يعتقد البعض أن اسم القارة الأوروبية مشتق من اسم الأميرة الفينيقية يوروبا التي كانت قد خطفت من قبل زيوس -إله السماء عند اليونان- على ظهر ثور وأخذت لجزيرة كريت حسب الميثولوجيا اليونانية. من بعد حادثة الخطف سميت اليونان باسم يوروبا وبحلول العام 500 ق.م امتد المقصود من الكلمة ليشمل الأراضي الواقعة شمال اليونان.
لأوروبا تاريخ طويل حافل بالأحداث والتغيرات الاجتماعية والثقافية والصراعات طويلة الأمد. العصر البليوليثي
الذي اكتشفت بعض آثاره في مناطق في شبه الجزيرة الإيطالية وقدر تاريخها
لحوالي 800 ألف سنة خلت هي أول فترة في تاريخ تلك القارة العريقة.
تنسب الحضارة الأوروبية الحديثة والتقدم الثقافي لبعض أجزاء تلك القارة
لقدامى اليونان بشكل رئيس، كما أن للمسيحية تأثير كبير أيضا. قامت الإمبراطورية الرومانية
على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية وكان سقوطها في القرن الخامس
الميلادي بوابة لكثير من التغيرات في القارة كان أبرزها ما حدث إبان عصر الهجرات. عانت أوروبا كثيرا في المعيشة في العصور المظلمة.
بعد دخول عصر النهضة الأوروبي وفترة الممالك الجديدة بدأت عصور الاستكشاف وازداد الاهتمام بالعلوم الإنسانية والتطبيقية. كانت البرتغال أول من بدأ بالاستكشاف في القرن الخامس عشر الميلادي وتبعتها بعد ذاك إسبانيا، جاءت بعدهما فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وقامت كل من هذه الدول بالاستيلاء واستعمار العديد من أراضي قارات آسيا وأفريقيا والأمريكيتين.
كانت شغل أوروبا الشاغل بعد عصر الاستكشاف هو بث أفكار الديمقراطية وكيفية تطبيقها. بدأت الشعوب الأوروبية بالمناداة بالحرية والمساواة الفردية وكان أبرز حدث توج تلك الأفكار والتوجهات هو الثورة الفرنسية التي أدت لشيوع وانتشار أفكار الثورة على الإقطاعيين أو رجال الدين في مختلف مناطق القارة. أدى نشوء القوميات -بمعناها الحديث- إلى تعزيز الصراع الدائر بين القوى العظمى في أوروبا على دول العالم الحديث. أشهر تلك الصراعات كانت عند استلام نابليون بونابرت السلطة في فرنسا وأنشأ ما عرف باسم الإمبراطورية الفرنسية التي سرعان ما انهارت. بعد سقوط نابليون هدأت القارة الأوروبية نسبيا، وبدأ في تلك الفترة انهيار الممالك ونظم الحكم القديمة.
بدأت الثورة الصناعية في المملكة المتحدة في القرن الثامن عشر الميلادي والتي قادت الاقتصاد الأوروبي للتحول تدريجيا من الاعتماد على الزراعة فقط. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الحرب الباردة كانت أوروبا مقسمة إلى قسمين سياسيين اقتصاديين رئيسيين اثنين: الشيوعيون في أوروبا الشرقية والرأسماليين في غرب القارة وأجزائها الجنوبية. بسقوط سور برلين وإعادة توحيد ألمانيا قضي على ما كان يسمى المعسكر الشرقي.