الأغذية المعدلة وراثيا
أعدت هذه الأسئلة والأجوبة منظمة الصحة العالمية (WHO) , استجابة لاستفسارات عدد من حكومات الدول أعضاء المنظمة فيما يتعلق بطبيعة وسلامة الأغذية المعدلة وراثيا.
ونوردها لكم فيما يلي:
- ما هي الكائنات الحية المعدلة وراثيا والأغذية المعدلة وراثيا؟
يمكن تعريف الكائنات الحية المعدلة وراثيا (GMOs) بأنها كائنات حية تم تحوير مادتها الوراثية (DNA) بطريقة لا تحدث طبيعيا بها. تسمى هذه التقنية "بالتقنية الحيوية الحديثة" أو "التقنية الجينية" وأحيانا يطلق عليها "إعادة تركيب الحمض النووي "DNA أو "الهندسة الوراثية".
حيث يسمح لفرادى المورثات المختارة بالانتقال من كائن حي إلى آخر, وأيضا ما بين الكائنات ذات الأصول المختلفة.
مثل هذه الطرق تستعمل في إنتاج النباتات المعدلة وراثيا, التي تستعمل في زراعة المحاصيل الغذائية المعدلة وراثيا.
- لماذا يتم إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا؟
تم تطوير الأغذية المعدلة وراثيا وتسويقها, لأن لها بعض المزايا الملموسة للمنتج أو المستهلك من حيث أن هذه المنتجات منخفضة التكاليف أو لزيادة فائدتها الغذائية (أقل تأثرا بالعوامل المحيطة بها أو ذات قيمة غذائية عالية) أو كلاهما.
وفي البداية أراد المطورون للبذور المعدلة وراثيا أن يتقبلها المنتجون, فلذلك ركزوا على ابتكارات تجد قبولا لدى المزارعين وصناع الأغذية.
كان الهدف الأول من تطوير النباتات المشتقة من الكائنات المعدلة وراثيا هو تحسين حماية المحصول, والهدف الرئيسي من المحاصيل الموجودة حاليا في الأسواق هو الوصول لمستويات أعلا من وقاية المحاصيل بتحسين مقاومتها للإصابة بالحشرات أو الأمراض الفيروسية, أو من خلال زيادة قدرتها على تحمل مبيدات الحشائش.
تم التوصل إلى مقاومة الفيروسات من خلال إدخال مورثات من فيروسات معينة مسؤولة عن إحداث أمراض في النباتات, فتكون المحاصيل أقل عرضة للأمراض التي تسببها تلك الفيروسات, مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المحاصيل.
كما أن القدرة على تحمل مبيدات الحشائش تم تطويرها عن طريق إدخال احد المورثات من أحد أنواع البكتيريا فتنتقل معه صفة المقاومة لبعض مبيدات الحشائش. حيث وجد أن استعمال مثل هذه المحاصيل يؤدي إلى تقليل كمية مبيدات الحشائش المستعملة عندما تكون إصابة المحصول بالحشائش شديدة.
- كيف يتم تقدير المخاطر المحتملة على صحة الإنسان؟
يتم تقييم سلامة الأغذية المعدلة وراثيا بصفة عامة ببحث الأمور التالية:
1- التأثير المباشر على الصحة (السمية)
2- قابليتها لإثارة تفاعلات الحساسية.
3- وجود مكونات معينة يعتقد أن لها خواص تغذوية أو سمية.
4- استقرار المورث المنقول.
5- التأثيرات التغذوية المصاحبة للتعديل الوراثي
6- أي تأثيرات غير مقصودة يمكن أن تنتج من إدخال المورث.
- ما هي القضايا الرئيسة المتعلقة بصحة الإنسان؟
بينما غطت المناقشات النظرية مدى واسعاً من الجوانب, فان القضايا الثلاث الرئيسة التي أثارت الخلافات هي قابلية الأغذية المعدلة وراثيا لإثارة تفاعلات الحساسية, ونقل المورث, والتهجين.
إثارة تفاعلات الحساسية
بالنسبة لإثارة تفاعلات الحساسية فانه لا ينصح بنقل المورثات من الأغذية المثيرة للحساسية, إلا إذا ثبت أن البروتين الناتج وبه المورث المنقول ليس مثيراً للحساسية. ومع أن الأغذية التقليدية لم تختبر عموما للحساسية, إلا انه قد تم تقييم طرق اختبار الأغذية المعدلة وراثيا من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) و منظمة الصحة العالمية (WHO).
