إنها جزيرة تينيريف (Tenerife) أكبر هذه الجزر، الغنية عن التعريف في
أوروبا والعالم أجمع، فهي من المحطات السياحية الرئيسية والمهمة في إسبانيا
والأطلسي وأفريقيا القريبة، وعلى سطح المعمورة بشكل عام. فهي لا تبعد أكثر
من ألف كيلومتر عن إسبانيا و330 كيلومترا عن الساحل الأفريقي والمغرب.
وفضلا عن أنها أكبر جزر المجموعة، ويصل طول شواطئها لنحو 340 كيلومترا
(منها 67 كلم من الشواطئ الصالحة للاستخدام والاستجمام، فهي أيضا أكثرها
اكتظاظا بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة ينتشرون على مساحة
تصل إلى 2034 كيلومترا مربعا، أي حجم قضاء من أقضية لبنان تقريبا. ولأنها
أيضا تقيم واحدا من أكبر المهرجانات في العالم وهو مهرجان «سانتا كروز دي
تينيريف» (Carnival of Santa Cruz de Tenerife) الذي يحمل اسم عاصمة
الجزيرة نفسها (عدد سكانها 280 ألف نسمة). وتطمح الجزيرة إلى أن تكون ضمن
المواقع العالمية المحمية في إطار مواقع التراث الإنساني التي تقررها منظمة
اليونيسكو لما تضمه من جواهر ومعالم طبيعية وتراثية نادرة. ورغم أن طابع
الجزيرة والعاصمة المعماري طابع محلي له علاقة بالسكان الأصليين، فإنه
متأثر كثيرا بالفن المعماري المغربي والبرتغالي، ولاحقا وقليلا الإسباني
الداخلي والإنجليزي. ولا يمكن للسائح أن يخطئ حديقة «غارثيا سانابريا» التي
تضم الساعة والنوافير. وهي واحدة من الساحات والحدائق الكثيرة التي تضمها
المدينة. على أي حال، فإن مهرجان الفلامنغو الموسيقي والأزيائي الخاص،
مهرجان «سانتا كروز»، يقام في فبراير (شباط) من كل عام. وهو إلى جانب
نوتينغ هيل غين في لندن، أهم ثاني مهرجان من هذه المهرجانات الضخمة بعد
مهرجان ريو دي جانيرو الشهير في البرازيل.
وربما لهذا السبب تمت توأمة المدينتين. وعادة ما يبدأ المهرجان يوم
الجمعة بمسيرة وحفلة ضخمة في الشوارع العامة، ويتأجج عادة خلال الليل، لكنه
يتواصل ليل نهار حتى ما يعرف بأربعاء الرماد، لكنه في النهاية لا يتوقف
قبل أسبوع كامل من الحفلات والموسيقى الكاريبية والإلكترونية الرنانة
والطنانة.
أضف إلى ذلك أن هذه الجزيرة الإسبانية البركانية الرائعة، تضم ثالث أعلى
بركان في العالم (يعتبر أعلى الجبال في إسبانيا وهو على لائحة التراث
الإنساني) وهو بركان أو جبل تيدي (Mount Teide) الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من
3700 مترا عن سطح البحر في حديقة ومحمية «تيدي الوطنية». وهو أيضا من أعلى
الجبال البركانية في جزر الأطلسي. ويستقبل البركان وحديقته الرائعة ما لا
يقل عن مليونين وثمانمائة ألف سائح، وبالتالي يكون في المرتبة الثانية في
لائحة المواقع البركانية السياحية الأكثر جذبا للسياح حول العالم، بعد
بركان فوجي الشهير في اليابان الذي يمكن لأي شخص التعرف عليه في الملصقات
مكللا بالثلوج من بعيد.
ويمكن الوصول قريبا إلى قمة البركان عبر التلفريك، ويربطه الإسبان
بالطبع بالكثير من الخرافات كما هو الحال مع الكثير من الشعوب خصوصا
اليونانيين مع جبل الأولومبوس.
