية تشمل
الأراضي الألمانية كلها, حتى ولو كان هو الذي سيصبح على قمة الحكم في
الدولة الجديدة. وظل فيهلم مترددا في قبول لقب "القيصر الألماني" حتى عشية تنصيبه قيصرا في قاعة المرايا في قصر فرساي, في الثامن عشر من يناير عام 1871.
وقد حقق فيلهلم أحد أحلامه حين أقدم على ضم منطقتي الإلزاس واللورين,
التي كانت تحت سيطرة الفرنسيين, وذلك أثناء المفاوضات مع فرنسا, مما زاد في
رغبة الفرنسيين في الانتقام من الرايخ الجديد.