हमजा प्रेमियों مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1618 نقاط : 7824 تاريخ التسجيل : 02/10/2011 الموقع : Hàmzà Aàchak Sur Facebook
| موضوع: في جدران اليُتم السبت 31 ديسمبر - 16:25:47 | |
| في جدران اليُتم
استيقظت كعادتي على صوت نسيم الصباح يطرق باب نافذتي، تناولت كراسة مذكراتي وكتبت..
الحُزن يُطفئ مرارة الأيّام , و دموعٌ تُفقدنا الإحساس بالأوجاع , وقلبي يكسر الحديد ليسرق لحظة فرحٍ في الحياة ..أجمّة الزهر تُخجل بعضا من حامليها , والأبدان تستأسف على قدر الزّمان وترفض احتساء كأس الآلام ,والزّمن يرقص على موت الأحباب .فليفعل حتى يفيض السّرور , وتتدفق الدّموع على المباني التي طالت السماء البور ..فأين لي يا زمن بقلبٍ حنون يُعيد إليّ أعزّ إنسان ,أوليس الموت لي خيراً أم أنّه بات كذلك حلما جميلا فنّان ! لأعيش الدّنيا بين صدور عاريه تريد أن تتسقّى بالجمال مالاً وتغرق بالزنا لاهيه ، تفسد الجمال بخيانة الأحباب , ولكنيّ من سأخون ومع من سأزني ..ذاك هوالسؤال ؟؟
كم تمنّيت أن أتذكّر أول مرّة قرّرت فيها أن أحب , لكنّي أحببت دون علمي ، على غفلة و عمى اشتد . سُقيت المرار بالفراق , يا زمان! كم أنت قاسٍ لئيمٌ جبان . نصبُح كأنّنا ُطعمٌ في بحرٍ ميت يريد قتل الجميع , كيف ترجع الأيّام وتمضي نحو الوراء . كم هو اشتياقي إلى الحبيب تام ولكن لماذا لا يعود؟ لِمَ ؟! أليس من حقي أن يبقى معي أم أنّ السماء أرادت تعذيبي بغياب اللّقاء. لا أعلم ماذا يدور في الكون لكننّي أعلم ماذا ينساب من تحتي , يا ويلتاه . كم الشوق يقتل بهدوء..كم الحنين يُعذّب بجمود . نعم ،أنا أعشق لكنّي لا أعلم ما في داخلي من أسرار , تُخبئ الحقيقه عني وجهها وتريد سرد الأحداث لوحدها . لا أريد الاستسلام , لكن اليأس بدأ يتملّك قلبي ليجعله إحدى الضحايا .. وبين تعرقلات الحياة استيقظت من نومي . آه ما هذا الحلم الجاني وكيف زاد الأحزان في قلبي المُتيّم المُعاني .كيف أكون طفلة والمآسي حطّمت وجداني ملأته جروحا ,دُموعا ، سرقت الفرحة التي كانت تملؤه حُبورا..
لماذا أخذ الموت منّي أعزّ إنسان , ورماني في هذا الدار بلا رفيق أو عزيز مهتم لأمري حنون مُبتسم ..دارٌ لا يهتم بها إلا اليسير من البشر. قلوب أهلها قاسية متحجرة ليس بها رحمة للخلق , لكن ليس بيدي شيء غيرالأنين ثمّ الصمت ! لا أحد يسمع كلماتي ، لا أحد يُحسّ مشاعري يسمع آهاتي و يرحم
سأترك هذا الكلام عنّي فقد حان وقت الإفطار وأي إفطار ذاك ! لا تشبع النفس سماته ..لا يستهوي البطن شكله لكنّي راضية بقليله على الدوام كيفما كان .آه سأبدل ملابسي التي طال وقتها وليس لدي غيرها ,وسألبس ملابس أقدم منها
مسؤولة الدار : "منال ، منال أسرعي" . "حسناٌ، قادمة " رددت على عجل . وصلت طاولة الإفطار لأرى عليها خبزاً يابساً يصد النفس . لماذا رماني القدر في هذا المكان البائس ! كم اشتقت لأمي , لماذا رحلت دون أن تأخذني معها , لماذا لا أذهب الى المدرسه وأتعلم مثل باقي الفتيات , لماذا ..لماذا ؟؟ للأسف ليس هناك جواب , الأبواب تقفل أمامي , والجميع يحطم طموحي وآمالي . تملكني اليأس بل ملك حاضري وما تلاه ,لماذا لا أرى الدنيا حضنا حنونا كحضن الأم ، لما لا أسمع لها صوتا هامسا مُنسجم . الأطفال الموجودين هنا يبكون بشده كعادتهم ,غالبيتهم لا يحصلون على طعام جذّاب. قد أكون محظوظه لأني من الذين يقنعون وكفى . " متى أكبر " سألت نفسي ..أريد تحقيق ذاتي ولو بعمل بسيط لكي أساعد هؤلاء , لكي أمسح دمعة يتيم أهانه القدر ورماه في مزبلة التاريخ .كسر جناحيه اللذين يرقص بهما فرحاً , وجعله مثل الفحم محترقا أسود من الأحزان , أليس هناك شفقه يا زمان ؟؟