ويبدو أن اسم الجزيرة الإنجليزي «تينيريف» (Tenerife)، له علاقة باسم
الجبل البركاني الخطير، إذ تشير المعلومات المتوافرة التي ذكر بعضا منها
المؤرخ الروماني المعروف بليني الصغير، أن الملك جوبا الثاني أرسل بعثة
خاصة إلى جزر الكناري وجزيرة ماديرا البرتغالية وأطلق على جزر الكناري
اسمها لأنه عثر فيها على الكثير من الكلاب الخطيرة «كناريا» (canaria)، إلا
أن الملك جوبا الثاني والرومان القدماء بشكل عام أطلقوا على تينيريف اسم
«نيفاريا» (Nivaria) اللاتيني المشتق من الكلمتين اللاتينيتين «نيفيس»
(nivis) و«نييف»(nieve) اللتين تعنيان وتشيران إلى الثلج، أي ثلج قمة بركان
تيدي. ومع هذا فإن وثائق القرن الرابع عشر والخامس عشر تشير إلى أن
المؤلفين بونتيير ولي فيريير، أطلقا على الجزيرة آنذاك اسم «إيلا دي
اينفيرنو» (Isla del Infierno) الذي يعني حرفيا «جزيرة الجحيم»، وهذا أيضا
يعود إلى ثورات البركان الهائجة والخطيرة قديما. كما تعني كلمة «تيني»
(Tene) في لغة السكان المحليين أو الأصليين «الجبل» وكلمة «يف» (ife)
الأبيض، وتم لاحقا مع الإسبنة والاحتلال الأجنبي إضافة حرف الراء لتصبح
بالنهاية «تينيريف» (Tenerife).
الكلام لا ينقضي عن البركان والجزيرة، إذ أنه جزء لا يتجزأ من تاريخها
وهي نتيجة له بالأساس، وبسبب البركان أيضا تتمتع الجزيرة بمناطق طبيعية
رائعة ومناطق زراعية خصبة وأنواع كثيرة من الطيور والنباتات النادرة. ولذا
تضم أكبر مزرعة للبغاء في العالم (مزرعة لورو باركي)، أكثر من 200 نوع من
أنواع هذا الطير الجميل والساحر والخرافي. ومن المواقع التي ينصح السياح
بزيارتها على هذا الصعيد حديقة «غاردين بوانيكو» التي تعتبر من أهم الحدائق
الطبيعية والنباتية حول العالم، ومزرعة «بانييرا ال قوانتشي» التي تضم
مجموعة كبيرة وضخمة من النباتات والأزهار وأنواع الصبار.
بالطبع إن هذه الجزيرة الأطلسية التي تتمتع بأجواء حارة في الصيف
ومعتدلة في الشتاء على غرار جزر المتوسط، غنية جدا على الكثير من الصعد
التجارية والسياحية بالطبع والطبيعية البركانية مثل النباتية والحيوانية
والبحرية، كما أن فيها الكثير من المباني المهمة، مثل الكنائس والمتاحف.
كما تعرف الجزيرة أيضا بجامعتها وبتراثها وأقمشتها المطرزة ومأكولاتها
الخاصة بها.
وقد مر على الجزيرة الكثير عبر العصور، إذ تشير المعلومات التاريخية،
إلى أن أول استيطان بشري شهدته كان في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان يعرف
السكان الأصليون باسم الـ«غوانشي» (The Guanches)، وكانوا أقوياء البنية
وطوال القامة، عيونهم زرقاء أشبه بالإسكندنافيين. لكنهم لم يكونوا متطورين
في العصر الحجري كما هو مفروض، رغم أن الخرافات اللاحقة تقول إن تينيريف
كانت جزءا من حضارة أتلانتيس المفقودة. وغزا الإسبان جزر الكناري ومنها
تينيريف عام 1494 أي أثناء حملة إيزابيل وفرديناند للسيطرة على إسبانيا
وطرد المسلمين من غرناطة وبقية البلاد.
وحاول جزء من سكان الجزيرة مقاومة الاحتلال الإسباني لكنهم لم يفلحوا،
وتم استعبادهم من قبل الملكة ايوابيل. ومنذ ذلك الحين بقيت الجزيرة وبعض
مناطق الكناري أشبه بمزرعة أو تجمعات للعبيد الذي يعملون في زراعة قصب
السكر للإمبراطورية الإسبانية. وعندها جاء الكثير من الألمان والإنجليز
والبرتغاليين والطليان إلى الجزيرة للاستقرار والعمل وبقوا هناك. وكانت
تينيريف بالطبع صلة الوصل بين أوروبا والعالم الجديد آنذاك (أميركا) ومحطة
مهمة، مما أدى إلى ازدهارها وصعود نجمها. ولا تزال للجزيرة علاقات مهمة مع
دول أميركا اللاتينية (خصوصا كوبا وفنزويلا وبورتوريكو) وأهلها الذين
اختلطوا بهم منذ سنوات طويلة. وغزا الجزيرة الأدميرال الإنجليزي نيلسون
الشهير نهاية القرن الثامن عشر. وبدأت الجزيرة تعرف السياحة والسياح بعد
ذلك وبالتحديد عام 1890.
