أسباب الإلحادأسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي، حيث يشير كثير من الملحدين إلى النقاط أدناه:
- عدم وجود أي أدلة أو براهين على وجود إله [1]
ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل
احتمالا من نشوء الكون والحياة لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال، بمعنى أن
افتراض وجود إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر وهي
كيفية وجود الإله الكامل منذ الأزل، وبالتالي لا بد أن التعقيد قد نشأ من
حالة بسيطة، كتفسير تنوع وتعقيد الكائنات الحية كما تشرحه نظرية التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي[4].
- فكرة الشر أو الشيطان
في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين (أبيقور مثلا) أن الجمع بين صفتي
القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله وذلك لوجود
الشر في العالم.[2] ولا ترى المذاهب الإسلامية السائدة تعارضا بين وجود الشر ووجود إله عليم وقدير وعادل بينما تذهب المعتزلة
إلى نفي خلق الله لأفعال العباد لأجل تنزيه الإله عن فعل الشر لكن ذلك لا
يرد على الشر الناتج عن الحوادث الطبيعية التي لا دخل للإنسان فيها
كالزلازل مثلا.
- عدم وجود دليل علمي على فرضية الخلق من العدم، حيث يبين العلم حسب قانون بقاء المادة أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل يمكن فقط أن تتحول إلى طاقة بعلاقة تعبر عنها معادلة تكافؤ المادة والطاقة، والطاقة بدورها محفوظة بقانون بقاء الطاقة، بمعنى أن المادة هي صورة من صور الطاقة وهما لا يفنيان ولا يستحدثان من العدم.
- وجود ما يعتبرونه أخطاءً في تصميم الطبيعة مثل أخطاء في تصميم العين [3] والزائدة الدودية والأجنحة التي لا تنفع للطيران وامور أخرى عديدة [4].
- وتدخل أسباب اللادينية ضمن أسباب الإلحاد لأن كل الملحدين لادينيون نسبة إلى الأديان الإبراهيمية (لكن العكس غير صحيح فالربوبي يؤمن بإله دون دين).
[عدل] أنواع الإلحادبسبب التعريف غير واضح المعالم لمصطلح الإلحاد ووجود تيارات عديدة تحمل فكرة الإلحاد، نشأت محاولات لرسم حدود واضحة عن معنى
الإلحاد الحقيقي وأدت هذه المحاولات بدورها إلى تفريعات وتقسيمات ثانوية لمصطلح الإلحاد، وتبرز المشكلة إن كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية وهي atheos وكانت هذه الكلمة مستعملة من قبل اليونانيون القدماء بمعنى ضيق وهو "عدم الإيمان بإله"
وفي القرن الخامس قبل الميلاد تم إضافة معنى آخر لكلمة إلحاد وهو "إنكار
فكرة الإله الأعظم الخالق" كل هذه التعقيدات أدت إلى محاولات لتوضيح الصورة
ونتجت بعض التصنيفات للإلحاد ومن أبرزها:
- إلحاد قوي أو إلحاد ايجابي وهو نفي وجود إله [5].
- إلحاد ضعيف أو إلحاد سلبي وهو عدم الاعتقاد بوجود إله [6].
الفرق بين الملحد الإيجابي والسلبي هو ان الملحد الإيجابي ينفي وجود
الله وقد يستعين بنظريات علمية وفلسفية لإثبات ذلك, بينما الملحد السلبي
يكتفي فقط بعدم الاعتقاد بالله نظرا لعدم قناعته بالأدلة التي يقدمها
المؤمنون [7].
هذان التعريفان كانا نتاج سنين طويلة من الجدل بين الملحدين أنفسهم ففي عام 1965 كتب الفيلسوف الأمريكي من أصل تشيكي أيرنست نيجل
(1901 - 1985) "إن عدم الإيمان ليس إلحادا فالطفل الحديث الولادة لايؤمن
لأنه ليس قادرا على الإدراك وعليه يجب توفر شرط عدم الاعتقاد بوجود فكرة
الإله" [8]. في عام 1979 قام الكاتب جورج سمث
بإضافة شرط آخر إلى الملحد القوي الا وهو الإلحاد نتيجة التحليل والبحث
الموضوعي فحسب سمث الملحد القوي هو شخص يعتبر فكرة الإله فكرة غير منطقية
وغير موضوعية وهو إما مستعد للحوار أو وصل إلى قناعة في اختياره ويعتبر
النقاش في هذا الموضوع نقاشا غير ذكي [9]، ولكن البحث والتقصي يكشف لنا أن معظم المفكرين والعلماء الذين أعلنوا الإلحاد لم يتمتعوا بهذه الصفة، إذ يقول موريس بلوندل: "ليس هناك ملحدون بمعنى الكلمة".
وأوضح سمث إن هناك فرقا بين رجل الشارع البسيط الذي ينكر فكرة الإله لأسباب شخصية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية و
الملحد الحقيقي الذي و
استنادا إلى سمث يجب أن يكون غرضه الرئيسي هو الموضوعية والبحث العلمي وليس التشكيك أو مهاجمة أو إظهار عدم الاحترام للدين [10].
ولكن وبالرغم من هذه التوضيحات بقيت مسألة عالقة في غاية الأهمية لم
تحسم لحد هذا اليوم وهو التطبيق العملي على أرض الواقع والحياة العملية
لفكرة الإلحاد، فالأديان تشجع الإنسان على إتباعها لما يجده فيها من التزام
أخلاقي مريح، بل إنها أيضا تقدم له حلولا عقلية مريحة أيضا للقضايا
الفلسفية الكبرى حول الوجود والغاية من الحياة، وقد يلتقي الملحد الحقيقي
مع المؤمن بدين معين في فكرة احترام وجهة نظر المقابل وعدم استصغار أو
تحقير أية فكرة إذا كانت الفكرة مبعث طمأنينة لشخص ما وتجعله شخصا بناءا في
المجتمع. فبعض الملحدين لديهم فکر حضاري قائم على مباديء حقوق الإنسان،
بالرغم من أن بعضهم أيضاً يبدي سلوكاً متطرفاً تجاه المؤمنين.