يشير بحث جديد إلى إمكانية أن تكون المضادات الحيوية مفيدة في علاج مرض الربو.
وحاليا لا يوجد علاج لمرض الربو الذي يبلغ عدد المصابين به في المملكة المتحدة مليونين ومائتي ألف شخص، لكن يمكن التخفيف من أعراضه باستخدام السترويدات", (وهي مركبات عضوية).
لكن دراسة دولية شملت 278 مريضا أشارت إلى أن المضاد الحيوي المسمى "تيليثرو مايسين" يمكن أن يخفف من أعراض الربو ويحسن عمل الرئتين.
وشملت الدراسة مرضى في سبعين مركزا طبيا في أنحاء العالم بما فيها "مستشفى القديسة ماري" في لندن.
وقد قسم المرضى إلى مجموعتين أعطي لكل من أفراد الأولى جرعة يومية من "التيليثرو مايسين" قدرها ثمانمائة ميليغرام لمدة عشرة أيام، بينما قدم لكل من أفراد المجموعة الثانية جرعة زائفة من المضاد الحيوي.
كما تلقى أفراد المجموعتين نفس العلاج التقليدي للربو.
وقد أظهرت النتائح تحسن أعراض الربو ووظيفة الرئتين بشكل ملحوظ عند أفراد المجموعة الأولى مقارنة بالثانية.
وقال الباحثون في دراستهم إن درجة التحسن عند المجموعة الأولى كانت بمقدار الضعف في نهاية فترة العلاج مقارنة بالمجموعة الأخرى.
كما وجدت الدراسة أن فترة الشفاء من أزمة الربو الحادة تقلصت من ثمانية أيام إلى خمسة أيام عند أفراد المجموعة التي تلقت المضاد الحيوي الذي لا يستخدم حاليا كعلاج مرخص للربو.
ميدان جديد
لكن الاختبارات لقدرة الرئة لم تظهر أي تحسن، ويعود ذلك للاعتقاد أن أزمات الربو مرتبطة بإصابات فيروسية لا تتأثر بالمضادات الحيوية.
غير أن الباحثين يعتقدون أن التأثيرات الإيجابية للمضاد الحيوي ربما سببها تأثيره على نوعين من الفيروسات هما:"عصيات كالميودوفيلا"، و"عصيات الميوكوبلاسما" الرئوية التي كانت موجودة في 61% من المرضى الذين شملتهم الدراسة.
ويربط الباحثون بين وجود هذه الفيروسات واشتداد أزمة الربو، وبالتالي يرون أن هناك دورا لمضاد الالتهاب المسمى "التيليثرو مايسين" في تقليص فترة الشفاء.
ويقول مدير فريق الباحثين البروفيسور "سبياستيان جونستون" إنه رغم أنه لا إثبات على فاعلية المضادات الحيوية في تقليص حدة أزمة الربو وعلاج أعراضه من الناحية التقليدية، إلا أن ما توصل إليه يمكن أن يفتح ميدان جديدا من الأبحاث.
وقال الناطق باسم جمعية معالجة مرضى الربو في المملكة المتحدة إن البحث يشكل خطوة أولى مثيرة للاهتمام نحو التوصل إلى علاجات جديدة لمرضى الربو.