ستوبا بالقرب من لاسا في التبت: غالبا ما تحتوي هذه الأبنية على بقايا وآثار لبوذا، يتبرك بها الناس
بالإضافة إلى الرهبان، يُشكل جمهور الناس في البلدان الآسيوية القِطاع
الأكبر من أتباع البوذية. فيما يُمارس الرهبان طقوسهم الدينية بطريقة
جماعية، يَطغى الجانب الفردي على ممارسات الجمهور. رغم اختلافهما في
الواجبات وما يترتب عن ذلك، يشترك الجمهور والرهبان في تلاوتهم لصيغة
الملاذات الثلاث : "أعوذ ببوذا، بدارما وبسانغا"، وذلك أثناء أداءهم
للصلوات.
تختلف بعض مظاهر التبجيل والاحتفال ببوذا والقديسين تبعا للمذهب والبلاد، فرغم أن أتباع مذهب "تيرافادا" لم يرفعوا بوذا التاريخي إلى درجة الألوهية، إلا أنهم خصصوا له بناءات خاصة تدعى "ستوبا" وهي أبنية على شكل قباب، توضع بداخلها لوازم وآثار مختلفة ترجع إلى بوذا. يقوم الأتباع بالمشي حول مبنى الـ"ستوبا" في اتجاه عقارب الساعة، حاملين معهم زهورا وبعضا من عيدان البخور، كدلالة على احترامهم للمكان.
تحتفظ أماكن متفرقة ببعض الآثار لبوذا، على غرار معبد "كاندي" في سريلانكا،
والتي يضُم في صومعته سِنا يُقال إنها تعود لبوذا، ويحتضن المكان احتفالا
كبيرا يقام سنويا بمناسبة ذكرى ميلاده. يُعتبر يوم ميلاد بوذا أهم مناسبة
احتفالية في الرزنامة البوذية، يُطلق على المناسبة في مذهب تيرافادا اسم "فايساكا"
(Vaisakha) وتقام الاحتفالات التي تصاحبها على مدار الشهر الذي يلي هذا
التاريخ (تاريخ مولد بوذا). ثاني أهم مناسبة في البلدان التي يسود فيها
المذهب الأخير -تيرافاد-، ويطلق عليها اسم "بيريت"
(pirit)، يتم فيها تلاوة نُصوص مختارة من قوانين بالي (راجع النصوص
المقدسة) حتى تطرد الأرواح الشريرة ويشفى المرضى، كما يتم فيها مُباركة
الأعمال الخيِّرة وغيرها.
تكتسي الطقوس والمراسيم أهمية أكبر لدى أتباع مذهب ماهايانا (الصين واليابان).
يتم تعليق صور مختلفة لبوذا ولشخصيات مقدسة في مذابح المعابد وفي مخادع
البيوت، وتتخذ كوسيلة للتبرك. تتم العبادة عن طريق أداء الصلوات وترتيل
بعض النصوص المقدسة بطريقة جَهْورِية، كما يتم تقديم بعض القرابين من
فواكه وزهورٍ وبخور. تُعتبر مناسبة "أولامبانا"
(Ullambana) أبرز المظاهر الاحتفالية البوذية وتحظى بشعبية كبيرة في الصين
واليابان، يَعتقد الأَتباع أنه وفي هذا اليوم تفتح أبواب العالم الآخر،
ويسمح للموتى بزيارة أقربائهم الأحياء، ويقوم هؤلاء بدورهم بتقديم
القرابين عرفانا لهم.