- نقل المورث
يعتبر نقل المورث من الأغذية المعدلة وراثيا إلى خلايا الجسم أو إلى البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي مصدراً للقلق إن كانت المادة الوراثية المنقولة تؤثر على صحة الإنسان بشكل سلبي, خاصة إذا كانت المورثات المستخدمة في الأغذية المعدلة وراثيا ذات مقاومة للمضادات الحيوية.
ورغم أن احتمال الانتقال منخفضاً, إلا أن مجموعة خبراء WHO/FAO تنصح بعدم استعمال التقنية في نقل مورثات مقاومه للمضاد الحيوي.
من المحتمل أن تكون هناك تأثيرات غير مباشرة عند نقل المورثات من النباتات المعدلة وراثيا إلى المحاصيل التقليدية أو الأنواع البرية منها, والذي يطلق عليه أسم التهجين الخارجي أو Outccrossing, و كذلك خلط المحاصيل الناتجة من البذور التقليدية بالمحاصيل الناتجة من البذور المعدلة وراثيا. وقد يكون لذلك كله أثره غير المباشر على سلامة الأغذية والأمن الغذائي.
هذه الخطورة باتت أكيدة بعد أن وجدت آثار من نوع من الذرة الصفراء (التي لا يسمح باستخدامها إلا كأعلاف) في منتجات تستهلك بشريا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تبنت بعض الدول خططا للتقليل من الخلط. ومن ذلك فصل الحقول التي تتضمن محاصيل معدلة وراثيا عن باقي الحقول التقليدية غير المعدلة وراثيا.
عموما لازلت قابلية التطبيق وطرق المراقبة بعد التسويق لمنتجات الأغذية المعدلة وراثيا كجزء من الرصد المستمر لسلامة منتجات الأغذية المعدلة وراثيا- كل ذلك مازال قيد المناقشة.
- هل الأغذية المعدلة وراثيا مأمونة؟
تحتوي الكائنات الحية المعدلة وراثيا على مورثات مختلفة تم إدخالها بطرق مختلفة. هذا يعني بأن سلامة الأغذية المعدلة وراثيا يجب أن تقيم لكل حالة على حدها. وأنه ليس من الممكن إعطاء تصريحات عامة عن أمان وسلامة كل الأغذية المعدلة وراثيا.
إن التقييم المستمر المبني على مبادئ لجنة دستور الأغذية المعدلة وراثيا والمراقبة المناسبة للمنتج بعد تسويقه هما الأساس الذي يعتمد عليه لتقييم سلامة الأغذية المعدلة وراثيا.
- ما هي أنواع الأغذية المعدلة وراثيا الموجودة في الأسواق العالمية؟
كل المحاصيل المعدلة وراثيا المتوفرة في الأسواق العالمية, تم تصميمها باستخدام إحدى الصفات الوراثية الثلاث التالية:
1- المقاومة للإصابة بالحشرات.
2- المقاومة للإصابة بالفيروسات.
3- تحمل بعض مبيدات الحشائش.
علماً بأن كل المورثات المستعملة في تعديل (تحوير) المحاصيل مشتقة من الكائنات الحية الدقيقة.
- ماذا عملت منظمة الصحة العالمية (WHO) لتحسين تقييم الأغذية المعدلة وراثيا؟
منظمة الصحة العالمية سوف تأخذ دور فعال فيما يتعلق بالأغذية المعدلة وراثيا, ويرجع ذلك أساسا لسببين هما:
1- إن الصحة العامة يمكن أن تستفيد من إمكانيات التقنية الحيوية, مثل:
- زيادة محتوى الأغذية من المغذيات (العناصر الغذائية)
- خفض الحساسية.
- زيادة كفاءة إنتاج الأغذية.
2- الحاجة إلى دراسة الآثار السلبية المحتملة على صحة الإنسان من استهلاك الأغذية المعدلة وراثيا, وكذلك على المستوى العالمي.
من الواضح انه لابد من التقييم الكلي للتقنيات الحديثة إذا كانت ستشكل تحسناً حقيقياً في طريقة إنتاج الأغذية, مثل هذا التقييم يجب أن يكون شاملا ولا يقف عند نظم التقييم غير المترابطة التي ركزت بشكل خاص على صحة الإنسان والتأثيرات البيئية.
و العمل في منظمة الصحة العالمية في طريقه لتقديم نظرة أوسع في تقييم الأغذية المعدلة وراثيا, ليمكن أخذ العوامل الهامة الأخرى في الاعتبار.
هذا التقييم الأكثر شمولية للكائنات المعدلة وراثيا والمنتجات المعدلة وراثيا, لن يركز على سلامة الغذاء فقط ولكن على الأمن الغذائي. والعمل الدولي في هذا الاتجاه الجديد افترض إشراك المنظمات الدولية الرئيسة الأخرى في هذا المجال.