بعد 6 سنوات
حان الآن موعد خروجي من هذه الدّار , لأنتقل إلى حياة أصعب وأكثر تعباً من السابق. علي ّالآن أن أبحث عن شقه لأنّي بت أعمل وهذ يعني تخلّي الدار عن مسؤوليتها في توفير المبيت لي .رحت أقلب بصري بين غرف تلك الجريدة علّي أعثر على ضالتي التي لاحت لي أخيرا ليطرب قلبي فرحا
جلست في الصباح الباكر , جهزتُ نفسي وذهبت لصاحب المنزل وأخبرته بأني أريد استئجاره . من حسن حظي أنّه لم يؤجرها بعد , فوقّعت العقد ودفعت سلفة عن شهر كامل .الآن سأذهب لأخذ أغراضي من دار الأيتام وأنتقل للمنزل الجديد . وصلتُ الدار , بدأت بتجهيز أمتعتي , ولأنها قليله فقد أنهيتها بسرعة.ودّعت جميع صحبي ,ودعتُ صديقتي العزيزه على قلبي .أخذتُ أغراضي وذهبت والدموع تملأ عينيَّ.. أعلم أني لن أرجع إلى هذه الدار وسأشتاق لجميع من فيها . وصلت لشقتي وأنا أبكي بحرقة . لا أعلم ماذا تخفي لي الدنيا وماذا ينتظرني لكني أعلم يقينا أنه يجب عليّ عيشها بحلوها ومرها .جاء الليل وحان موعد النوم فغفوت
جلست في الصباح , وأخذت أفكر . هذا العمل صعب لكنّي راضية به فلن يقبلني أحد غيرهم دون شهادة الثانوية . ذهبت إلى العمل , رأيت المسؤول الذي سيشرح لي عملي . جلست معه وبدأ يشرح لي . وبعد أكثرمن ساعتين انتهى . كنت أستمع إليه بجدية تامة . تعلمت ما هو عملي . قال لي اذهبي الآن إلى منزلك وغدا موعد استئناف الوظيفة. وصلت إلى الشقة. جلست أفكر , وقلت في نفسي الآن بدأ العمل وستبقى حياتي على هذا النحو مدى العمر .
بعد خمس سنوات
تقدّم لخطبتي زميل كان لي في العمل . أحببنا بعضنا كثيراً . طلب منّي الزواج , لم يستطع لساني الرفض لأنيّ عشت معه العشق الحقيقي . أحببته كثيرا واستطاع أن يملك قلبي وبدني ولكن الأهم والمهم أني لم أنسى أن أتبرع لدار الأيتام التي بقيت في داخلي , وحتى لو مرت مليون سنه لن أنساها
اتفقت أنا و فيصل على موعد العرس وجهزنا معظم الترتيبات . الآن بقي أسبوع عن الموعد الموعود . سأدعو جميع أصدقائي الذين كانوا معي في دار الايتام . جهزنا كروت الدعوات بعدها فأنا لم أعد فقيرة مثل السابق لهذا دعوت الكثير من أصدقائي الذين فرحوا كثيرا بخبر زواجي . لم يصمت هاتفي النقال ذلك اليوم .
مرّ الأسبوع بسرعه وغداً العرس , كنت سعيدةً جداً .. الفرحه ملأت قلبي .اتّصلت بحبيبي فيصل لأخبره بذهابي لمشوار قصير وخرجت بسيارتي وأنا سعيدة . وصلت واشتريت حذاء العرس وكنت أفكر إن كان سيعجبه أو لا؟ و من ثم عدت لمنزلي حتى جاء اليوم التالي . كان الفرح يغمر قلبي فهذا أهم أيام حياتي .إنّها التاسعة , صوت السيارة صدح في الخارج , إنه فيصل جاء يقلني للحفلة .لم أصدق أن الحلم أصبح حقيقة , ركبت معه وذهبنا .. استقبلنا جميع أصدقائنا بالفرحة . رقصت معه ومع أصدقاء الميتم حتى نهاية الحفلة , وبعد عام أنجبت طفلة .بقيت كل شهر أرسل المساعدات لتلك الدار التي رعتني وأنا صغيرة حتى حققت حلم حياتي. |
|
Med amin مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1629 نقاط : 7759 تاريخ التسجيل : 27/09/2011
| موضوع: رد: في جدران اليُتم السبت 31 ديسمبر - 18:46:35 | |
| |
|
हमजा प्रेमियों مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1618 نقاط : 7824 تاريخ التسجيل : 02/10/2011 الموقع : Hàmzà Aàchak Sur Facebook
| موضوع: رد: في جدران اليُتم السبت 31 ديسمبر - 20:11:01 | |
| |
|