* من فنادق تينيريف:
- فندق «مديتيرينيان بالاس» (Mediterranean Palace).. العنوان as.. عدد
الغرف 535 غرفة (من فئة 5 نجوم).. والسعر ابتداء من 65 يورو لليلة الواحدة.
هذا الفندق من الفنادق المثالية للعائلات والأطفال والباحثين عن اللهو
والمرح واللعب بالماء خلال فصل الصيف الحار، إذ إنه من أضخم فنادق جزر
الكناري وتينيريف، وتم بناؤه حول بركة سباحة وشلالات مائية خاصة ونوافير
بمساحة 1300 متر مربع. إنه فندق هائل يحيط ببركة كبيرة وهائلة للسباحة
واللعب بالقرب من شاطئ كاميسون. وفي المنتجع المجاور الذي يمكن للمقيمين
استخدامه عشرة مطاعم وصالة سبا وصالة للتمارين الرياضية وأربع برك أخرى
للسباحة. كما أن هناك ناديا خاصا للعب الأطفال. والفندق قريب جدا من الكثير
من الخدمات السياحية التجارية في الجزيرة.
- فندق «ذا رويال غاردن فيلاز» (The Royal Garden Villas).. العنوان ..
عدد الفيلات 28 فيلا (من فئة 5 نجوم).. والسعر ابتداء من 200 يورو لليلة
الواحدة. وهو من أفخر فنادق جزيرة تينيريف على الأرجح وربما إسبانيا أيضا،
إذ إنه اسم على مسمى، أي أنه ملكي بكل ما للكلمة من معنى من ناحية الأجواء
والتصميم المعماري والخدمات. وهو مؤلف من 28 فيلا رائعة وكل فيلا مستقلة عن
الأخرى، ولها بركة السباحة والحديقة الخاصة بها. وفي الفندق الجميل مجموعة
من الخدمات الرياضية مثل ملاعب الاسكواش وصالات التمارين و«السبا» الصحي.
والاهم من ذلك أن الفندق عال فوق البحر في منطقة كوستا اديخي، ويمكن من
خلاله رؤية المناظر الجبلية والبحرية الأطلسية الخلابة وجزيرة لا غوميرا
القريبة.
- فندق «جاردينز دي نيفاريا» (Jardines de Nivaria).. العنوان . عدد
الغرف 271 غرفة (من فئة 5 نجوم). هو فندق آخر من فنادق الجزيرة الجميلة
والفاخرة جدا والمريحة أيضا. فهو من الخارج، أشبه بواحة رائعة من برك
المياه وأشجار النخيل المحيطة بها والعرائش والبلكونات والحدائق المهمة.
ومن الداخل أشبه بمتحف له قبته الزجاجية الملونة والمزخرفة. وعوضا عن جماله
الفتان، فإن هذا الفندق يمكن المقيم من لعب الاسكواش والتنس والتمارين
الرياضية والسباحة والجاكوزي والعناية الصحية (السبا والسونا) وكل أنواع
التدليك والعناية بالجسم والوجه.
- فندق «غيما ايزميرالدا بلايا» (Hotel Gema Esmeralda Playa).. العنوان
.. عدد الغرف 303 غرف (من 4 فئة نجوم). رغم أنه من فئة الـ4 نجوم فإنه
فندق ممتاز وكبير ذو غرف واسعة وذات موقع ممتاز قريب من الشاطئ، وفيه كمعظم
الفنادق المهمة بركة ضخمة للسباحة وجميع الخدمات الرياضية مثل التنس
والاسكواش والجاكوزي والحمام التركي. كما أن هناك موقفا خاصا لسيارات
الزبائن وماكينة لسحب النقود تعمل على مدار الساعة. وهناك بالطبع عدة مطاعم
تقدم المآكل الإسبانية التقليدية ومآكل الجزيرة نفسها فضلا عن الحانات
والمقاهي القريبة من الشاطئ أيضا.
- فندق «Sol Tenerife».. العنوان .. عدد الغرف 522 غرفة (من فئة 4 نجوم).