السلام عليكم
يا اصدقائي
أقول
وقفتْ مُحيِّيَةً تلامسُ باليدِ ** جِذْعًا فمالَ لها كمنْ لم يُسْنَدِ
ودنا يحاول أن يعانق ظبية ** أزرت محاسنُها ببِيضٍ خُرَّدِ
غطى السوادُ من المليحة جُلَّها ** والرأسَ لونُ أزاهرٍ وزبرجدِ
والوجهُ أبيضُ وسْطَ هذا كلِّه ** فكأنها -والوصفُ وصفُ الأبعد-
رمحٌ به عُقِدَ النهارُ وفضةٌ ** ألقى بخيلٌ في مياه العسجد
تبدي ابتسامتُها بَريقًا ظنَّه ** راعٍ بشيرَ الغيثِ يقبلُ في الغد
وخدودُها وردٌ تفتَّحَ ساعةً ** وقضى حوائجَ ناظرٍ متردد
وفمٌ كأن الجمرَ صاغَ شِفاهَهُ ** بلباقةٍ ليست كجمر الموقد
والأنفُ يفضحها بدقةِ صُنْعِه ** وكذاك يفضح صاحباتِ السؤدد
والحاجبان كأنما قد صُفِّفَا *** من راسمٍ عبدٍ وليس بسيِّدِ
أما العيون فكيف أُنصفها بها ** كَحَلٌ وإن لم تكتحل بالإثمد
فيها الهلاكُ لكل طالب صبوة ** وشفاءُ ذي الداءِ العُضال المُقعَد
وجبينها كالفجر لاح لمُمْسكٍ ** فدعا حليلتَه وقال : تأكدي
يا ليتني قد كنت جِذْعًا مسَّني ** ما مسَّ منها الجذعُ أو مسَّتْ يدي
جُعِلتْ فداك قصائدي يا جذعَها ** وفداك راحلتي وروح المفتدي
وبصورة أخرى بدتْ وتمثَّلتْ ** (قل للمليحة في الخمار الأسو
