أولاً
: الملوثات الكيميائية وتشمل الهيدروكربورات ، أي النفط ومشتقاته والمعادن
الثقيلة ونفايات المصانع والمبيدات الزراعية ومواد التنظيف والتعقيم
وغيرها والتي تدفعها الأمواج دائما ً لتلقي بها على الشاطئ .
ثانياً : الملوثات العضوية الناتجة من المجارير والنفايات المنـزلية ومخلفات المصانع الغذائية وغيرها .
ثالثاً : الملوثات الفيزيائية وتشمل التفجيرات والبراكين وغيرها .
رابعا ً:النفايات الصلبة : من
المناظر المألوفة على شواطئنا منظر الصيادين ينظفون شباكهم من النفايات
الصلبة المتنوعة الأشكال والحجوم التي جمعوها بعد عناء الصيد في البحر
وكانوا يطمعون بغلة من الأسماك وفيرة تؤمن رزقهم ورزق عيالهم ، أو منظر
السابحين الذين يتعايشون مع أكياس البلاستيك الطافية على سطح البحر، أو
ينظفون أجسامهم من كتل الزفت الملتصقة بها.
أما
القادم عبر البحر فيطالعه الدخان المتعالي من تلال النفايات المحترقة على
الشاطئ . وكلما ازداد اقتراباً استقبلته خيرات اليابسة من حضارة العصر،
البلاستيك والنايلون وتفرعاتها، علماً أن هذه الخيرات وبخاصة الأكياس
والأواني الفارغة بألوانها المزركشة هي من صنع الإنسان نفسه .
ولماذا
نلوم البحر الذي يحفظ الأمانة ويردها لنا والذي يرمي لنا ما نرميه في هذه
السلة الكبيرة. فكلما ازداد عدد السكان في عالمنا الاستهلاكي زادت كمية
النفايات التي نرميها.
تجدر
الإشارة إلى أن الإمكانات اللازمة لتصريف النفايات بطرائق علمية وكافية
تعجز عنها حتى أكبر الدول الصناعية ، فكيف بالحري الدول النامية وعلى صعيد
المتوسط بخاصة. فعلى الرغم من الاهتمام العلمي الذي يبذل والأبحاث التي
تناولت أنواع التلوث، فان الأبحاث الجدية في الموضوع بقيت خجولة ومتفرقة،
ويعود ذلك إلى تعدد مصادر هذه النفايات وتشعبها جغرافياً وصعوبة تقديرها
كمياً، إضافة إلى حاجتها إلى تعاون دول عدة لفترة طويلة ومنتظمة.
وفقاً
لنتائج بعض الأبحاث (1989) فإن شواطئ البحر الأبيض المتوسط يتلقى سنوياً
نحو مئة قطعة من النفايات من مصدر بري أو بحري لكل مئة متر من شاطئه. أما
ما يتعلق بطبيعة هذه النفايات ، فان التحقيقات التي أجريت على الشاطئ منذ
عام 1988 دلت على طغيان البلاستيك حجماً ووزناً، وذلك بحدود 65 - 75 % من
المواد المدروسة. والمصدر البري كان الغالب على المصدر البحري . أما العدد
المرمى في المتر المربع الواحد فيراوح بين 35 و 102
قطعة ، وهذا العدد يختلف تبعاً للظروف المحلية وتوافد السياح ورمي
النفايات في الجوار وكثافة الأنشطة الإنسانية وغيرها. وفي تحليل لنوعية هذه
النفايات فان الأوعية منها تشكل مصدراً مهماً للمعلومات لأنها تحمل غالباً
تسجيلات عن نوعية الإنتاج وتاريخ صنعه.
وقد أثبتت جميع التحقيقات والدراسات التي أجريت حتى الآن النسبة المتزايدة للمواد البلاستيكية في النفايات العائمة والمرمية .
وتبدو
النتيجة حتمية ، لأن صناعة البلاستيك قفزت قفزات كبيرة في السنوات العشرين
الأخيرة ، وهي تحل تدريجاً محل المواد الطبيعية التي كانت تستعمل سابقاً
وهي مواد متحللة تعود إلى الطبيعة وتشارك ثانية في دورة الحياة. ونظراً إلى
كونها لا تتحلل فإن تراكمها يدعو إلى الخوف القلق