حمزة العرايشي عضو برونزى
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 243 نقاط : 5483 تاريخ التسجيل : 25/04/2011
| موضوع: التعرية الريحية في المناطق الجافة السبت 1 أكتوبر - 18:52:18 | |
| يتوقف فعل الرياح كعامل تعرية على سرعتها وقوتها من ناحية وعلى مقدار ما تحمله من مفتتات من ناحية أخرى.وعندما تصل سرعة الرياح إلى 27 كم \ الساعة تستطيع تحريك المفتتات التي يبلغ حجمها ملليمتراً واحداً,وتحت ظروف خاصة تستطيع تحريك المفتتات الأخشن.ويعتمد هذا التحريك على عوامل إضافية أخرى غير سرعة الرياح مثل طبيعة تركيب التربة ومحتوى الرطوبة بها وتضاريس (خشونة) سطح الأرض والغطاء النباتي.
وتسمى عملية تحريك المفتتات من مكان إلى آخر بواسطة الرياح بعملية التذرية أو سفي الرمال,وكلما قل حجم حبيبة الفتات كلما انخفضت سرعة الرياح اللازمة لتحريكها,بينما الحبيبات الخشنة تتطلب رياحاً قوية.فمفتتات في حجم 0,003 ملليمتر تحتاج إلى رياح سرعتها 7,56 كم\الساعة,وحبيبات حجمها 0,5 ملليمتر تحتاج إلى رياح سرعتها 1,3 كم\الساعة ,وحبيبات في حجم 1 ملليمتر يلزمها رياح سرعتها 27 كم\الساعة .. وهكذا .. وتأخذ عملية النحت بوساطة الرياح صوراً مختلفة,فالنحت بواسطة ارتطام الرمال والمفتتات التي تحملها الرياح تسمى بعملية البري,واصطدام حمولة الرياح ببعضها ينتج عنها عملية التفتيت المتبادل,أما عملية التآكل فتتم عن طريق اصطدام الرياح بحمولتها بالصخور فتؤدي إلى تفتتها وصقلها.
وتصدم الرياح التي تحمل الرمال الواجهات الصخرية التي تهب عليها إذا كانت في وضع مائل أو عامودي على اتجاهها,أما إذا كانت في وضع مواز لها فإنها تحتك بها ولا تصدمها.وفي الحالة الأولى تستغل الرياح التباينات الليثولوجية داخل الطبقة الصخرية فتنحت مناطق الضعف باستمرار ضربها بالرمال السافية فينتج تجاويف دائرية الشكل أو تلك التجاويف بحبيبات الرمل,لكن نتيجة لدورانها دوراناً سريعاً ومستمراً داخلها بفعل صفع وضغط الرياح تتصادم وتتحطم حروفها الزاوية,ومن ثم تستقر رمال ناعمة في النصف السفلي من التجويف بعد سكون الرياح.أما في الحالة الثانية عندما تكون الواجهات الصخرية في وضع يوازي اتجاه الرياح فإن الرياح تحتك بأسطح الانفصال بين الطبقات وتعمل على نحتها,وتنشأ عن هذه العملية تجاويف طولية الشكل تتفق بوجه عام مع مسار الرياح,وتكون تلك التجاويف أوسع وأعمق في الصخر في الجهة التي تأتي منها الرياح وأضيق في الجهة التي تذهب إليها.وبعد سكون الرياح فإن حبيبات الرمل تملأ التجاويف الطويلة على شكل منشور نائم تشير رأسه إلى الجهة المدابرة لاتجاه الرياح.وتحتفظ الحبيبات الرملية بزواياها الحادة غير المنتظمة.
وفي المناطق المنبسطة من المناطق الجافة الصحراوية والمغطاة بالحصى والقطع والكتل الصخرية فإن الرياح القوية تحمل بعيداً كل ما حول تلك القطع من حبيبات دقيقة وتتركها مستقرة في حمى الطبقة الصخرية الواقعة أسفل منها والمشتقة منها.وتسير الرياح في طريق متعرج ملتو بين تلك الحصوات والقطع والكتل الصخرية وتكشف أجزاء منها كانت مطمورة غير ظاهرة,ولكن حبات الرمال التي تحملها الرياح تتحرك إلى أعلى بحركة دوارة.وأحياناً يظهر على السطح العلوي للقطع الصخرية الكبيرة خطوطاً محفوراً بعمق حوالي 2 ملليمتر تشير إلى احتكاك الرمال التي تحملها الرياح بهذه الأسطح.وعندما تتماسك تلك الحصوات والقطع الصخرية بفعل كربونات الكالسيوم والجبس وغيرها من الأملاح الموجودة قرب السطح والتي ارتفعت بفعل الحاسة الشعرية تتكون ما يعرف باسم الرصيف الحصراوي.
وتتنوع أشكال السطح الناتجة عن نحت الرياح,ويمكن أن نميز الأشكال التالية:
1-الياردنج:
وتعرف أيضاً بالدهاليز الصحراوية ,وهي عبارة عن حفر طولية ذات اتجاه موازي لاتجاه الرياح السائد ويفصلها عن بعضها ضلوع مرتفعة ذات جوانب شديدة الانحدار ويصل ارتفاعها إلة نحو 7-10 أمتار ويتراوح عرضها بين 10,40 متراً.وترجع تلك الظاهرة إلى عملية البري التي تقوم بها رياح قوية ذات حمولة رملية عالية إلى عملية تشكيل وشطف,إذ تتميز جوانب الضلوع المرتفعة بتشكيلات مختلفة من الفجوات والبروزات والأعراف يتفق اتجاهها مع اتجاه الرياح.
2-الأعمدة الصخراوية:
وتنشأ في حالة وجود صخور متعاقبة في مقاومتها لعمليات نحت الرمال المحمولة بالرياح,وتتآكل الطبقات الضعيفة السفلى وتستقر فوقها الطبقات القوية العليا غير متأثرة بالرياح,وعندما تنهار أجزاء الطبقات العليا البارزة للخارج بتأثير قوة الجاذبية يتكون العمود الصخري.
3-الصخور المصقولة (الوجه ريحيات):
وتنتج عن بري الرياح لأحد جوانب القطع الصخرية وصقلها,وعندما يتغير اتجاه الرياح وتسود لفترة تنحت وتصقل جانب آخر من القطعة,وهكذا تظهر تلك القطع بأوجه متعددة يفصل كل وجه عن الآخر حرف حاد.
[/center] |
|