أحد الرهبان البوذيين يقرأ في لوح خشبي أجزاء من كتاب سوترا الماهايانا، في أحد الأديرة بالتبت
[عدل] سانغا: الرهبان والحياة في الأديرةمنذ الأيام الأولى لظهورها شعر أتباع العقيدة البوذية بحاجتهم إلى أن ينتظموا، فتشكل ما يعرف بالـ"سانغا"،
وهو الاسم الذي أُطلِق على هذا التنظيم الاجتماعي الجديد. اعتزل البوذيون
الأوائل حياة العامة حتى صار مجتمعهم ذو طبيعة رهبانية خالصة. قاموا بحلق
رؤوسهم واختصروا لباسهم في قطعة قماش واحدة ذات لون برتقالي فاقع. ظل
اعتماد هذا المظهر سائدا منذ تلك الأيام الأولى وأصبح اليوم علامة فارقة
تميزهم. اتبع الرهبان البوذيون حياة التِرحال في بداية الأمر، وكانوا
يتجمعون مرة واحدة في السنة وذلك عند حلول موسم الأمطار والفياضانات وتعذر
السفر نظرا للمشقة الكبيرة، ومع مرور السنين تركوا حياة التِرحال وابتنوا
لأنفسهم مقراتٍ دائمة حتى يؤووا إليها. تُدبر كل طائفة أمرها بنفسها،
وبصفة مستقلة عن الطوائف الأخرى، ويتم اتخاذ القرارات بصفة جماعية. كانت
الحياة الرهبانية تنظَّم وِفْق نصوص "فينايا بيتاكا" (Vinaya Pitaka) (راجع: السَّلات الثلاث).
يتم كل أسبوعين عقد اجتماع يضُم جماعة منتخبة من الرهبان، تقوم هذه
المجموعة بقراءة القواعد الخاصة التي جاءت بها كتابات "فينايا"، ويقوم
المذنبون أثناء الجلسة بالاعتراف علنا بكل المخالفات التي ارتكبوها.
لم يكن سانغا
(أو مجتمع الرهبان) حكرا على الرجال فقط، وقد خرجت البوذية في منحاها هذا
عن الأعراف التي سادت في الديانة الهندوسية. عادة ما يكون الرهبان أو
الراهبات -حسب مذهب تيرافادا-
عُزابا، يكسبون قوت يومهم عن طريق طلب الصدقة من العامة، ورغم أن هذه
العادة تبدوا مستهجنة بعض الشيء إلا أنها ظلت ملاصقة لتاريخ الرهبان
البوذية منذ أيام بوذا. وحدها مدرسة "زن" -أو "تشان"- تحظر على رُهبانها الارتزاق بهذه الطريقة، فأوجبت عليهم بدل ذلك العمل في الحقول لكسب قوتهم اليومي. تُعتبر المدارس البوذية في اليابان
أكثر تفتُحا من غيرها، فمدرسة "شين"، تسمح لرهبانها بالزواج وتأسيس عائلة.
عادة ما يتولى الرهبان البوذيين إدارة مراسيم الجنازة، كما يقودون
الاحتفالات التي تنظم على شرف بعض الموتى، ويتم فيها تِعداد خصالهم
الحميدة والأعمال الخيِّرة التي أنجزوها أثناء حياتهم.