हमजा प्रेमियों مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1618 نقاط : 7825 تاريخ التسجيل : 02/10/2011 الموقع : Hàmzà Aàchak Sur Facebook
| موضوع: ô§ رحـــــلة الخـــــــــلاص ô§ بقلمي الجمعة 2 ديسمبر - 14:48:33 | |
| تطال رياح عاتية ثكنات جسدي النائية ، فأهم والتقط الأغراض التي تطايرت وسط دوي الهواء ، حتى النوافذ أعربت عن سخطها وأخذت تتلاطم وتصهل .. أما أوراق الاشجار اصبحت تتناثر هنا وهناك ، لعله نذير شؤم ينبئ بمرور رمق ذكريات شاردة صوب متاهات الحزن ،وتستمر الأبواب بالتصادم ، والنفايات تسجل حضورها لتنكب وسط الشوارع .. حتى الأشياء الذاوية تكره رقدتها ،فأخذت تحلق مع الريح ،حملت آخر قطعة سقطت مني ونفير العبرات تقذفه انفاسي ، والهواء يعبث بملابسي ، أصوات التحشرج التي تتخلل مسامعي هي صرخات ألم لهذا الوجود القابع في رذاذ الفحش والمنكر ، انتظرت طويلا حتى قدمت الحافلة بسبب سوء الأحوال الجوية ، ولجت إليها وشاهدت امتقاع وجوه الجميع داخلها .. لعل البشر حانق على الطبيعة ، التي أن صرخت وضجت رغبة منها في أفصاح مكنونها ، نفرها واخذ يحتقرها ، أكلمت مسري وجلست في مقعد شاغر قرب أمرأة كانت تجلس هناك.. تحركت الحافلة وما زالت ضوضائي ترشق خفايا صمتي ، ذكرتني المرأة بأم احسان التي فارقت الحياة قبل مدة ...ولا أعلم لماذا تنحني الصور منتقبة بينها ذكريات تلك المرأة الوقور ، مضى على عملي في دار المسنين أكثر من خمسة أعوام ، رأيت اشياء تزعزع صبر الورى ، أناس أناخت أمانيها ... اشخاص تجردت الرأفة من ثنايا عواطفها ، لكن أم احسان كانت مختلفة لدرجة جعلتني ابكي لفراقها ، كانت مختلفة جداً ، باحثة عن رحلة الخلاص لعالم الخلود ، فالزمن الذي يقهر الإحياء أخذ يعلمنا بأن الرأفة تحتضر ! أن لم تكن قد فارقت الحياة ... لا زالت أم احسان شعلة متقدة ترفد عوالم خيالي ، ابتسامة الأمومة ... طريقة دعائها ، حنينها لأولادها الذين هجروها .. براءتها تجعلني شاخص اتساءل كيف يتخلون عنها وهي بأمس الحاجة إليهم ؟؟ كم كنت اتمنى أن تجد حضن دافئ يحتضنها ويزيل عنها نكبات الدهر المظلم ..كنت أتمنى أن أصحو وأجد أم احسان لا زالت على قيد الحياة ، وأخبرها أن أولادها نادمون على فعلتهم .. وإنها تستحق حياة افضل ... بعيد عن قضبان الوحشة وملاذ الخيبة ، يا ترى هل الطبيعة ايضا حانقة لنفس السبب ، وهل كان رحيلها مجرد صرخة ألم للطبيعة ، لعل نوافذها وعواطفها كانت تصطك ببعضها ولم تكن هناك آذان صاغية ، لإنها القيت ثم وجدت رحلة الخلاص التي تراها منصفة واهون بكثير مما تعيشه ، فهي بنظر البعض شيء حانق من الطبيعة .. وهكذا يعامل البشر كل شيء مزعج بالنسبة إليه ! صراخ الركاب كان غير مهم في نظر العاصفة ، لكن هل يستوعب أحد ذلك ؟ قد تكون هذه صرخات توجع مئات البشر ، غير أم احسان ، فلماذا نحيا وسط ضجيج تفسخ العواطف والإحاسيس ، وأخيراً توقفت الحافلة بعد ضياعي في براري الخيال ، أول شيء وجدته على سطح مكتبي ، صندوق صغير فيه ورقة مكتوب عليها :امنياتي إليك بالموفقية من كل قلبي ، أمك المحبة أم احسان . بقلمي على الهامش .. شاهدت رجل عجوز يجر نفايات موضوعة في صندوق بعدما ربطها بحبل قصير نحو بطنه لانه لم يكن يستطع حملها اما قصة النفايات فهي شيء يقتات عليها .. عجزت ان اصف ذلك الحال بقصة لذلك هي فكرة ممتدة من سواعد ذلك العجوز المرتهكة ... فهو بأمس الحاجة لرحلة الخلاص ..
سلامي |
|